دارت صدامات في بودغوريتشا عاصمة مونتينيغرو أمس السبت (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهرين نزلوا بالآلاف لليوم الثالث للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء ميلو ديوكانوفيتش وتنظيم انتخابات مبكرة.
واستخدمت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مبنى البرلمان ورشقوا عناصرها بالزجاجات الحارقة والمفرقعات، بحسب مراسلة وكالة فرانس برس.
وهذه ثالث تظاهرة تنظم في غضون اسبوع واحد في وسط العاصمة امام مبنى البرلمان بدعوة من المعارضة وتتخللها صدامات.
وقال وزير الداخلية راسكو كونييفيتش للصحافيين ان الصدامات اسفرت عن اصابة 15 شرطيا بجروح، أحدهم اصابته خطرة، في حين تلقى 24 متظاهرا عناية طبية غالبيتهم لتعرضهم لحالات اختناق بسبب الغازات المسيلة للدموع.
واضاف ان بعض المتظاهرين كانوا مقنعين وعنيفين وقد دارت بينهم وبين قوات الامن مساء السبت مواجهات في اماكن عديدة، لكن الشرطة تمكنت بعد حوالي ساعة من اعادة بسط الامن وسيرت دوريات الشرطة في شوارع العاصمة.
وافادت مراسلة فرانس برس ان المتظاهرين القوا زجاجات حارقة ومفرقعات باتجاه شرطة مكافحة الشغب المكلفة حراسة مبنى البرلمان، وذلك في محاولة منهم لكسر الطوق الامني المفروض حول المبنى واقتحامه، فما كان من قوات الامن الا ان ردت باستخدام القنابل المسيلة للدموع.
وقبل اندلاع المواجهات سارت التظاهرة بهدوء، اذ تجمع امام مبنى البرلمان آلاف المعارضين -حوالى ستة آلاف بحسب الشرطة -مطلقين هتافات تطالب ديوكانوفيتش بالاستقالة وتتهمه بالفساد، من بينها "ميلو سارق!" و"لقد انتهى!".
بالمقابل نشرت الشرطة المئات من عناصر مكافحة الشغب امام مبنى البرلمان وفي محيطه بهدف حمايته.
وجرت التظاهرة بدعوة من "الجبهة الديموقراطية"، أكبر احزاب المعارضة (يمين)، للمطالبة بـ "انتخابات مبكرة وحرة ونزيهة" تشرف عليها حكومة انتقالية تحل محل حكومة ديوكانوفيتش الممسك بمقاليد السلطة منذ ربع قرن.
ويطالب المحتجون بانتخابات مبكرة رغم ان ولاية البرلمان شارفت على الانتهاء والانتخابات التشريعية مقررة في مطلع 2016.
ورفض ديوكانوفيتش الاستقالة لكنه وافق على تنظيم انتخابات مبكرة ولكن بعد قمة حلف شمال الاطلسي المقررة في ديسمبر/ كانون الاول والتي يتوقع ان تنضم خلالها مونتينيغرو الى الحلف.
واتهم رئيس الوزراء المعارضة بمحاولة عرقلة انضمام البلاد الى الحلف الاطلسي، مؤكدا وقوف موسكو خلف التظاهرات الجارية في بلاده.
وكانت الشرطة استخدمت الاسبوع الماضي الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات المحتجين الذين اعتصموا طيلة ثلاثة اسابيع امام البرلمان لمطالبة رئيس الوزراء بالاستقالة.
وفي 18 أكتوبر/ تشرين الاول الجاري استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين رشقوها بالحجارة ورذاذ الفلفل.
وديوكانوفيتش (53 عاما) يحكم مونتينيغرو بدون منازع منذ 25 عاما، وبعد فوزه في الانتخابات التشريعية في أكتوبر/ تشرين الاول 2012 تولى رئاسة الحكومة للمرة السادسة منذ 1990.
كما شغل ديوكانوفيتش منصب رئيس الجمهورية بين العامين 1998 و2002.