العدد 4801 - الخميس 29 أكتوبر 2015م الموافق 15 محرم 1437هـ

رفع قدرات المجتمعات الرعوية في القرن الإفريقي: مبادرة البنك الإسلامي للتنمية

البيئة والتنمية - نور عبدي 

تحديث: 12 مايو 2017

تتميز الأراضي الجافة في شرق إفريقيا بمتساقطات منخفضة ومتقلبة تقل عن المعدل السنوي البالغ 400 ملليمتر. وغالبية هذه الأراضي هي موئل رعوي يؤوي أكبر تجمع لمربي المواشي التقليديين في العالم إذ يضم أكثر من 40 مليوناً من الرعاة الريفيين والزراعيين وعائلاتهم.

في جيبوتي والصومال، تعمل أكبر نسبة من السكان في نظم إنتاج قائمة على المراعي، بواقع 71 في المئة في جيبوتي و76 في المئة في الصومال. ولدى السودان أكبر عدد من الرعاة الريفيين والزراعيين. وتعتبر بلدان مجلس التعاون الخليجي وبلدان عربية أخرى مثل مصر الأسواق الرئيسية لصادرات هذه البلدان الثلاثة من المواشي.

إنتاج المواشي هو الوسيلة الرئيسية لكسب الرزق في الأراضي الجافة في منطقة شرق إفريقيا. ويحافظ الرعاة على نظرة تقليدية للحيوانات باعتبارها خزاناً للقيم ومصدراً للبروتين. وهم اعتادوا الفقر والمجاعة والحرب نمط الحياة. وتواجه هذه المجتمعات الرعوية التي تعاني من القحل مشاكل جدية، أهمها الجفاف والتصحر والنزاعات وعدم الوصول الكافي الى مياه الشرب والنواقص الغذائية والبنى التحتية غير الوافية وخصوصاً المدارس والمستشفيات والطرق. وعندما يضرب الجفاف يصبح الغذاء نادراً ويزداد عدد الحيوانات المطلوبة لشرائه. وبالتزامن مع ذلك، تصبح الحيوانات ناحلة وتفقد قيمتها أو تنفق. وفي غياب أي مدخرات أو أصول أخرى، قد تصل تأثيرات الجفاف إلى حد المجاعة وسرعان ما تشلّ مجتمعات بكاملها.

من أجل التصدي لهذه التحديات، أطلق البنك الإسلامي للتنمية العام 2012 برنامج الأراضي الجافة في شرق إفريقيا، الذي يغطي ثلاثة بلدان هي الصومال وجيبوتي وأوغندا. والهدف الشامل للبرنامج التقليل من تأثر السكان الذين يعيشون في المناطق الرعوية وبناء قدرتهم على التكيف وتجاوز المحن. وينفذ البرنامج تدخلات لتقوية سبل العيش، وتحسين خدمات الصحة والتعليم، وتحسين الوصول إلى المياه وخدمات الصرف الصحي، وتربية المواشي والإنتاج الزراعي، وتأمين خدمات الطب البيطري، ومقاربات مستندة الى المجتمع المحلي لإدارة الموارد الطبيعية. وتعتمد هذه التدخلات على القوانين والمؤسسات التقليدية، بحيث يمكن لجميع المعنيين المحليين المشاركة في الإدارة البيئية المستدامة والاستفادة منها.

يبلغ الاستثمار الإجمالي للبرنامج 71 مليون دولار، تمول بها مجموعة واسعة من التدخلات، تؤثر في حياة أكثر من مليون شخص يمثلون 25 في المئة من مجموع السكان الرعويين في البلدان الثلاثة. وسوف يحقق البرنامج، عند انجازه سنة 2018، زيادة مستوى وتنوع واستقرار مداخيل وأصول أسر الرعاة المستهدفين، ورفع معدل الالتحاق بالتعليم الابتدائي، وتحسين وصول المجتمعات المحلية إلى الخدمات الصحية، وتعزيز ممارسة الاستخدام الجيد للموارد الطبيعية، ورفع قدرات المجتمعات المحلية في مجال الأعمال ومشاركتها في السوق.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً