تتجلى معالم مرض السكري على فم مريضه بشكل واضح وبارز لا يكاد يُخفى على أي طبيب قد يفحصه، فأسوء ما قد يحصل في الفم من مضاعفات ونتائج لهذا المرض هو جفاف الفم وقلة اللعاب الذي يلعب دوراً كبيراً في تنظيف الأسنان ومنع تراكم البكتيريا، التي تعتبر المسبب الأول لمشكلات الفم، الرائحة المنبعثة من الفم، الالتهابات المتكررة، والنزيف الدائم للثة، وتآكل العظم المحيط بالأسنان مؤدياً إلى تخلخلها لحين سقوطها.

ويعود السبب في ذلك إلى عدم انتظام مستوى السكر في الدم، وتلك العلاقة الطردية المزدوجة بينهُ وبيْن أمراض اللثة.

كذلك، فإن ضعف المناعة الطبيعية في الجسم نتيجة وصول بكتيريا التهابات اللثة، إلى مجرى الدورة الدموية ليقوم الجهاز المناعي بمحاربتها مع خلايا الجسم ظناً منه أنها خلايا بكتيرية غريبة، ومن ضمن تلك الخلايا المتضررة تلك الموجودة بالبنكرياس والتي تكون مسئولة عنْ إنتاج الأنسولين.

وهذا ما قد يعرّض مرضى السكر بمختلف أعمارهم من أطفال وبالغين، إلى مضاعفات أمراض اللثة ثلاث مرات أكثر من الأشخاص غير المصابين، لكنه ليس المسبب لتلك المشكلات!

بذلك فإن العناية المكثفة بالفم والأسنان عن طريق الحرص والتشديد على «التفريش» بين الوجبات، والاستعمال المنتظم لخيط الأسنان، وغسولات الفم الطبية، كذلك الزيارة الدورية لطبيب الأسنان كل ثلاثة أشهر لعمل الفحوصات والتنظيفات اللازمة، يحافظ وبشكل كبير على اللثة والأسنان، ويجنب مريض السكر فقد أسنانه وتعريضها للمشكلات.