تمتاز العاصمة المنامة بالكثير من دور العبادة القديمة من مساجد ومآتم، والتي في أغلب الأحيان تحمل اسم العائلة التي أسستها أو أدارتها باختلاف الحقب الزمنية، ويرجع تأريخ بعضها لقرنين من الزمان، وتنتشر المآتم الرجالية والنسائية في مختلف الأزقة الضيقة التي تميز العاصمة حيث البيوت القديمة المتراصة جنباً إلى جنب.
ومن هذه المآتم، مأتم (حسينية بنت رباب) الذي يعد من المآتم النسائية القديمة، الذي يتجاوز عمره القرن من الزمان.
وأجرت الباحثة في وحدة المآتم النسائية فاطمة السيد عبدالله العلوي بحثاً ميدانياً عن المأتم ضمن مشروع متكامل للإدارة لتوثيق تاريخ المآتم النسائية في مختلف مناطق البحرين.
أسست المأتم الملاية حسينية، والتي سُمي المأتم باسمها. وعلى حد قول مسئولة المأتم مليحة كويتان بأن المأتم موجود قبل والدتها، غير أنه لا يمكن التكهن بالسنة التي شيد فيها المأتم، سوى أنه كان موجوداً منذ أكثر من 100 عام، وسجل في الأوقاف الحاج محسن أبودريس، أما المتولي الرسمي فكان هو المرحوم الحاج حسن بن أحمد أبودريس، وبعد وفاته أصبحت المسئولة هي سعدة بنت أحمد أبودريس ومن ثم أصبح المسئول منصور جعفر عبدالله أبودريس والآن من تباشر مسئولية إدارة المأتم هي مليحة حسن كويتان.
تقع الحسينية في شمال المنامة في حي المخارقة الواقع بالقرب من شارع الإمام الحسين (ع) ويحد المأتم من الجهة الغربية ممر ضيق ثم منزل الحاج حسن أبودريس، والمطبخ التابع للمأتم، أما الجهة الجنوبية فيقع منزل الحاج طاهر التحو ومن الشرق محلات تجارية موقوفة للمأتم، وفي الجهة الشمالية توجد أرض خالية موقوفة للمأتم نفسه.
مأتم حسينية بنت رباب لم يبنَ سوى مرة واحدة ورمّم مرتين فقط ومع ذلك فإنّ البنيان يبدو قوياً ومتماسكاً، يرجع ذلك بسبب الحجارة التي بُني بها.
تدخل المستمعات للمأتم من ممر ضيق حيث يوجد باب قديم مصنوع من الخشب الساج والمطلي باللون البني والذي تعلوه فتحة بها قضبان من حديد، للحسينية بابان الباب الرئيسي يطل على الجهة الجنوبية، والباب الآخر يطل على جهة الغرب، والباب الرئيسي يؤدي إلى صالة صغيرة مساحتها تقريباً 3 × 40 قدم، ويوجد في الصالة من الجهة الشرقية حوض للماء، وباب من الخشب مطلي باللون البني في الجهة الجنوبية باب قاعة القراءة الحسينية.
مساحة القاعة المخصص للقراءة الحسينية (الطول نحو 65 قدماً والعرض نحو 40 قدماً) ويستوعب من الحضور نحو 200 مستمعة والقاعة بنيت من الحجارة والأسمنت، أما السقف فكان من حطب الدنچل.
تحتوي الحسينية على 12 نافذة مصنوعة من خشب الساج وخارج النوافذ يوجد قضبان من الحديد، وتتوزع هذه النوافذ على جدران المأتم والتي تأخذ الشكل المجوف داخل الجدار، كما يوجد في الجهة الشمالية باب من الخشب يؤدي إلى مخزن ونافذتين، أما الجهة الشرقية توجد بها نوافذ تستخدم روازن (رفوف) وأغلقها بأبواب تستخدم لحفظ الأشياء.
أما السقف فقد تلف بسبب تسرب الأمطار، لذا قامت إدارة الأوقاف الجعفرية بهدم السقف وترميمه لكي لا يتسرب المطر للمأتم، ويحتوي السقف على قبة يدخل منها الضوء، وكان في السابق توجد بها ثرية وبها ثماني نوافذ كل زاوية نافذتان تستخدمان للإضاءة والتهوية، أما الجهة الغربية القريبة من الحسينية عرضت للبيع اشترتها الأوقاف للمأتم، بني عليها مطبخ تقدر مساحته بنحو 40 × 40 استخدمه مطبخاً، وجزء منها يُستخدم كمخزن لأغراض المأتم.
تغطي نفقات المأتم من وقفيات المأتم ومن تبرعات المستمعات، إذ للمأتم محلات تجارية تطل على شارع الإمام الحسين (ع)، كما أن للمأتم أرض وقف في الجهة الشمالية إلا أنها غير مؤجرة.
وتقام القراءة في المأتم طوال العام وموسمي محرم وصفر بالإضافة إلى جميع المناسبات الدينية، أما أبرز ملايات المأتم فهن: مليحة كويتان، نزهة أم محمد العرادي، خديجة بنت السيد عدنان، زكاي بنت أبو عقلين وفاطمة أم حسين.
العدد 4793 - الأربعاء 21 أكتوبر 2015م الموافق 07 محرم 1437هـ