كشف رئيس نقابة ألبا العمالية محمد علي مكي أن نقابته لم تتخذ قراراً حتى الآن بشأن دفع أحد أعضائها للترشح إلى الأمانة العامة للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، مرجعاً ذلك إلى «انهماك النقابة في المتابعة مع الإدارة التنفيذية للشركة للبحث عن حلول لا تمس مكتسبات العاملين في الشركة، خاصة مع انخفاض أسعار الألمنيوم في البورصة العالمية»، غير أنه عاد وأكد «من حق أي قائد نقابي يجد في نفسه الكفاءة والقدرة على العطاء أن يرشح نفسه لأمانة الاتحاد العام».

من جهة أخرى، أكد مكي أن حجم العضوية في النقابة بلغ أكثر من 500 عضوية صحيحة، نافياً أن تكون النقابة تأسست لمزاحمة النقابة الأخرى في الشركة، ومشدداً في الوقت ذاته على أن «تهاوي أسعار الألمنيوم» يمثل التحدي الأكبر لعمال الشركة.

جاء ذلك خلال حديث صحافي أدلى به رئيس نقابة ألبا العمالية لـ «الوسط»، وفيما يلي نص اللقاء:

تأسست نقابتكم في يناير/ كانون الثاني 2013، فأين صرتم اليوم من حيث حجم العضوية؟

- العمال الذين حضروا المؤتمر التأسيسي يوم إشهار النقابة كانوا 313 عامل، لكن الأعضاء المؤسسين الذين تنطبق عليهم شروط العضوية التي وضعتها اللجنة التحضيرية حينها هم 130 عضواً فقط، بينما الآن بلغ أعضاؤنا أكثر من 500 عضوية صحيحة. مع التنويه أننا وصلنا إلى حدود 600 عضو في وقت سابق، لكن لأن شركة ألبا من الشركات التي تتميز ببرامج التقاعد المبكر، فهذا ما شجع أكثر من 50 عضواً نقابياً لدينا للخروج على التقاعد استفادة من هذه العروض.

جيد... لكن ماذا عن علاقتكم بإدارة الشركة؟

- دعني أقول، إن كل عمل جاد ومخلص مبني على علاقات الاحترام والرغبة الصادقة في إيجاد صيغ تعود بالنفع على الوضع بين مختلف أطراف الإنتاج لابد أن يتطور ويتحسن حتى يصل إلى مستوى الرضا.

بصراحة أكثر. هل أصبحتم رقماً في الشركة أم مازالوا يتجاهلونكم كما كنتم تشتكون دائماً؟

- إن وجود أطراف عاقلة وحريصة على المصلحة العامة وخاصة شخصية كشخصية رئيس مجلس الإدارة الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة، كفيلة بإحداث نقلات نوعية في الشركة، كما هي كفيلة ببناء العلاقات الجادة التي تصحح المسار. ونحن في النقابة كلنا أمل فيه، ولمسنا ذلك في مواضع عدة.

ثمة من يقول إن اللغة الإيجابية تجاه الشركة، مردّها إلى أن النقابة تريد خطب ود الشركة تمهيداً لطرح نفسها بديلاً عن النقابة الأخرى.

- هذا أمر لا جدوى في الحديث عنه؛ فالتنافس في حل المشاكل العمالية وتأمين أجواء من الاستقرار العمالي أمر مشروع لكل من ينشغل بالعمل التطوعي. العمل النقابي ليس سلعة في بازار المضاربات حتى نطرح أنفسنا بدلاء عن هذا الطرف أو ذاك، نحن نسعى إلى خدمة العمال وفق رؤية ومنهج واضح ومعلن رسمته الجمعية العمومية في المؤتمر التأسيسي للنقابة.

وما هي هذه الرؤية؟

- الرؤية التي تبناها المؤتمر التأسيسي هي «نحو شراكة عمالية فاعلة»، وهذه الرؤية تدفعنا إلى مزيد من العمل لتلافي أي أزمة قد تصيب العمال، بسبب تهاوي أسعار الألمنيوم العالمية. نحن مشغولون كثيراً بهذا الأمر، ووقتنا كله منصرف لتأمين وضع العمال. كذلك الأمر الذي يؤرقنا هو وجود زملاء لنا لايزالون مفصولين بسبب أزمة 2011، ونأمل حقيقةً من رئيس مجلس الإدارة أن يسعى جاهداً لحل هذا الملف، لنتفرغ جميعاً كأطراف إنتاج في مواجهة تحدي انخفاض أسعار الألمنيوم الذي نعيشه ونقيِّمه كثيراً.

هل نفهم من ذلك أن هنالك إجراءات قد تتخذ بسبب هذا الانخفاض؟

- كما أسلفت، أكبر تحدٍّ في هذه الفترة هو العمل معاً للبحث عن حلول منطقية لتلافي أزمة تدهور أسعار الألمنيوم في أسواق البورصة العالمية، لكن شريطة أن تكون هذه الحلول لا تمس بالحقوق والمكتسبات العمالية التي هي في الحقيقة جاءت نتيجة تظافر جهود وتراكمات عمالية طويلة عمرها عقود تمتع بها عمال الشركة منذ تأسيس الشركة. هذه المكتسبات جاءت عبر تضحيات جمة قدمها عمال ألبا وقيادات نقابية يشار لهم بالبنان.

سؤالي الأخير عن المؤتمر العام المقبل لاتحاد عمال النقابات. هل تسعى نقابة ألبا العمالية إلى الوصول للأمانة العامة الجديدة؟

- الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين موقع مهم وفعال، وهو المظلة التي نحتمي تحتها والتي لا نساوم عليها مطلقاً. ونرى أنه من حق أي قائد نقابي يجد في نفسه الكفاءة والقدرة على العطاء أن يرشح نفسه للوصول إلى أمانة الاتحاد. لكن لبعض الأمور التي تشغلنا في هذه الفترة، وانهماكنا في المتابعة مع الإدارة التنفيذية للشركة في البحث عن حلول لا تمس المكتسبات العمالية، نجد أنه لم يحن أو لم تنضج الأمور بعد للبتّ في أمور الترشح من عدمه.