مع فجر يوم العاشر من المحرم يكون قد اختتمت أهم فعاليات وشعائر عاشوراء البحرين، التي تشغل الناس عشرة أيام بلياليها، يرتادون فيها مجالس العزاء ويستمعون إلى الخطباء ويسيرون في المواكب الجماهيرية الحاشدة.
في هذا العام، تأخّر السماح لخطباء الخارج من الدخول للبحرين حتى طلع علينا الشهر الحرام، وبعضهم وصل الليلة الثانية. ويستغرب الكثيرون من التأخير، مع أن المآتم تقدّم أوراق معاملاتها الرسمية قبل فترة طويلة؛ اللهم إلا إذا كان ذلك يعتبر ورقة مساومة، ومساومة على ماذا؟ فهو عرفٌ جارٍ منذ عشرات السنين، كان يُسهم في تلاقي الخطباء - العراقيين غالباً - بالجمهور البحريني، كالشيخ أحمد الوائلي والسيد عدنان البكّاء والسيد جابر الآغائي والشيخ عبدالوهاب الكاشي والشيخ عبدالزهراء الكعبي... بما يحملونه من ثقافةٍ وعلمٍ ومعرفة وتاريخ.
نحن في عالم منفتح، ولا يمكن الانعزال وسدّ النوافذ، في زمن الفضائيات. والمفترض أن تُترك الحساسيات والشكوك جانباً، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتكريس روح التعايش بين الجميع.
في هذا العام، لاحظنا إقبالاً أكبر من قبل الجاليات على حضور الفعاليات، حيث تمثل عاشوراء فرصةً للتعرف المباشر على جانب مهم من ثقافة البلد وتقاليده، من خلال هذا البعد التاريخي الذي يفتح لهم نافذة للتعرف على وقائع التاريخ الإسلامي. وسواءً كانوا أوروبيين أو آسيويين، فإن الكثيرين منهم لا يكتفون بما يسمعونه أو يتلقونه من كتب ومطبوعات، بل يسعون للاستزادة من خلال شبكة الإنترنت، ليعرفوا عن الإسلام ومكوّناته وتاريخه، وليكوّنوا قناعاتهم الخاصة بعد المعرفة والاطلاع.
هذا العام، قدّمت مجموعةٌ من النحّاتين الخليجيين، (من السعودية وعُمان والبحرين) أعمالهم للجمهور لأول مرةٍ، من خلال «المرسم الحسيني» الذي احتفل هذا العام بالذكرى الـ15 لتأسيسه، حيث استمروا في العمل ثلاثة أيام حتى وقتٍ متأخرٍ من الليل، حتى أنجزوا عدداً من المنحوتات على الخشب والرخام. وهي خطوةٌ رمزيةٌ جميلةٌ تصبّ في طريق تعزيز الوحدة بين طوائف المسلمين، ليس بالقول وترديد الشعارات فقط بل بالعمل والإزميل.
في الاتجاه المعاكس، فوجئنا يوم الثلثاء الماضي (السادس من المحرم)، عند انتصاف الصباح، بأخبارٍ عن وقوع مناوشات في بعض القرى بالمنطقة الغربية، أسفرت عن وقوع إصابات بعد إطلاق مسيلات الدموع، على إثر نزع لافتات تتعلق بمناسبة عاشوراء. وما هي إلا دقائق حتى انتشرت الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، وبعدها انتقلت للفضائيات. وفي اليوم التالي دخلت في التقارير الأخبارية التي تبثها وكالات الأنباء. ما عدا مما بدا؟ ما الجديد هذا العام؟
الكلّ يعرف أنه لم يستجد جديد، فكلها أعلامٌ ولافتاتٌ وكلماتٌ مأثورة أغلبها لشخصيات تاريخية من صميم كربلاء، يجري تعليقها عادةً في الشوارع والأزقة منذ عقود، دون أن تلفت نظر أحد أو تستثير حساسيته. كل أملنا بأن تتقدم حياتنا إلى الأمام، انفتاحاً وتعايشاً وأماناً للجميع، وليس إلى الوراء، انغلاقاً وهواجس متزايدة وأخذاً بالظنون والاتهامات.
هذا العام، شهد تحسناً ملحوظاً في مستوى الالتزام بالنظافة في المنطقة المركزية (المنامة)، حيث تحتضن أكبر التجمعات الجماهيرية في الليالي الأخيرة. هذا التحسن يعود إلى تعاون الجهات الرسمية مشكورةً كالبلديات؛ والشركة الموكلة بالنظافة، التي قامت بجهود كبيرة مشكورة في هذا المجال. كما يعود أيضاً إلى القائمين على المضائف بالحفاظ على النظافة في محيطهم، فضلاً عن زيادة التزام الجمهور.
إننا نطمح - كأبناء بلدٍ - إلى زيادة الالتزام بنظافة محيطنا وبيئتنا وبلدنا، ونربي أطفالنا على المبدأ الخالد «النظافة من الإيمان». وندعو الخطباء الأفاضل أيضاً للمشاركة في التذكير الدائم والمستمر، ولو بشكل عَرَضي في خطبهم، ونثره بين السطور، مستثمرين ما لديهم من مخزون ديني وتأثير إيجابي على الجمهور، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4797 - الأحد 25 أكتوبر 2015م الموافق 11 محرم 1437هـ
ثورة
ثورة الحسين الشهيد عليه السلام تقلق الظالمين لايريدون احد ان يطالب
بحقه يزعجهم هاده الطلب وهو حق ومشروع والدستور سنه هاده الحق
الله ياخد الحق
النظافة مسؤولية جماعية
وعلينا جميعا ان نتحمل مسؤوليتنا كل فرد وكل جماعة وكل مأتم لكي لا يخرج من يستغلها لتشويه صورتنا في موسم عاشوراء
هذا العام فيه حروب طائفية ايضا ولهذا تبرز الحساسيات
الكلّ يعرف أنه لم يستجد جديد، فكلها أعلامٌ ولافتاتٌ وكلماتٌ مأثورة أغلبها لشخصيات تاريخية من صميم كربلاء، يجري تعليقها عادةً في الشوارع والأزقة منذ عقود، دون أن تلفت نظر أحد أو تستثير حساسيته. كل أملنا بأن تتقدم حياتنا إلى الأمام، انفتاحاً وتعايشاً وأماناً للجميع، وليس إلى الوراء، انغلاقاً وهواجس متزايدة وأخذاً بالظنون والاتهامات.