أحمد فضل (رحمه الله) هو مواطن بحريني بسيط من مدينة الحد الحبيبة، وكغيره من المواطنين البحرينيين شقى في حياته، ولا نعلم أين يعمل بسبب بساطته، ولا نعلم ما هو شقاؤه وكفاحه في هذه الحياة، لكن ما إن تراه حتى ترى تجاعيد الوجه التي تخبرك عن هذا الشقاء والكفاح. أحمد فضل درس في الوفاء الصامت.
لم نجده يوما عابس الوجه، بل دوما يرسم ابتسامته على وجهه، ولكأنّه يخبرك بأنّ الدنيا مازالت بخير، وعلى رغم ظروف الحياة القاسية له ولغيره، فلقد حرص على بعض الأمور التي تَصعب على من ليسوا (...) من الناس!
أحمد فضل الى أن مات قدّم الكثير بصمت وهدوء تام في مساعدة الناس، ومن هذا الكثير يكفيه تواجده دائما مع كبار السن، وحرصه على خدمتهم ومساعدتهم، فلقد كان يعتني بأحد كبار السن، لا يقرب له شيئا لا من بعيد ولا من قريب، وعندما نتحدّث عن العناية بكبار السن، لا نتحدّث عن التواجد معهم فقط، فكبير السن العاجز مثل الصغير، يحتاج الى رعاية من جميع الجوانب، ولم ينتظر هذا الرجل أن يتم تصويره في التلفاز أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أو الكتابة عنه في الجرائد، حتى يحصل على الجائزة التقديرية في خدمة المجتمع، بل كان يعمل لوجه الله من دون مقابل أو شكر أو شهرة.
وعلى رغم هذا التعب والشقاء لم نجده يمشي على الأرض إلاّ هونا، فهو لم يطلب (الواسطات) أو المساعدات من الغير، بل كان يبتعد عن هذه الأمور، على رغم حاجته الشديدة الى المساعدات والواسطات، وكان يصرف ما في الجيب وبالفعل كان يأتيه ما في الغيب من خير وبركة، بسبب عمله الطيّب الذي يقوم به.
عندما توفي رحمه الله، أسرتي كانت من الأسر التي بكت بكاء شديدا عليه، فهو عشرة عمر لما يقارب 40 عاما، كان يحرص على التواجد في المجلس الصباحي ببيتنا، بعد صلاة الفجر مباشرة، وكان من بين القلّة الذين لم يتركوا هذه العادة بعد أن تركنا المال والجاه، فالأصيل أصيل لا تهمّه الشكليات ولا المال ولا الجاه، وحبّه يكون نابعا من القلب وخالصا من دون رياء ولا نفاق.
هذه الأيام يفتقد أحمد فضل من يحبّه ويراه يوميا، ويفتقده واحد من كبار السن الذي كان يحرص على رعايته، وهذا ليس بغريب، لأنّ فقد الأحبّة صعب على النفوس، ومهما حاولنا ايقاف الدمع، فإنّ ذرف الدمع يخرج مع الألم والحزن تلقائيا، تعبيرا عن مدى المشاعر الراقية التي جمعته بمن يحبّه.
ما أكثر أحمد فضل في هذا الوطن، عطاء من دون مقابل، وعمل من دون رياء، وحب من دون توقّف، في وقت أصبحت فيه المشاعر تُباع وتُشترى، وأصبح الزيف هو المأخوذ به، وأصبحت المادّة هي التي تقيّم مستوى الرجل، وبالنسبة لنا ما قام به رحمه الله على رغم بساطة عمله، أفضل بمليون مرّة من المنافقين والمفسدين والمتمصلحين والأفّاقين، ممّن يرقصون على جراح الوطن والمواطنين.
رحمك الله يا أحمد فضل رحمة واسعة، وجعل قبرك روضة من رياض الجنّة، وآجرك الله على ما قمت به من عمل طيّب، وغفر لك ولجميع المسلمين، فالله من فوق سابع سماء كان يراكَ حين غفل عنك الناس، وأنت تخدم من يحتاج المساعدة، وأنت تعطي الدينار لمن كان يحتاج الدينار وأنت في أحوج ما يكون الى هذا الدينار، الله من فوق سابع سماء لا ينساك يا أخي. وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4801 - الخميس 29 أكتوبر 2015م الموافق 15 محرم 1437هـ
تقول العرب "لو خليت خربت"
هناك الكثيرون في هذا البلد من المتعففين الذين يرفضون ان يمدوا ايديهم الي الغير .. رحم الله الجميع
من هو؟
منهو يطلع هدا بعد؟
رحمك اللة ياابن الوطن
وان طال الغياب سوف تكون روحك بين اهل الحد ياصاحب المعروف والفاتحة لكل راجل مخلص مثلك والشكر الجزيل للاخت مريم الشروقى
اللهم اغفر له وارحمه
اللهم اغفر له وارحمه و اجعل قبرة روضة من رياض الجنة
هذا المعدن النفيس من بني البشر لا يعجب البعض
امثلة من المعادن النفيسة ومنهم هذا الرجل رحمه الله والتي يفخر بها هذا الوطن ولكن للأسف هذه المعادن بلا قدر في هذه الديرة لذلك فهي ضايعة.
من باع ذر على فحّام ضيعه
إرحم ترحم
مقولة غريبة و عجيبة .ومن ذكرتموه هو ممن تنطبق عليه المقوله . كل شيء عنده لوجه الله .شكرته اهديته كرمته كلها لا تساوي عنده مثقال ذره ... أهم شيء رضا الله ... الفاتحه له من كل أهالي البلاد القديم .
ديراوي
وما زالت يا اخت مريم مدينة الحد حبلى بالرجال من أمثال أحمد فضل رحمه الله واسكنه فسيح جناته وستبقى كذلك إن شاء الله .
بالرغم من دخول المتسلقين والمتملقين ومزاحمة أهل الحد الأصليين الطيبين .
مواطن بحريني
مشكلة احمد انه مواطن بحريني اصيل والبحريني الأصيل ما يحصل فيلا مجانية في رفاع فيوز
الزمن دوار
الاسد
الله يرحمه ويرحم اخوه عبدالعزيز وجميع المسلمين.. آمين .. التقيت به قبل كل يوم بالصدفه .. وكأنه لقاء الوداع . كان مرحبا بي كثيرا بسبب عدم رؤيتنا لبعض لفترة طويله .. الله يرحمه ويغفر له.. آمين