العدد 4795 - الجمعة 23 أكتوبر 2015م الموافق 09 محرم 1437هـ

«المخرق» يقدم موسوعة صورية للعتبات المقدسة بالعراق

في ثاني كتبه «مأوى الفؤاد»

صدر للزميل المصور الفوتوغرافي الفنان محمد المخرق كتابه الصوري الثاني «مأوى الفؤاد» في 250 صفحة من الحجم الكبير، طباعة المطبعة الشرقية. اشتمل الكتاب على ما يزيد عن 200 صورة فوتوغرافية للعتبات المقدسة في العراق، في رحلة بصرية وثق فيها المخرق مساجد ومشاهد وأضرحة ومزارات أئمة أهل البيت (ع)، ومحافل إحياء المناسبات الإسلامية ومواكب وفيات الأئمة، وأفواج الزيارات ومجريات إحياء موسم عاشوراء في صور ولقطات متنوعة ابتدأها من سنة 2004 حتى 2015.

تنوعت صور الكتاب التي اقتنصها المخرق بعدسته بين لقطات متعددة للعتبات المقدسة من مساجد ومشاهد بقبابها ومنائرها وباحاتها من الداخل والخارج، ومن الأسفل والأعلى، حيث التقطت بعض الصور الجوية بالطائرة المروحية، لمدينة كربلاء وحشود الزائرين والمريدين تؤمها من كل مكان، وهم في مواجدهم وأشواقهم ومجريات إحياء المواسم الإسلامية المختلفة، واحتوى الكتاب على مقدمات تعرّف بالأمكنة والشخصيات التاريخية وبعض ما جاء في الأثر عنها باللغتين العربية والإنجليزية.

استلهام الصورة

قدم للكتاب السيد عبدالله الغريفي بكلمة موجزة ولكنها ممعنة في السبر والدلالة حيث هاهنا هو في مقام الصورة التي هي أبلغ من ألف كلمة فاختصر كلامه ليسمح للصورة أن تنطلق وتقول الكثير، حيث أشاد الغريفي بالجهد التوثيقي الذي بذله المصور وفريق العمل في هذا الكتاب، مبيناً دور الصورة في استلهام الدلالات والمعاني إذا صاحبتها الرؤية الواعية التي لا تجعلنا مأسورين في المظاهر، وننسى المعاني والدلالات، مشيراً إلى طبيعة زيارة العتبات المقدسة وما تحمله من مضامين روحية وأخلاقية وسلوكية واجتماعية وثقافية، كونها رحلة ربانية إيمانية مباركة، مؤكداً أهمية أن تعبر بنا الصورة من المظهر إلى المخبر والمضمون وذلك بتوفرها على الرؤية الواعية التي تستلهم الدلالات والمعاني التي تحملها مراقد الأولياء والصالحين.

إنجاز عمره عشر سنوات

أما المخرق فأشار إلى أن كتابه «مأوى الفؤاد» هو «باقة من الصور المختارة التي التقطها في مناسبات مختلفة وخلال زيارات متعددة لعدد من المعالم الخالدة والآثار الشامخة في المدن المقدسة في العراق الشقيق، والتي كان يعود منها بآلاف الصور، حيث صور في إحدى الرحلات في فترة زيارة الأربعين ما يقارب خمس عشرة ألف صورة، وأحياناً يعود بألف صورة في مناسبة أخرى، وأحياناً لا يعود بشيء حيث لا يظفر بالمطلوب تصويره أو ما ذهب من أجله حين تصادفه بعض الصعوبات.

وأضاف «هي رحلة عشق تتجدد مع الأيام، ومشاعر شوق لا تنتهي، ولا تزول، أستلهم من أفيائها أريج المحبة وعطر الولاء، وكم يطيب لي أن أفخر كوني حصلت على شرف التقاط بعض الصور الخاصة من داخل ضريح الإمام الحسين، وهنا لا أنسى أن أقدم شكري الوافر وعرفاني للقائمين على إدارة العتبات المقدسة لمساعدتي وتذليل الصعوبات وتعاونهم مما كان له الأثر المهم في إنجاز هذا المشروع الذي التقطت صوره على مدى عشر سنوات تقريباً ابتداء من سقوط النظام السابق في العراق حتى عام 2015، ولا يفوتني شكر فريق العمل الفني والتقني الذي ساهم معي في إخراج الكتاب وتقديمه بهذه الصورة المشرفة».

جولة بين القباب

إنه الوجد والعشق وقد أخذ من صاحبه كل مأخذ فهام به من قبة إلى أخرى ومن مشهدٍ لآخر، هكذا سار المخرق بكاميراته مجيلاً عيونه بين مشاهد الأئمة في العراق ومزاراتهم، مبتدئاً بضريح الإمام علي في النجف الأشرف، ثم مسجد الكوفة، ومسجد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة، ومسجد السهلة، ومسجد كميل بن زياد، والختام بمقبرة وادي السلام.

بعدها يأخذك في رحلة إلى كربلاء الحسين، مبتدئاً بصورة جوية لكربلاء والحشود تؤمها من كل مكان، ثم يحط لمأوى الفؤاد فيلتقط مشاهد للقباب والزوار ما بين العتبتين العباسية والحسينية، فتشهد صوراً لن تشهدها الآن حينما تزور حيث تم تسقيف الساحات وإضافتها للمشهد، إذ أخذت بعض الصور في عام 2004م. ثم يجول بك الكتاب في متحف الإمام الحسين، وبعض أروقة المشهد المختلفة. بعدها يأخذك في رحلة لبغداد حيث مشهد وضريح الكاظمين الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد، ثم في رحلة لسامراء حيث مشهد وضريح العسكريين الإمامين علي الهادي والحسن العسكري حيث تشهد بعضاً من آثار التدمير الذي طال الجدران والزخارف إثر ضربات الإرهاب المتكررة.

أشواق الوالهين

في مجموع صور الكتاب تشهد رحلة من العشق للوالهين والهائمين حيث تتوافد جموع المريدين في زياراتهم للمشاهد المختلفة، فتراهم في مجموعة من الصور بين هائم أخذ منه الشوق كل مأخذ فخلد إلى زاوية يبث أشواقه وحنينه، وبين رافع يده للسماء ودموعه تحمحم بين عينيه، من شوق ووله في موضع من مواضع الرحمة الأمل والرجاء في صورة أخرى، فتلوح لك مجموعة من الذكريات لمن مر من هاهنا وحطت رحاله في هذا المكان الذي عبق بعطر الحسين وقيم أهل بيت النبي، فتأخذك الأطياف لأرواح تحل في هذه الأمكنة وتبهجها وتمنحها هالة النور والبهاء، إنه كتاب يأخذك في رحلة بصرية روحية ويطوف بك في أهم محطات الزيارة للعتبات المقدسة في العراق.

العدد 4795 - الجمعة 23 أكتوبر 2015م الموافق 09 محرم 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً