العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ

نواكب التطور لرعاية مرضانا

الدعامات تقي من تكرار الجلطات .. د. الطيب:

«أحدث التقنيات ساعدتنا في مستشفيات المانع العامة في إنقاذ العديد من الأرواح، وتحسين جودة حياة العديد من المرضى». هكذا استهل الدكتور عبد الله الطيب استشاري أمراض القلب والعلاج بالقسطرة في مستشفى المانع العام في الدمام حديثه في لقاء مع الوسط الطبي.

وأكد أن شيوع أمراض السمنة والسكر والقلب وضغط الدم تساهم بشكل كبير في الإصابة بإنسدادات الشرايين التي قد تؤدي بدورها لجلطة أو سكتة دماغية - لا قدر اللّه - و في أقصى مضاعفاتها.

د. الطيب بشّر بأن مستشفيات المانع تتابع التطورات الحديثة في عالم الطب وتحرص على متابعة هذا التطور لخدمة مراجعيها، فقد جلبت تقنية الدعامات التي تُثبَت في الشرايين في عمليات القسطرة للحد من حدوثها مرة أخرى، إضافة إلى مجموعة من أجهزة التشخيص والعلاج الحديثة.

فتحات ننفذ من خلالها للجسم

خصص الدكتور الطيب وقتاً للوسط الطبي بعد يوم طويل من إجراء عمليات القسطرة للمرضى، وقال في بداية حديثه : «على الرغم من الدقة و المهارة العالية اللازمة لإجراء عمليات القسطرة، إلا أنها ليست (عملية) بالمعنى السائد. فإجراءها لا يتطلب عملاً جراحياً كبيراً للوصول للأعضاء والأجزاء المراد علاجها داخل الجسم بخلاف العمليات الجراحية الأخرى». وأضاف: «قد نحتاج في عمليات القسطرة لإحداث ثقوب صغيرة في اليد أو في الفخذ - مع إننا نفضل اليد - لإيصال أدواتنا الطبية ومباشرة الإجراءات العلاجية الخاصة بكل حالة».

وأكمل: «عمليات القسطرة لها إيجابيات عديدة أهمها تقديم العلاج بشكل سريع ودقيق بأفضل مستويات الجودة العلاجية، وعلى صعيد آخر فإن مستويات الألم تكون أقل والعلاج أسهل بسبب غياب المضاعفات الجراحية من إلتهابات الجروح وبطء شفاءها. كما أن المريض الذي يعالج بهذه التقنية يمكنه مغادرة المستشفى في غضون ساعات، وهناك قليل من الحالات تستدعي بقاءها تحت الملاحظة لمدة أطول».

وانتقل بنا الحديث عن الأمراض التي يمكن علاجها بالقسطرة، فقال: «هناك طيف هائل من الأمراض يمكن علاجه بالقسطرة في مجالات عديدة، ومنها أمراض القلب (مجال اختصاصي). القسطرة أحدثت نقلة نوعية على صعيد التشخيص، فهي أداة تشخيص وعلاج أيضاً. حيث يمكننا تشخيص بعض الحالات وعلاجها في نفس الوقت».

وبالنسبة للأمراض التي تصيب القلب وتعالج في مسشتفيات المانع بيّن: «أستطيع القول أننا نستطيع علاج أغلب أمراض القلب ومنها على سبيل المثال الأمراض التي تصيب صمامات القلب، والأحشاء القلبية، وإنسداد الشرايين، وإختلال كهرباء القلب إما صعوداً أو إنخفاضاً، وغيرها».

ولفت إلى أن كل البرامج العلاجية تتدرج من العلاج الدوائي حتى تصل للجراحي إن كان هناك حاجة له. وفصّل: «نتمتع في مستشفيات المانع العامة بتوافر طيف علاجي متكامل فيما يتعلق بأمراض القلب، تبدأ من خدمات التشخيص في عيادات القلب عبر أجهزة تخطيط القلب المعروفة، أو بإستخدام «الجهد النووي» الذي يصور عضلة القلب لتشخيص وجود أي مشاكل في الشرايين. ويأخذ المريض جرعة نووية بسيطة للتمكن من رصد الحالة بشكل جيد». وأكمل: «من أحدث أجهزة التشخيص و التصوير المقطعي للقلب وأجهزة الرنين المغناطسي التي ترصد حالة عضلات و شرايين القلب بالإضافة لأدوات تشخيصية أخرى».

استعدادنا أنقذ الفتى

وقال أن المستشفى يحرص على الريادة عبر التزود بأحدث التقنيات في مجال علاج القلب، ومكنتنا هذه الفلسفة التي تنتهجها إدارة مستشفيات المانع من أداء دورنا في إنقاذ الأرواح وتحسين جودة حياة المرضى.

وذَكَرَ حادثة تدعم صحة الفلسلفة التي يتبناها القائمون على مستشفيات المانع، وقال أن مستشفى المانع في الدمام استقبل حالة لفتى في الـ 14 من العمر أصيب بجلطة وكانت حالته صعبة وشبه ميؤوس منها، وبيّن: «لما وصل المريض للمستشفى تبين أنه أصيب بجلطة في الرجل اليسرى وتوقف قلبه عن العمل، وفي مثل هذه الحالات لا ينصح بإجراء عملية القسطرة لأن القلب متوقف. ولأن المستشفى يملك أجهزة حديثة وأطباء مهرة قام بتوظيفها سريعاً فتم تركيب جهاز حديث لإنعاش القلب، وفي ذات الوقت أجريت عملية القسطرة».

وأوضح: «التزود بالأجهزة الحديثة ساهم في إنقاذ حياة الفتى التي كانت مهددة بشكل كبير جداً، وتنضم هذه الحالة لغيرها من الحالات التي سعدنا كثيراً بعلاجها وتخليصها من آثار المرض السلبية والمميتة في حدها الأقصى».

وأسهب في الحديث عن الأساليب والطرق العلاجية الحديثة التي يمتلكها المستشفى، فقال: «من التقنيات العلاجية الوقائية استخدام الدعامات وهي عبارة عن شبكة من الأسلاك مصنوعة بطريقة معينة ومعالجة بمواد خاصة تمنع الإنسداد مرة أخرى إلى حد كبير بعد إزالة الإنسدادات التي تسبب الجلطات».

وعن تأهيل المرضى بعد الإصابة بالجلطات، قال: «تكامل الخدمات الطبية في المستشفى جعلت من تأهيل المريض أمراً يسيراً عبر فرق طبية متخصصة من اخصائيي التغذية والعلاج الطبيعي وغيرهم».

نعزز عوامل الوقاية

ووجه د. الطيب حديثه لدور الوقاية من الأمراض ومسبباتها، وقال: «نحرص في المستشفى على تعزيز عوامل الوقاية لدى مراجعينا من أمراض القلب ومسببات الأمراض عبر عدة تدابير، منها الجماعي، والفردي». وأضاف: «نحرص على التنظيم والمشاركة في فعاليات توعوية بأمراض القلب في يوم القلب العالمي والمناسبات الشبيهة لتشكيل ثقافة صحية لدى المجتمع بأساليب الوقاية، وطرق العلاج من الأمراض، والوسائل المثلى للتعايش مع المرض إذا كان مزمناً». وأضاف: «حرصنا يمتد لكل حالة على حدة، فعيادات القلب تخصص جزء من وقت العلاج لتثقيف المريض طبياً بحالته، كما تحيله لأخصائي التغذية في المستشفى إذا لزم الأمر».

ودعا د. الطيب إلى تغيير الظروف والعادات الصحية المسببة لأمراض القلب والجلطات والذبحات الصدرية عبر التأسيس لثقافة صحية صلبة، وتغيير أنماط الحياة غير الصحية إلى أنماط صحية تبدأ من تعزيز النشاط البدني، وتناول الأكل الصحي والإبتعاد عن الوجبات التي تحتوي على مستويات عالية من الدهون والسكريات.

وأضاف: «من شأن هذه التدابير التقليل من انتشار أمراض القلب ومضاعفاتها، والمساهمة في التعايش مع المرض بأقل آثار جانبية يمكن أن تحدث للمريض».

العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً