يتوجه الاوكرانيون المنهكون من الحرب والازمة الاقتصادية الى صناديق الاقتراع اليوم الأحد (25 أكتوبر / تشرين الأول 2015) لاختيار مجالسهم البلدية في انتخابات تشكل اختبارا للرئيس الموالي للغرب بترو بوروشنكو وتهدد ايضا بتعزيز قوة المعارضة الموالية لروسيا في العديد من المناطق الحساسة.
ولن تجرى الانتخابات في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في الشرق الانفصالي حيث اسفر النزاع بين القوات الحكومية والمتمردين الموالين لموسكو عن اكثر من ثمانية آلاف قتيل خلال 18 شهرا.
وفي مؤشر على هشاشة الهدنة الراهنة، اعلنت كييف انها ولدواع امنية قررت عدم اجراء الانتخابات في 122 بلدية تخضع لسيطرتها ولكن تقع على خط الجبهة.
وتوقفت المعارك بشكل شبه كامل منذ ايلول/سبتمبر لكن عملية السلام التي يرعاها الاوروبيون ما زالت في بداياتها.
والرابح الاكبر في هذه الانتخابات قد يكون انصار الرئيس السابق الموالي لروسيا فكتور يانوكوفيتش الذي اسقط في شباط/فبراير 2014 بعد ثلاثة اشهر من الاحتجاجات الموالية لاوروبا والتي قمعت بعنف في ساحة الاستقلال (الميدان)، اذ ان هؤلاء يمكن ان يحققوا اختراقا في المناطق الناطقة بالروسية، ولا سيما في خاركيف ودنيبروبتروفسك الصناعيتين الواقعتين على الحدود مع الشرق الانفصالي، واوديسا المطلة على البحر الاسود.
وفي سابقة تؤكد على الطابع الاستثنائي لهذه الانتخابات، سيشارك اكثر من 1500 مراقب دولي في الاشراف على سير الاقتراع.
وبوروشنكو الذي يعاني من نزيف حاد في شعبيته بسبب طريقة ادارته للنزاع، قال الجمعة لدى لقائه رؤساء مختلف بعثات المراقبين انه يأمل "ان لا يدعم الشعب اولئك الساعين الى زعزعة الاستقرار في البلاد".
من جهته قال السفير الاميركي في كييف جيفري بيات في تغريدة على تويتر ان "العالم بأسره يراقب اوكرانيا"، مؤكدا ان "نسبة مشاركة مرتفعة وانتخابات نزيهة سيكونان الرد الامثل على اعداء اوكرانيا".
وفي حين يتهم البعض الرئيس الموالي للغرب بعدم التزامه بوعده بوقف الحرب "بعد ثلاثة اشهر" على انتخابه في ايار/مايو 2014، فان آخرين يتهمونه بانه وافق على تنازلات مهينة قدمها للانفصاليين المدعومين من الكرملين.
واظهر استطلاع للرأي اجري مؤخرا ان 71% من الاوكرانيون غير راضين على سياسة رئيسهم الذي فاز من الدورة الاولى باغلبية 55% من الاصوات تقريبا قبل اقل من عامين.
وبالنسبة الى بعض المحللين فان هذه الانتخابات سيعقبها حتما تعديل حكومي.
وبحسب استطلاع الرأي فان اقل من 2% من الاوكرانيين يؤيدون الجبهة الشعبية التي يقودها رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك والتي تعتبر الشريك الاساسي في الائتلاف الحكومي، علما بانها لا تشارك في انتخابات الاحد.
وفي مؤشر آخر على ان الرهانات تذهب ابعد من جمع النفايات والمشاكل البلدية الاخرى، تعد الاحزاب المشاركة والتي يبلغ عددها 132 بتغييرات متعلقة بصلاحيات الحكومة والبرلمان مثل زيادة رواتب التقاعد وخفض فواتير الغاز والكهرباء وحتى الانضمام الى حلف شمال الاطلسي.
وتستغل المعارضة الموالية لروسيا وكذلك حزب الوطن (باتكيفشتشينا) الذي تقوده رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو والعضو في الائتلاف الحكومي خيبة امل الاوكرانيين الذين تضربهم الازمة الاقتصادية بقوة ويواجهون ارتفاع الفواتير التي فرضها المانحون الغربيون.
ويبدو ان شعاراتهم الشعبوية تلقى ارضا خصبة.
ويشير الخبراء ايضا الى صعود حزب الكتلة المعارض وريث حزب المناطق الذي كان يقوده يانوكوفيتش في مناطق جنوب شرق البلاد حيث لم تقدم السلطة "مرشحين اقوياء ولا سياسة فعالة"، على حد قول اوكتيسيوك.
واضاف "بعد هذه الانتخابات يمكن ان تفلت بعض المجالس البلدية من سيطرة السلطة".
وفي خاركيف المدينة الصناعية الكبيرة التي تضم 1,5 مليون نسمة وتقع على حدود الشرق المتمرد، يتمتع رئيس البلدية المثير للجدل غينادي كيرنيس الحليف السابق ليانوكوفيتش الملاحق بتهم خطف وقتل متظاهرين موالين لاوروبا، بفرص كبيرة للفوز. وهو يتنافس مع رجل اعمال مجهول يمثل "كتلة" بوروشنكو.
وفي اوديسا يجري التنافس بين رئيس البلدية المنتهية ولايته غينادي تروخانوف الذي دعم التظاهرات الموالية لروسيا، وساشا بوروفيك وهو الماني من اصل اوكراني درس في هارفرد وكان محامي مايكروسوفت. وقد حصل على الجنسية الاوكرانية مؤخرا.
وبوروفيك المدعوم من الرئيس بوروشنكو وحاكم منطقة اوديسا ميخائيل ساكاشفيلي الرئيس الجورجي الاصلاحي السابق، كان لفترة قصيرة نائبا لوزير الاقتصاد قبل قبل ان يغادر الحكومة مدينا عجزها.