ينتظر الاوكرانيون اليوم الاثنين (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) صدور اولى نتائج الانتخابات المحلية التي تشكل اختبارا للرئيس بترو بوروشنكو، بعد تراجع كبير لشعبيته اثر عام ونصف العام من بدء ولايته التي شهدت بالخصوص نزاعا مسلحا داميا في الشرق وازمة اقتصادية خطيرة.
وكتب الرئيس على صفحته على فيسبوك "انتهى التصويت. كسائر الاوكرانيين اريد فرزا صادقا وشفافا للاصوات واعلانا سريعا للنتائج".
وطغى احتمال حدوث اختراق للموالين لروسيا على الاستحقاق الاحد الذي شارك فيه 200 الف مرشح لمناصب رؤساء البلدية وممثلين بلديين واقليميين.
ومن شأن حدوث اختراق لمناصري روسيا خصوصا في المناطق الشرقية والجنوبية ان يكبح التقارب مع الاتحاد الاوروبي الذي وعد به بوروشنكو بل ربما يؤجج مشاعر انفصالية في هذه الاراضي.
كما ان صدور نتيجة غير مرضية للفصائل المؤيدة للغرب سيؤدي الى تفاقم ضعف الائتلاف الحاكم الهش الذي يملك الاغلبية في البرلمان وسيؤدي الى تعديلات في الحكومة، بحسب محللين.
ولن تعلن النتائج النهائية قبل ايام نظرا الى اليات الفرز المعقدة جدا.
واشار استطلاع جرى عند الخروج من مكاتب الاقتراع الى موقع جيد للموالين لروسيا في خاركيف، المدينة الصناعية الكبيرة القريبة من الشرق المتمرد حيث يتوقع اعادة انتخاب رئيس بلديتها المنتهية ولايته غينادي كيرنيس من الدورة الاولى.
لكن كيرنيس هو من الشخصيات الاكثر اثارة للجدل. فهو كان حليفا للرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش الذي اخضع الاعلام المستقل، وتعرض لمحاولة اغتيال في نيسان/ابريل 2014، كما انه ملاحق لتعديات وتعذيب بحق متظاهرين موالين لاوروبا.
وفي اوديسا، المدينة المهمة الاخرى، تصدر رئيس البلدية المنتهية ولايته الموالي لروسيا النتائج لكن لا يستبعد تنظيم دورة ثانية للحسم بينه وبين مرشح موال للرئيس.
في المقابل في كييف، تقدم الملاكم المشهور فيتالي كليتشكو الذي دمج حزبه بالحزب الرئاسي، غير انه سيضطر لخوض جولة ثانية امام مؤيد آخر للغرب.
وتوقع المحلل سيرغي فورسا من شركة دراغون كابيتال الاوكرانية للاستثمارات ان يفوز حزب الرئيس "بحوالى 30% من الاصوات فيما الازمة الاقتصادية مستعرة" ووسط المواجهات بين القوات الاوكرانية والمقاتلين الموالين لروسيا في الشرق التي ادت الى مقتل اكثر من 8000 شخصا في 18 شهرا.
وكتب على صفحته على فيسبوك "انها نتيجة مذهلة". لكن الكثير من المحللين اقل تفاؤلا منه.
واشار خبير الشؤون الاوكرانية السويدي اندرس اسلوند في حسابه على تويتر "خلاصاتي حول انتخابات اوكرانيا: مشاركة متدنية، مشهد ضعيف مع تفاوت كبير بين المناطق، غياب منتصر اكبر".
وافادت منظمة اوبورا الاوكرانية غير الحكومية ان نسبة المشاركة وصلت الى 46,5% وهي احدى اضعفها على الاطلاق في البلاد.
واشرف اكثر من 1500 مراقب دولي على مسار هذه الانتخابات وفرز الاصوات، ما يعكس اهميتها الكبيرة.
واعلن مراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان الانتخابات "شهدت تنافسية وحسن تنظيم بشكل عام، فيما احترمت الحملات العملية الديموقراطية"، وذلك في تقريرهم المرتقب حول شفافية الاقتراع.
واضاف التقرير "بالرغم من ذلك، ما زالت هناك حاجة لمواصلة الاصلاحات نظرا الى تعقيد الاطار القانوني، وسيطرة الكتل الاقتصادية النافذة على العملية الانتخابية والى ان التغطية الاعلامية برمتها تقريبا للحملة كانت مدفوعة".
ومنذ بدء الاقتراع والفتور يسود هذه الانتخابات بعد الغاء التصويت في ماريوبول، هذا الميناء الاستراتيجي الذي يقطنه نصف مليون نسمة وحيث كان مؤيديو روسيا في الطليعة.
وقالت اللجنة الانتخابية ان مكاتب التصويت لم تفتح لان "بطاقات الاقتراع المطبوعة تشمل مخالفات كبرى" يمكن ان تسهل تزويرها الى حد كبير.
ولم تعرف الجهة التي بادرت الى عدم فتح مكاتب الاقتراع لكن هذا الوضع يظهر الصعوبات التي تواجهها كييف في السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية الواقعة بين الحدود الروسية والقرم التي ضمتها موسكو في 2014، والتي تعرضت مرارا لهجمات الانفصاليين الموالين لروسيا.
واكد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ان هذا الوضع "مرفوض تماما"، طالبا من البرلمان تحديد موعد لانتخابات جديدة اعتبارا من 15 تشرين الثاني/نوفمبر.
ولم تجر انتخابات الاحد في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون بل من المفترض ان تجري العام المقبل.
وفي مؤشر على هشاشة الهدنة الراهنة، اعلنت كييف انها ولدواع امنية قررت ايضا عدم اجراء الانتخابات في 122 بلدية في منطقة دونباس تخضع لجيشها لكنها تقع على خط الجبهة حيث توقفت المعارك بالكامل تقريبا منذ ايلول/سبتمبر.