كتب فريق الحد الكروي الأول سطراً جديداً في تاريخه عندما توج بطلاً لكأس أسلوب للكرة البحرينية للمرة الأولى بعد فوزه الثمين المثير على المحرق البطل العتيد في أفضل مباريات السوبر البحرينية من حيث الإثارة والجمهور.

وعلى رغم أن «السوبر» بطولة من مباراة واحدة إلا أن تحقيقها يحتاج إلى عمل وجهود لأن الوصول إليها يكون للبطلين في الموسم السابق فضلاً عن الفوز بها على حساب فريق بطل عتيد بحجم المحرق يحمل معه طعماً وزخماً خاصاً.

وأثبت سيناريو فوز «السوبر الحداوي» أن الفريق اكتسب في الموسمين الأخيرين ثقة في قدراته وتعامله مع المباريات المهمة الحاسمة بعدما سبق لفريق الحد التعثر عند حاجز هذه المباريات عدة مرات وذلك ما تجسده قدرته على انتزاع انتصارات مثيرة في لحظات قاتلة على المحرق عندما تمكن من خطف التعادل في الوقت بدل الضائع ليمدد عمر المباراة إلى الركلات الترجيحية والتي جسم بها الفوز ليكرر سيناريو فوزه بسيناريو قاتل على المحرق أيضاً بثلاثة أهداف لهدفين بعدما كان متأخراً بهدفين لهدف في انقلاب مثير في لقاء القسم الثاني من الدوري.

ولعل هذا العامل كانت له عناصر مؤثرة أبرزها التحضير النفسي الجيد للفريق من خلال دخوله معسكراً داخلياً قبل يومين من المباراة منحت الفريق مزيداً من التركيز والجدية والهدوء حتى صفارة النهاية وهر ما انعكس على روح وعزيمة اللاعبين وعدم البأس حتى قلبوا تأخرهم إلى تعادل قاتل من دون أن نجد توتراً أو شدّاً عصبيّاً لدى لاعبي الفريق الحداوي على عكس حال التوتر لدى بعض لاعبي المحرق ففقدوا تركيزهم خصوصاً عبدالله عبدو.

كما أن تواجد مدرب خبير ويجيد الأمور النفسية والتحفيزية والتعامل مع المباريات الحاسمة مثل سلمان شريدة منح الفريق الحداوي الكثير في تكوين شخصية الفريق القادر على انتزاع الانتصارات والبطولات منذ الموسم الماضي.

وعلى الصعيد الفني نجح شريدة في التعامل مع مجريات المباراة خصوصاً في الشوط الثاني وتبديلاته الإيجابية وتفعيل مهام بعض العناصر وأبطل أفضلية وتقدم المحرق في منتصف الشوط الثاني، كما وضح في هذا الشوط التحضير البدني الجيد للاعبي الحد بفضل الإعداد المبكر والجيد وقدرتهم على اللعب بقوة حتى النهاية في أول مباراة رسمية للفريق في الموسم وأعطت مؤشراً بقدرة الفريق الملقب بـ «تسونامي» على مواصلة حضوره القوي والتنافسي في بطولات الموسم الجديد بعدما اتسعت حجم طموحاته لتتويج الاهتمام والعمل والدعم الذي يحظى به الفريق الحداوي من إدارة النادي بقيادة ربان النادي أحمد المسلم الذي راهن على فريقه فحوّله من فريق مكافح إلى بطل في تجربة مثالية في واقع الكرة البحرينية.

المحرق وبداية قلقة!

في المقابل، رسمت خسارة كاس السوبر مؤشرات قلق لدى المحرقاوية في مدى قدرة فريقهم على تحقيق الطموحات في الموسم الجديد محلياً والملحق الآسيوي، إذ كشفت المباراة عن حاجة الفريق الأحمر إلى تقوية أركانه الفنية واستقرار وتوظيف مناسب للاعبيه، فجاهزية لاعبيه كانت متفاوتة بدنياً وفنياً لذا كان المستوى متأرجحاً بالإضافة إلى عدم ظهور محترفيه بالمستوى المناسب عدا ايفوسا بدليل أن المدرب اضطر لإخراج المحترفين العراقي مصطفى كريم والجزائري كريم بوطاجين في منتصف الشوط الثاني فيما ظل المحترف الرابع السوري حمدي الصافي جليس دكة الاحتياط!