كم أتمنى أن يرافقني أحد المسئولين عن المرور أو تنظيم الطُرقات والاشغال للتحدث عن شجون المرور والأزمات المرورية التي نواجهها والتي تحتاج الى الحلول الجذرية العاجلة وقبل استفحال الامر الى الأسوء، والتي قد نبدؤها في زيارة الى بعض المناطق المختبئة ما بين الأزِقه والحواري وداخل المنامة المكتظة وخارجها، لأريه كيفية تراكب السيارات الخاصة ما بين البيوت، وكيف أصبحت هذه الأماكن إضافةً لسيارات ساكنيها مناطق مشوهة للسيارات العملاقه والباصات والجرارات (junk yeard)، ولا أدري لماذا لا توجد او تُصمم الأرصفة للحد من ظاهرة التهام السيارات للطرقات، واستحالة السير على القدمين.

وبغض النظر عن هذه التجاوزات المُشوهة، فإنني أتساءل ماذا سيحدث في حال تعرضت هذه المناطق لطارئ أو كارثة، وكيف ستواجه طُرق الإنقاذ من سيارات الاسعاف أو إطفاء الحرائق للوصول للأماكن المحشوة بالسيارات ليلاً، وقد يتوفى المريض وتستحفل الحرائق للمجاورين، أو اليس لصحة الإنسان ثمن عندنا، أين تقف الدولة بوزاراتها لما يجري من الصحة والبلديات والاشغال والكهرباء وغيرها في تقصي وملاحقة المخالفين لايجاد الحلول المشتركة ولتوفير الامان لقاطنيها، وفرض الغرامات والمحاكمة لمن يستغلون الاماكن السكنية لتصريف نواقصهم التجارية في المواقف المجانية على حساب غفلة المساكين وضعفهم للدفاع عن حقوقهم، ودون تفعيل للقوانين.

وتقودني هذه الفوضى المرورية في الأحياء العامة الى مشاهداتي في الشوارع الرئيسية وازدحام الطُرقات خاصةً للتجاوزات المرورية من بعض المهووسين من الوافدين من الذين جاءوا من بيئاتٍ غير ملتزمة مرورياً ولم يُثقفوا مرورياًعندنا، مما يعكس خطورة الحوادث مما يتوجب تكثيف المرور واقترح وعمل خط نقال ساخن لارسال صور سيارات المخالفين ومساهمة الناس في تعديل الأوضاع الخاطئة ويُصبح المواطنون العين الحارسة للتعاون.

والامر الآخر مزاحمة العربات العملاقة (اللوريات وخلاطة الاسمنت وحاملات السيارات) أيضاً في الشوارع العامة وقت الذروة، والتي من المفروض منعها في هذا التوقيت على ان تخصص لها ساعات خاصة، وهى من قوانين السير الهامة في العالم، لتسهيل حياة الناس وتنظيم السير للمُركبات التجارية وان لا تُزاحم الموظفين أثناء خروجهم مُتعبين من أعمالهم ومدارسهم وللعودة مبكرين لبيوتهم وتوفير الوقت للراحة والانتاج عوضاً عن هدره في الشوارع المُكتظة.

ودعونا نُفكر في الوسائل البديلة للقضاء والاقلال من الازدحام والتلوث كما عملت الدول شرقاً وغرباً، وياحبذا بعمل خِطة مستقبلية بأن يتم تنفيذها بعد خمسة او عشرة اعوام، وتجهيز خطوط في الشوارع للمترو الكهربائي، والذي هو من اروع انواع المواصلات العديمة التلوث لربط المناطق الصغيرة مثل المنامة أو المحرق أو الرفاع وغيرها، وتشجيع سيارات التوكتوك بثلاث عجلات كسيارات الاجرة المخفضة الاثمان وللشباب ومحدودي الدخل، وتوفير الميني باص الجماعي كمصر ولبنان، كل هذه وسائل مثالية وبامكاننا عملها اذا ما وضعنا الجهد اللازم من توعية ومن وراء تحصيل الاموال من المخالفات المرورية والتجاوزات في ايامنا وبمساهمة الدولة وستكون حتماً كافية.

ولتشجيع استخدام السيارات الصغيرة علينا تخفيض قيمة تسجيلها او جعلها مجانية وتعويضها ممن يملكون سيارات الجيب الكبيرة ومنعها للافراد وربما السماح للعائلات الكبيرة فقط لانها تزيد من كثافة الازدحام والتلوث.

واختتم مقالتي بأنني افتخر بأن البحرين كانت دائماً سباقة في نُظمها المرورية والتوعوية وكان يُشار لها بالبنان دولياً بانها تشبه الانجليز في انضباطهم، وما ارجوه هو استمرارية التقدم والمتابعة والتحديث بالوسائل العلمية وعدم التخاذل، وبان يكون هذا النقد لتحقيق اشياء قد تبدو مستحيلة ولكن مع الجهد والاصرار بامكاننا تحقيق كل ذلك كما حققته دول اقل منا مادياً وعلمياً، كي نحافظ على تلك السُمعة الرائعة دائماً بجهود أبنائنا... وللجميع كل امنياتي الطيبة.