في رحيل أمي... وأُغلق باب من أبواب الجنة

حزني على مدى الأيام طويل وعيني على الأحباب تسيل، أبكي إذا فارقتهم يوماً فكيف إذا كان الفراق طويلاً، هنالك حيث يرحل الراحلون دون وداع، دون عناق، دون قبلة تطبع على جبينهم، دون سابق إنذار، هنالك يتوقف القلب لتنسكب الدموع بحوراً من اللوعة والشوق والفقدان لا تعوض بكل بهارج الدنيا وزخارفها وبشرها، إنه أقسى رحيل، وأي رحيل، كيف أشرح لهم أنكِ لفظتي أنفاسي قبل أنفاسك، وأغمضت عيني قبل عينيك... وأنك أمٌّ رحلت وهي مطمئنة راضية بقضاء الله وقدره المكتوب على كل البشر، مستعدة للقائه وجزائه، وأنني ابن أقعده نبأ الموت حتى بدا وكأنه لم يكن حياً ذات يوم.

حين نكست أعلام الفرح في مدينة قلبي وجاءني الحزن باكياً والبكاء حزيناً. بحثت عنك وعن يد تمتد فتمسح دموع عيني الغزيرة. فلم أجد إلا المزيد من الدموع والدموع ولوعة الفراق... فبكيت وبكيت وبكيت وليت البكاء يجدي أو يرجع الراحلين. فقد استُرجعت الأمانة وقُضي القضاء ولكل أجل كتاب وتحوّلت أنا لأسير حالة الانتظار القاتلة ولذكريات جميلة تمتزج معها دموع وحسرات لأجمل الأيام واللحظات لأعظم أم ربتني وربت إخوتي فأحسنت التربية ونعم التربية كانت، حين أمرض وحين أدرس وحين أجوع وحين أخبئ شيئاً بقلبي أجدها دوماً أمامي وملبية لكل طلباتي ومستشعرة بل وقارئة لكل همسات قلبي وعقلي فهي التي سهرت وتعبت وربّت وأعطت دون مقابل وأنني فخور بأنني أنتمي لك، أمي تناثرت كلماتي وضاعت عباراتي وحروفي يا أجمل وأحلى وأرق ما خلقهُ ربي لي في حياتي يا أكثر شخص في هذه الدنيا يسمعُ آهاتي ويفهم صمتي ويخاف عليّ حتى من ظلي، يا شمعةٌ تشع بنورها لتضيء ظلامي... مشتاق إليك يا أمي يا صاحبة القلب الحنون والمشاعر الجياشة المكبوتة بداخلها ولا يفهمها إلا من تربى بين حجرها، لن أقول وداعاً أمي فالوداع نهاية أي لقاء، لا بل سأقول سلام عليكِ يوم ولدتي ويوم ربيتني ويوم تبعثين ونبعث معاً إن شاء الله عز وجل لأقبِّل أقدامك وجبينك ويديك لكل ما قدّمتيه لي ولإخوتي وللبشرية من مساعدات معنوية ومادية وروحية، لقد تعلمت منك أماه كل معاني الطاعة والإلتزام والحب والعلاقة مع الله عز وجل الذي هو أعرف بقدرك من كل البشر حتى جعل الجنة تحت أقدامك وجعل النظر إلى وجه الأم عبادة وربط حقه بحق الأم وشكره بشكرها، من يشبهك يا أمي؟ فلا دنيا تقارن بك ولا وطن يغني عنك، فالعالم يحتاج لقلوبٍ كطهر قلبك، فجزاكِ الله عن كل ذلك خيراً وجعلها صدقة جارية لكي طالما بقيت أنفاس في هذا الجسد الذي أنهكه وأتعبه رحيلك حتى غدا جسداً يتحرك بلا روح يتردد على قبرك ليحكي لك حكايات وفضفضات لم يستطع البوح بها لأحد وليقول لك وحدك (كم هي الحياة بدونك مؤلمة) ووحدك أنتِ المكان الذي ألقى فيه قلبي مدركاً بأنك ستحبينه أكثر مني رغم إيمانه بقضاء الله وقدره ولا راد لقضائه وكما قيل بأن رحيلهم ليس بأيدينا، هم رحلوا لأن الله أراد لهم ذلك، أراد لهم حياة أجمل من الدنيا لكن الحنين مؤلم ويكفي ألماً أن باباً من أبواب الجنة أغلق برحيلك، أمي أمي أمي حتى ينقطع النفس وتتوقف الدموع عند ذكرك بلوعة الألم للحظات افتقدها أنتِ أعلم بها في هذه الدنيا القاسية والمتعبة من دونك، لكنني مطمئن بأن روحك ترفرف معي وتطمئن على أحوالي وأحوال إخوتي وأبي وأحبابك كما كنتِ في الدنيا رغم مرضك ولن ينقطع حبل الوصال معك حتى وأنتِ في قبرك وتلك الروضة التي أسأل الله عز وجل بأن يجعلها روضة من رياض الجنة حتى يأتي ذلك اليوم الذي نلتقي فيه بإذن الله في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، فرحم الله جسداً تحت الثرى لا يفارقني الحنين إليه ورحم الله من يقرأ لروحها وأروح موتاكم سورة الفاتحة ولا وداع يا أمي بل إلى اللقاء.

حسين محمد حكيم الطريفي

ناس وناس يعني!

الشارع الرياضي وخصوصاً من عاصر جيل الثمانينات والتسعينات يدرك تمامًا أن مستوى الدوري البحريني قد هبط كثيراً إلى درجة أن البعض أصبح ينعته بالدوري الفاشل، وللأسف فإن كثيراً من الدول المجاورة والدول النامية بدأت أو ربما تفوقت علينا كرويّاً كثيراً، ونتائج المنتخب خير دليل على ذلك، وضجر الشارع الرياضي هو دليل آخر على هذا الشيء، وللأسف فإنَّ الاتحاد يعجز عن انتشال دورينا بشتى الطرق، ولعل وجود المحرق وجمهوره في الدوري البحريني هو من يحفظ ماء وجه اتحادنا؛ كون نادي المحرق يملك قاعدة جماهيرية كبيرة مثلما يعرف الكل، وللأسف فانَّ الاتحاد البحريني لكرة القدم يتجاهل عصا سحرية يستطيع بها أن يغير ولو القليل من واقع دورينا المحلي، وهي عصا الإعلام، فهل يعقل رغم الاحتفالية المتأخرة لختام موسم الاتحاد أن لا توجد تغطية إعلامية حية رسمية من قبل مواقع التواصل الاجتماعي لاتحاد الكرة! نقطة استغرب منها الكثير حتى اليوم!

نحن في الاحتفاليات لا نبحث عن البهرجة، ولعل الشارع الرياضي مثلما يشيد ببعض المبادرات في الحفل والتي كان أهمها تكريم أحد أجيال الكرة البحرينية السابقين إلا أنه في الوقت نفسه ينكر وبكل أسف جهود الكثير من الناس الذين ساهموا في خروج الدوري والمسابقات الكروية في البحرين بشكل رائع، ولعل الحديث المتداول هذه الأيام وتطرق إليه احد الإخوان الصحافيين في صحيفة محلية عن تكريم شاب وهو عاطل عن العمل يهوى مهنة التصوير، وهو يقدم خدمات دائمة لاتحاد الكورة، لعله الوحيد الذي يتواجد بنسبة 99 في المئة في مباريات المسابقات المحلية والخليجية والآسيوية، لكنه للأسف كان محطة نسيان من قبل اتحاد الكرة في احتفاليته وهو الشاب سيد حسين الملقب بسيد الملاعب نتيجة كثرة تواجده بملاعبنا وممارسة مهنة التصوير على رغم أنه أطلق العام الماضي هو وبعض من رفاقه انستغرام «راصد الجماهير»، لكن لا نعلم سبب نسيان الاتحاد لهذا الشخص.

برنامج في التسعين وهو البرنامج المحلي الوحيد الذي يناقش الدوري المحلي في كل جولة مع المذيع الشاب عيسى شريدة لم يكرم رغم أن الجهات الإعلامية واعني المكتوبة نالت نصيبها، وللأسف فان الإعلام الذي يسيطر حاليا على المتابعين بالنسبة الأعلى وخصوصا للشارع الرياضي وهو وسائل الإعلام الاجتماعي بمختلف أنواعه لم ينل نصيبه، فالكل يشيد بجهود بعض المجالس الجماهيرية كمجلس جماهير المحرق الذي أصبح واجهة إعلامية قوية كما هو الحال بالنسبة إلى الجهود الإعلامية للإخوان بنادي الاتفاق، وعدد من الأندية الأخرى؛ كون هذه المجالس تدعم أيضا مشاركات المنتخبات الوطنية لكنها ايضًا كانت محطة للنسيان للأسف!

احتفالية على رغم نجاحها في بعض النقاط فإنها سببت الكثير من الانتقاد لإهمالها نقاطاً أخرى!

أحمد بوحسن

الحفيدة وصلت...

شعور غريب انتابني عندما سمعت خبر وصول حفيدتي (هيا) إلى الدنيا، وبعد انتظار شهور قبل وصولها، لا يخفى عليكم أن دمعتي نزلت من عيني، وهل هذه الدمعة من الفرح أو سبب آخر لا يعرفه سوى الله سبحانه وتعالى ... الحفيدة أو الحفيد نعمة من الله وهدية ثمينة لا يعرف قيمتها سوى الجد والجدة والذي أنا أصبحت عليه.

هذا المولود الجديد أعطاني درجة كبيرة في الدنيا، ومسمى كنت محروماً منه لفترة من الزمن، حياتي تحولت الى أوقات، ويصعب الابتعاد عن تلك الحفيدة التي زرعت على وجهي الابتسامة الدائمة؛ بل أدخلت الجو الجميل على باقي أفراد العائلة، انها فعلاً نعمة من الله ثمينة.

وهناك مقولة تتداول بين الجميع وهي إن أعز من الولد هو ولد الولد. عن نفسي أقولها لم يأتني ذلك الاحساس فمازلت أحب جميع أولادي؛ لكني لا أستطيع أن أفضل الحفيدة عليهم، فقلبي يحتضنهم متى اقتربوا مني فمكانتهم واحدة.

فوجود العائلة هي نعمة من الله عز وجل.

صالح بن علي