قالت بحوث كامكو إن أسعار النفط استمرت في الانخفاض خلال شهر سبتمبر/ أيلول 2015؛ نظرا لترقب المستثمرين قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة التي أعلن عن بقائها ثابتة دون تغيير بعد انتهاء اجتماع المجلس.
وأوضح التقرير أن الانخفاض يعتبر في متوسط أسعار النفط خلال شهر سبتمبر الأقل خلال الأربعة شهور الماضية حيث بقيت الأسعار متذبذبة طوال الشهر ولم ترتفع إلا في شهر أكتوبر.
وأرجع التقرير ارتفاع أسعار النفط خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر/ تشرين الاول 2015 إلى توارد أنباء تفيد بأن الأطراف الأساسية الفاعلة في سوق النفط من الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة الأوبك (خاصة روسيا وفنزويلا) تدرس إمكانية التعاون لبحث كيفية الحد من تهاوي أسعار النفط.
ونفت روسيا هذا التعاون وصرحت بأنها لن تستطيع خفض مستوى إنتاجها النفطي.
وتلقى سوق النفط -الذي تجاهل البيانات الإيجابية الواردة من مؤشرات الأسهم الأوروبية وارتفاع أسعار المعادن الأساسية- دعماً من انخفاض عدد الحفارات النفطية للأسبوع السابع على التوالي.
وقد أفادت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة أن عدد الحفارات النفطية العاملة قد تراجع بواقع 10 حفارات ليصل إلى 595 حفارة خلال الأسبوع المنتهي في 9 أكتوبر، وهو يعتبر أدنى مستوى يتم تسجيله على مدى أكثر من 5 سنوات.
ومن ناحية أخرى، تراجعت الحالة المعنوية الإيجابية خلال الأسبوع الثاني من الشهر، حيث سجلت البيانات التجارية التي أصدرتها الصين انخفاضا في قيمة الصادرات للشهر الحادي عشر على التوالي.
إضافة إلى ذلك، أظهرت بيانات الأسعار الصينية أن الضغوط التضخمية قد بدأت في التزايد؛ نظرا لتباطؤ معدل التضخم الاستهلاكي على نحو أكثر من المتوقع في شهر سبتمبر وانخفاض أسعار المنتجين للشهر الثالث والأربعين.
ووفقاً للبيانات التجارية للصين، تراجعت الصادرات الصينية المقومة بالدولار الأميركي بنسبة 3.7 في المئة في شهر سبتمبر بالمقارنة مع مستواها في العام الماضي في حين هبطت الواردات بنسبة 20.4 في المئة.
وعلى الرغم من أن الانخفاض في الصادرات الصينية كان أقل من المتوقع، فإن انخفاض قيمة الواردات قد أعطى مؤشرا سلبيا عن الوضع الاقتصادي في ثاني أكبر الاقتصادات في العالم.
وأشار التقرير إلى أن أسعار النفط تعرضت لمزيد من الضغوط بسبب تقرير وكالة الطاقة الدولية (IEA) الذي توقع تباطؤ معدل نمو الطلب العالمي على النفط إلى 1.2 مليون برميل يوميا في العام 2016 مقابل 1.8 مليون برميل يوميا في العام 2015.
وصرح المتنبئون بأن تأثير انخفاض أسعار النفط على نمو الطلب سوف يتلاشى في النهاية مع دخول إيران سوق النفط الذي سيؤدي إلى زيادة المعروض النفطي في السوق في العام 2016. إضافة إلى ذلك، أكد تقرير وكالة الطاقة الدولية على تأثير تباطؤ النشاط الاقتصادي في الدول التي تعتمد بشكل أساسي على إيرادات السلع.
ومن ناحية أخرى، أظهر التقرير الأسبوعي الأخير الصادر من منظمة الطاقة الدولية ارتفاع امدادات النفط الخام في حين أظهر تقرير معهد البترول الأميركي (API) أن مخرونات النفط الخام قد ارتفعت خلال ذلك الأسبوع. واستمرت أسعار سلة نفط أوبك في الانخفاض تحديدا منذ بدء شهر سبتمبر ليبلغ متوسط سعر البرميل 44.83 دولارا أميركيا. واستقر الانخفاض الشهري في متوسط سعر سلة نفط أوبك عند أدنى مستوياته على مدى الأربعة شهور الماضية مسجلا تراجعا بنسبة 1.4 في المئة بالمقارنة مع نسبة 16.1 في المئة خلال شهر أغسطس.
ولكن انعكس هذا الاتجاه حيث أسهم الاتجاه الإيجابي الذي ساد خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر في رفع متوسط سعر النفط إلى 46.55 دولارا أميركيا للبرميل. إضافة إلى ذلك، تراجع معدل السعر الفوري للنفط الخام الكويتي خلال شهر أكتوبر وبلغ 44.79 دولارا أميركيا للبرميل.
وتم رفع توقعات نمو الطلب العالمي على النفط للعام 2015 للمرة الثالثة على التوالي في تقرير منظمة الأوبك الصادر في شهر أكتوبر. ووفقا للتقرير، تتوقع منظمة الأوبك أن ينمو الطلب العالمي على النفط بزيادة مقدارها 40 ألف برميل يوميا بسبب الأداء الأفضل من المتوقع من دول الأميركتين الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ودول أوروبا، ودول آسيا الأخرى والصين خلال الربع الثالث من العام 2015.
ويتوقع التقرير أن ينمو إجمالي الطلب العالمي على النفط بمعدل 1.50 مليون برميل يوميا في العام 2015 مقارنة بمستواه في العام 2014 ليصل في المتوسط إلى حوالي 92.86 مليون برميل يوميا.
وللمرة الثانية على التوالي، تمت مراجعة توقعات نمو الطلب العالمي على النفط لعام 2016 بانخفاض طفيف بمعدل 40 ألف برميل يوميا ليصل إلى 1.25 مليون برميل يوميا ما أدى إلى توقع استهلاك 94.11 مليون برميل يوميا، مما يعكس بصفة أساسية تأثير ارتفاع خط الأساس في دول الأميركتين الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حيث أن ارتفاع معدل استهلاك الجازولين على نحو أعلى من المتوقع وخاصة في النصف الثاني من العام 2015 قد وضع خط أساس مرتفع للاستهلاك في العام 2016.
ومن المتوقع أن يتحدد الطلب على النفط خلال الفترة المتبقية من عامي 2015 والعام 2016 في الولايات المتحدة بناء على معدل استهلاك الجاوزلين في قطاع المواصلات البرية ومستويات أسعار الوقود.
وخفضت منظمة الأوبك توقعاتها لمعدل نمو المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في المنظمة بمعدل أكبر بلغ 0.16 مليون برميل يوميا في العام 2015 بالمقارنة مع مستواه في الشهر الأسبق، حيث تتوقع أن ينمو المعروض بمعدل 0.72 مليون برميل يوميا ليصل إلى 57.24 مليون برميل يوميا في المتوسط. ويعكس انخفاض تقديرات النمو بصفة أساسية الى تراجع المعروض النفطي الأميركي؛ نظرا للانخفاض المستمر في أسعار النفط. وفي تقريرها الصادر في شهر أكتوبر، خفضت منظمة الأوبك تقديراتها لنمو المعروض النفطي من دول الأميركتين الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ودول إفريقيا خلال العام 2015 في حين رفعت توقعاتها لنمو المعروض النفطي من دول أوروبا الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ودول آسيا الأخرى، ودول أميركا اللاتينية، ودول الاتحاد السوفيتي السابق.
العدد 4797 - الأحد 25 أكتوبر 2015م الموافق 11 محرم 1437هـ