لقد تناقلت وكالات الأنباء والقنوات الإخبارية في اليومين الماضيين نبأ رفض المنتخب السعودي لعب مباراة التصفيات الثانية مع المنتخب الفلسطيني في رام الله على أرض فلسطين.
وكان موقف المنتخب السعودي الشجاع والرافض للدخول لأرض فلسطين عبر منافذ الكيان الصهيوني مشرفاً رغم الإغراءات والتسهيلات التي قدمها الاحتلال لدخول المنتخب لفلسطين وكذلك التهديد بالعقوبات التي ستفرضها منظمة الفيفا في حال أصر المنتخب السعودي على عدم اللعب على أرض فلسطين.
وكانت الحلول والإغراءات للمنتخب السعودي قد وصلت إلى أبعد مدى بأن يكون النقل مباشرة بواسطة الطيران العمودي من الأردن إلى رام الله دون المرور على المنافذ الإسرائيلية.
إلا أن كل هذه الحلول والإغراءات وكذلك الضغوطات قوبلت بالرفض القاطع من المنتخب السعودي الذي يستند للرأي الديني لهيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي الإسلامي وكذلك يستند إلى الحس الإسلامي والفهم الواعي بعدم الاعتراف الضمني أو العلني بالكيان الصهيوني.
وإن جمعية مناصرة فلسطين - البحرين إذ تثمن عالياً هذا الموقف النبيل من المنتخب السعودي والذي ينطلق من موقف المملكة العربية السعودية الثابت بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والذي ينم عن إحساس عميق بعروبة وإسلامية الأرض المحتلة وعدم إعطاء الغاصب شرعية الأمر الواقع.
يأتي هذا الرفض الثابت والواضح في ظل الانسياق والتهافت المؤسف لكثير من دول العالم الإسلامي للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
إن المملكة العربية السعودية التي ترعى الحرمين الشريفين قد أثبتت عن طريق منتخبها البطل أنها لا تفرق بين المقدسات ولا ترضى أن تساهم في تدعيم بقاء احتلال بحكم الواقع وعن طريق الاعتراف والتطبيع.
وتهيب الجمعية بالسلطة الفلسطينية لمراجعة قرارها واحترام توجهات ومواقف الدول الأخرى وذلك بالموافقة على لعب المنتخبين على أرض محايدة كما كان في المقترح الذي قُدم للفيفا في المرة الأولى وخصوصا في هذه الأيام وبالنظر لما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في مدن القدس ورام الله من تصعيد في القمع والتنكيل من قبل جنود الاحتلال الصهيوني بعد الاستفزازات السافرة والاقتحامات المتكررة للحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك.
مرة أخرى نثمن موقف المنتخب السعودي الواعي والحريص على وحدة الأمة الإسلامية لما للمملكة العربية السعودية من مكانة الريادة لدى دول العالم الإسلامي قاطبة.
وتقف جمعية المناصرة مع قطاع عريض من شعوب هذه الأمة مع المملكة العربية السعودية ومع المنتخب السعودي الذي سجل بأحرف من نور رفضه القاطع للتطبيع مع هذا الكيان عبر ذرائع مثل الرياضة أو السياحة وغيرها.
وختاما تدعو جمعية مناصرة فلسطين - البحرين جميع منتخبات الدول العربية والإسلامية وكذلك شعوب الأمة الإسلامية إلى التأسي بموقف المنتخب السعودي الرافض للتطبيع والحافظ لكرامة الأمة بوجه عام ولأهل فلسطين بوجه خاص.