دعا وزير الخارجية الأميركي، جون كيري أمس الخميس (22 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الابتعاد عن «حافة الهاوية» وذلك بعد اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في برلين، وسط استمرار أعمال العنف ميدانياً.
وأبدى كيري «تفاؤلاً حذراً» إزاء تحسن الوضع وذلك غداة إعراب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون عن «عدم تفاؤله» إثر جولة وساطة في منطقة الشرق الأوسط.
وأعرب وزير الخارجية الأميركي عن الأمل في أن تؤدي اجتماعاته مع نتنياهو ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني نهاية الأسبوع، إلى تهدئة الوضع.
وقال كيري إثر الاجتماع بنتنياهو الذي استغرق أربع ساعات «يمكنني أن أقول عن المشاورات أنها منحتني شيئاً من التفاؤل الحذر بإمكان طرح شيء على الطاولة خلال الأيام المقبلة» من أجل «تهدئة الوضع والمضي قدماً».
وأضاف كيري «أتطلع بفارغ الصبر إلى لقاء الملك عبد الله والرئيس عباس وآمل (...) أن نتمكن من اغتنام الفرصة والتراجع عن حافة الهاوية».
وقتل فلسطيني برصاص الشرطة الإسرائيلية بعدما طعن يهودياً مع فلسطيني آخر أصيب بجروح خطرة في بيت شيمش غرب القدس الخميس.
وبحسب رواية الشرطة فإن الشابين الفلسطينيين ويبلغان من العمر 20 عاماً حاولا الصعود إلى حافلة تنقل أطفالاً واعترضهما السائق وبالغون آخرون كانوا في المكان، من دون أن توضح ما إذا كانا ينويان مهاجمة الأطفال.
من جهة أخرى تمكن فلسطيني من الفرار في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة بعد أن فشل في طعن جندي إسرائيلي.
وأصيب تسعة فلسطينيين بجروح خمسة منهم بالرصاص، في المنطقة ذاتها في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في حين تم اعتقال 58 فلسطينياً منذ الأربعاء في الضفة الغربية المحتلة.
وأدت المواجهات اليومية بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية منذ الأول من أكتوبر الجاري إلى مقتل 49 فلسطينياً إضافة إلى عربي إسرائيلي من جهة ومقتل ثمانية إسرائيليين من جهة أخرى. كما قتل إيريتيري خطأ بعد الاشتباه بأنه منفذ اعتداء.
وقبل مباحثاته مع نتنياهو قال كيري «لا بد من وضع حد لكل أعمال التحريض والعنف».
من جهته كرر نتنياهو صباح أمس أن السلطة الفلسطينية وحماس مسئولتان عن الهجمات على الإسرائيليين، ملمحاً إلى أن حكومته تنوي مراجعة شروط دخول المسلمين واليهود إلى المسجد الأقصى.
وقال «حان الوقت ليقول المجتمع الدولي بوضوح للرئيس عباس بوقف إشاعة الأكاذيب بشأن إسرائيل».
لكن نتنياهو نفسه اتهم بصب الزيت على النار إثر قوله إن الشيخ الراحل الحاج أمين الحسيني مفتي القدس هو من أوحى لهتلر بمحرقة اليهود في ألمانيا في 1941.
وإضافة إلى لقاء كيري ونتنياهو توالت اللقاءات الثنائية في برلين.
واستقبل وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير كيري ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني. كما من المقرر أن يجتمع بنتنياهو.
وقالت موغيريني أن الهدف يتمثل «على الأقل في تهدئة الحرب الكلامية» بين الطرفين.
وفي تطور آخر، دعت حركة «حماس» في الضفة الغربية أمس (الخميس) الفلسطينيين إلى «جمعة غضب» ضد إسرائيل في ظل دخول موجة التوتر معها أسبوعها الرابع.
وحثت الحركة في بيان صحافي لها الفلسطينيين على «الخروج والمشاركة الحاشدة في جمعة الغضب والمواجهات الجديدة مع جنود الاحتلال الغاصبين في مختلف محافظات الضفة الغربية».
وأشارت الحركة إلى أن «المسيرات والمظاهرات ستنطلق عقب صلاة الجمعة مباشرة اليوم في كافة المحافظات لمواصلة إشعال المواجهات في مختلف نقاط التماس مع قوات الاحتلال».
واعتبرت أن هذه التظاهرات «توصل رسالة للاحتلال بأن حملات الاعتقالات التي يشنها لن تثني الشعب عن مواصلة الانتفاضة وتصعيدها، باعتبار أن حملات الاعتقال محاولة بائسة لوقف المد الجارف للانتفاضة التي لن تتوقف».
العدد 4794 - الخميس 22 أكتوبر 2015م الموافق 08 محرم 1437هـ