منذ بدأت أزمة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء نتيجة رفع الدعم عن هذه السلعة، تأرجحت اسعار الدجاج بين الصعود والهبوط. وليس ذلك فقط على الدجاج المحلي المتمثل في دجاج المزرعة، بل حتى على مستوى الدجاج السعودي. فمع ارتفاع سعر دجاج المزرعة بنسبة 40 في المئة بعد سريان قرار رفع الدعم، عزف المواطنون عن شرائه والاتجاه للدجاج السعودي المنافس. فما كان من الشركة يوم الخميس الماضي (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) إلا أن خفضت اسعارها بطريقة غير مباشرة، وذلك عن طريق إعطاء صندوق مجاني مع كل 5 صناديق يشتريها المحل. وعليه خفضت المحلات أسعار الدجاج المحلي ليصل سعر الكيلوغرام 1.200 دينار بعد أن كان يباع بـ 1.400 و1.500 دينار. وبعد يومين فقط بادرت شركات الدواجن السعودية كالتنمية والوطنية وكرم بخفض الأسعار ليصل سعر الكيلو أيضاً 1.200 دينار. ومع اشتداد المنافسة فاجأت شركة دلمون للدواجن أصحاب محلات بيع الدواجن، ببيعها كميات كبيرة على المطابخ والمطاعم بسعر أقل مما تبيعه عليها؛ ما أغضبهم وجعلهم يقللون الكميات التي يأخذونها، ويهددون بعدم شراء الدجاج منها اذا استمرت في ذلك.

وتحدث لـ «الوسط» بائع الدواجن بسوق المنامة المركزي صادق سلمان عن أسعار الدجاج قائلا «لم تشهد السوق سابقاً مثل هذا الترنح في الاسعار. فالدجاج السعودي لم يتم تخفيضه سابقاً. هذه المرة الأولى. كما ان الشركة بعد تخفيض سعره عادت لسعرها السابق، وفي اليوم التالي عادت للسعر المخفض. وهذا التخبط في الاسعار يجعلنا نتردد في شراء الكميات؛ نظرا لتغير الأسعار المفاجئ».

مضيفاً أنه في اليوم الذي خفضت فيه احدى الشركات أسعارها اشترى في الصباح كمية بسعر 1.300 دينار للكيلوغرام، ليعود موزع الشركة للسوق عصراً ويعرض الدجاج بسعر 1.100 دينار للكيلوغرام. موضحاً «هذا يعني انني يجب أن أبيع الدجاج الذي اشتريته في الصباح بنفس سعر الدجاج المخفض الذي طرحته الشركة عصراً وإلا سأخسره».

أما بائع الدواجن في سوق المحرق المركز محمد العرادي، فيقول ان شركات الدواجن السعودية «خفضت أسعارها بعد العرض الذي طرحته شركة دلمون للدواجن. لكنها بعد يومين أرادت العودة لأسعارها الأولية. شخصياً رفضت الشراء دون وجود تخفيض، فعادوا من جديد وباعوه علي بالسعر المخفض».

موضحاً أن سبب التخبط في الاسعار هو «الوفرة في المخزون، فجميع الشركات تريد بيع مخزونها من الدجاج، وفي حال لم تستطع بيعه ستخسره، وعليه فإن بيعه بسعر مخفض أفضل من خسارته».

وواصل العرادي حديثه «هذا التنافس في مصلحة المستهلك وهو مقبول، أما ما هو ليس مقبولا، قيام شركة دلمون للدواجن ببيع كميات كبيرة على المطابخ والمطاعم بأسعار أقل من التي تبيعها على تجار الدواجن، إذ علمنا أنها تبيعه عليهم بسعر دينار وهي تبيعه علينا ب 1.100 دينار».

وقال العرادي انه قلل من الكمية التي يشتريها من الدجاج المحلي احتجاجاً على ذلك، لأن «محلات بيع الدواجن أولى بالسعر المخفض من المطاعم والمطابخ؛ ذلك كي تستطيع تخفيض أسعاره للمواطنين فيكون في متناول الجميع».

من جهته، قال حسين حيان وهو صاحب محل لبيع الدواجن في سوق المحرق المركزي انه لن يشتري الدجاج المحلي من الشركة، بل «سأشتريه من المطابخ والمطاعم، أعتقد سيكون سعره أرخص مما لو اشتريته من الشركة». ووجه حيان رسالة للشركة مفادها «بهذا السعر الذي تبيعونه على المطابخ، تؤكدون أنكم تستطيعون بيعه على المواطن بسعر دينار واحد للكيلوغرام».

وبالعودة للبائع سلمان فيقول: «بعد تأكدي من هذا الخبر اتصلت بأحد المسئولين في شركة الدواجن، وأكد لي الخبر لكنه برره بأن هذا السعر احتسب فقط على من اشترى عدد 5 آلاف دجاجة فما فوق، متعذراً بأن سعر البيع بالجملة مختلف عنه في الكميات القليلة».