أعطت دورة الألعاب الخليجية التي اختتمت أمس في الدمام السعودية، الفرصة لظهور الكثير من الخامات الوطنية التي تثبت يوما بعد يوم، أن بلدنا يزخر بالمواهب الرياضية، التي لو تحصّلت على الرعاية فقط لوصلت إلى العالمية، ليس فقط في الألعاب الفردية كما يتصور البعض سهولتها، وإنما الألعاب الجماعية التي برهنت خلال الفترات الماضية أن البحرين زاخرة بمن هو قادر على رفع راية الوطن عالية من دون اللجوء إلى أساليب أخرى.
فوز منتخبي الطائرة والقدم بالميدالية الذهبية، ونظيرهما منتخب اليد بالفضية، لم يكن وليد الصدفة، بل هي الحقيقة عينها التي تؤكدها قوّة السواعد البحرينية في المحافل الخارجية.
هذه الانتصارات لا يجب أن تشغلنا كثيرا، لأن الأهم هو القادم، فالمحافظة والبقاء على القمة أصعب من الوصول إليها، وثانيا الدخول بقوة على الساحة القارية، ذلك لن يتحقق إن لم تطور المنتخبات من إمكاناتها وقدراتها، وخصوصا أن المتابع للبطولة الخليجية كان يؤكد أن الروح والقتالية التي يتمتع بها اللاعب البحريني بشكل عام، هي التي قادته لتصحيح وتغطية الأخطاء التي وقع فيها، سواء في مباراة قطر في مسابقة كرة الطائرة التي كان فيها قطر الأقرب للفوز، أو حتى لقاء عمان في كرة اليد.
نعم، البطولة شهدت انحدارا كبيرا في مجموعة وحصيلة البحرين في البطولة مقارنة بالبطولة الأولى التي احتضنتها البحرين، إلا أن الشيء الجيد في مشاركة هذا العام أن غالبية المنتخبات المشاركة حظيت بإتاحة الفرصة للجيل الشاب الذي سيكون نواة المستقبل للمنتخبات الوطنية القادمة، وعليه نتمنى أن تحظى المنتخبات بعناية فائقة، نظير الأعمار الصغيرة التي تحتويها، وستكون قادرة إن تحصلت على الرعاية اللازمة أن تدخل بقوة على الخارطة الإقليمية والقارية، التي يجب أن تكون مطمع الاتحادات وكل المعنيين في المرحلة القادمة، لا نطالب بالتأكيد بتحقيق البطولات الآسيوية، ولكن الصعود إلى المراتب المتقدمة بداية ربما لمقدمات قد تكون الأجمل.
بالتأكيد كانت مشاركات منتخباتنا مفيدة كثيرا، وحققت نتائج متميزة ونتطلع لأن تكون الاستفادة من هذه الدورة للمستقبل، وخصوصا أن استحقاقات كثيرة تنتظر منتخباتنا الوطنية في الأشهر المقبلة. وفي الأخير، نتمنى أن تحظى المنتخبات الفائزة بالتكريم الواجب والسريع، كي لا يضيع جهود من حقق الإنجازات، وكي يكون ذلك أول أشكال الدعم والرعاية لهذه المنتخبات.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4799 - الثلثاء 27 أكتوبر 2015م الموافق 13 محرم 1437هـ