العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ

الإستسلام للمرض مرفوض

القسم يراقب إهمال الأطفال ...“الخدمة الاجتماعية”:

خلف باب صغير في أحد مكتب مجمع السلمانية الطبي يقع مكتب صغير بحجمه كبير بعطائه، ليس مخصصاً للعلاج أو الفحص أو الكشف، ولا علاقة مباشرة له بالتطبيب، إلا أنه مختص في معالجة وتهيئة البيئة الاجتماعية لإسناد المرضى المحتاجين للرعاية الاجتماعية.

قسم الخدمة الاجتماعية تأسس بوزارة الصحة في ستينات القرن الماضي، وأصبح اختصاصي الخدمة الاجتماعية جزءاً من فريق علاجي متكامل يضم أطباء، وممرضين، وغيرهم من طواقم طبية.

وعرّفت رئيسة قسم البحث الاجتماعي، آسيا كاظم، أهداف القسم، قائلة: «يسعى لمساعدة المرضى اجتماعياً، ويعمل على تنمية مهارات المرضى للمساهمة في شفائهم بأسرع وقت ممكن، وكذلك نسعى لمساعدتهم مادياً كلما أمكن ذلك مستفيدين من الموارد المتاحة في المجتمع».

وأوضحت كاظم في لقاء مع «الوسط الطبي»: «يستقبل القسم جميع الحالات التي تحول إليه من الأقسام والأجنحة والعيادات الخارجية في مجمع السلمانية الطبي، وتدرس كل حالة على حدة ونقدم لها أفضل ما لدينا من الخدمات المعنوية والمادية المؤسَّسة على نظرة شاملة للحالة».

أما بالنسبة للخدمات التي تقدم لمرضى السكر، فبينت باحث اجتماعي أول، فاطمة الصباغ، أن هناك حزم من الخدمات التي يقدمها القسم لهؤلاء المرضى في مراحل ثلاث؛ عند دخولهم المستشفى، وأثناء تواجدهم، وبعد خروجهم.

وأكملت: «تتفاوت أوضاع المرضى صحياً واجتماعياً، وبذلك تتفاوت الخدمات ونوعياتها، فهناك مرضى لا ينتظمون في البرامج العلاجية بسبب عدم امتلاكهم للمواصلات، فنقوم بتوفير هذه الخدمة بالتعاون مع قسم المواصلات في الوزارة. وهناك آخرون يحتاجون لرعاية وخدمات أكثر من ذلك».

وتفصل كاظم في نوعية الخدمات التي يقدمها القسم، فتقول: «للسكر الكثير من المضاعفات التي تحتاج في كثير من الأحيان إلى دعم معنوي ونفسي أكبر من أي دعم مادي للمريض وذويه. فمن يصابون بضعف في البصر أو فقدان للأطراف نسندهم ببرامج دعم تعيد بناء ترتيب دور المريض الاجتماعي داخل الأسرة والمجتمع».

وأكدت أن المضاعفات تؤثر على جزء من المريض، ولا تلغي دوره أو تهمشه مهما كان ذلك الجزء كبيراً. ويتمحور دورنا الأساسي في تمكين المريض وأسرته لتوظيف قدراتهم الذاتية في التكيف مع الوضع الحالي الناتج عن المرض.

وقالت: «يجب أن يعي المرضى وذووهم أنهم قادرون على صناعة المستقبل، فالمرض ليس عائقاً».

نرصد الإهمال

وأشارت الصباغ إلى أن الخدمات المقدمة في القسم بالتعاون مع الفريق العلاجي يمكنها أن تسهم في إيقاف المضاعفات والحد منها. وقالت: «فيما يتعلق بضعف النظر نحوّل هؤلاء المرضى بتوصيات من أطباء السكر على اختصاصيي العيون لرصد حالة بصر المريض».

وأضافت: «كما أننا نبحث في الحالات التي تتخلف عن المواعيد العلاجية للوقوف على سبب عدم الانتظام، وقد يكون ذلك من جراء الإهمال، وخصوصاً في فئة الأطفال، ونتواصل مع الأسرة لتعريفهم بأهمية الانتظام في العلاج، ونحول بعض الحالات التي ثبت فيه الإهمال للجنة حماية الطفل».

نعمل ضمن دائرة

وعادت رئيسة القسم كاظم لتؤكد أن القسم يعمل ضمن حلقات متواصلة تربط المؤسسات الحكومية بالأهلية؛ لتوظيف كل الإمكانات في خدمة المرضى. وفصّلت: «لو أن مريض السكري احتاج لشراء جهاز معين كمضخة أنسولين أو كرسي متحرك أو غيرها، فنبحث أولاً في إمكاناتنا، فإذا لم نتمكن نتواصل مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية. كما أننا نستفيد مما تقدمه مؤسسات المجتمع المدني من دعم للمرضى في توفير تلك الاحتياجات».

وأوضحت: «نوظف علاقتنا بتلك المؤسسات لأبعد من ذلك، فعلى سبيل المثال نرفع توصية لوزارة الإسكان بمنح سكن في الدور الأرضي لمريض السكر الذي فقد أحد أطرافه، أو نتواصل مع صاحب المبنى إذا كان المريض يسكن في عمارة خاصة لتهيئة المكان له ما أمكن ذلك، أو نقله للسكن في الدور الأرضي».

وكشفت أن خدمات القسم لا تقتصر على البحرينيين فقط، بل تمتد للأجانب، فنتواصل مع السفارات، والمؤسسات التي تمثل الجاليات، إضافة للكفلاء والمؤسسات التي يعمل فيها المريض لتسهيل أمور المريض المادية والمعنوية.

وختمت اللقاء مؤكدة أن قسم الخدمة الاجتماعية قد لا يوفر كل ما يتوقع منه، ولكنه لا يتنازل عن كسب ثقة المرضى والمراجعين.

العدد 4800 - الأربعاء 28 أكتوبر 2015م الموافق 14 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً