الأخبار الواردة والخارجة من إمبراطورية «الفيفا» الاتحاد الدولي لكرة القدم عن الفساد جعل الكثير من الجهات تشكك في مصداقيتها وما تحويه هذه الهيئة العالمية نتيجة النفوس المريضة التي عاثت في كرة القدم ولوثت ولطخت سمعة اللعبة الشعبية الأولى في العالم.
وسبق أن أشرت في هذه الزاوية والمساحة الأسبوع الماضي عن صور من الفساد في الرياضة وتنوع الأساليب وتحويلها من مصالح عامة إلى خاصة، وكيف يعمل بعض المتنفذين للاستفادة من الجوانب التنظيمية والإدارية عبر التعيينات التي تحدث سواء في الأجهزة الفنية أو الإدارية للفرق والمنتخبات.
ولا يقتصر الفساد في المنظومة الرياضية على الجهات التنظيمية والإدارية، بل ربما يمتد إلى جوانب أخرى منها على سبيل المثال رشاوى اللاعبين والحكام للتلاعب في نتائج مباريات وبطولات عبر منظومة المراهنات التي تلعب دوراً محورياً وهاماً في هذه العملية.
وهناك الكثير من الأمثلة التي حدثت في مختلف الدول ويمكن الاستدلال بها في هذا الجوانب، وأبرزها في العصر الحديث هي تلك التي تورط فيها مدير نادي اليوفنتوس الإيطالي لوتشيانو موجي الذي يعتبر واحداً من أقوى الشخصيات الكروية الإيطالية بالضغط على الحكام لتغيير نتائج المباريات لصالح فريقه، وكشفت التحقيقات عن تورط الكثير من المدراء للأندية الأخرى في إيطاليا منها ميلان ولاتسيو وفيورنتينا، لكن الأبرز بطبيعة الحال كان إيقاف موجي عن العمل لمدة 5 أعوام وإسقاط «السيدة العجوز» للدرجة الثانية.
صورة أخرى من صور الفساد والفوضى التي انتشرت في المنظومة الرياضية، وهي تتعلق بالحقل الإعلامي والعاملين فيه، وذلك عبر جوائز الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، وتأتي هذه الخطوة في إطار تكميم الأفواه أو الحصول على مكتسبات إعلامية من الجانبين للوصول لأهداف معينة شخصية يضعها هذا المسئول أو تلك الجهة، وبطبيعة الحال لا تخدم المصلحة العامة.
ولا يمكن أن نعمم ما يحدث من فساد رياضي من شخصية أو جهة على جميع الجهات، فهناك من يعمل بجد واجتهاد ووفق مصالح عامة تخدم المنظومة الرياضية عبر تلافي الأخطاء، وتضع نصب عينيها الارتقاء بالعمل وتطويره بما يكفل تحقيق الأهداف التي من أجلها وجدت هذه الجهة أو تلك.
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 4797 - الأحد 25 أكتوبر 2015م الموافق 11 محرم 1437هـ
يونس شحوال
شحوالك يونس