لا شك في أن المشاركات الخارجية لمنتخباتنا الوطنية أمر مهم وضروري؛ لأنه نتعرف من خلال هذه المشاركات على مستوانا الحقيقي في مواجهة المنتخبات الأخرى. وتكمن أهمية المشاركات الخارجية في زيادة خبرة المشاركة والاحتكاك مع المنتخبات الأخرى، ما يزيد في إثراء ثقافة اللاعب البحريني عبر الاحتكاك، ويجعله يتطور في الاستحقاقات المقبلة.
هذا ما يحدث حاليا في المشاركات المنوعة للمنتخبات الوطنية في دورة الألعاب الخليجية الثانية المقامة حاليا في الدمام السعودية، والتي من خلالها كسب منتخب الطائرة الميدالية الذهبية، ومنتخب اليد الميدالية الفضية، إضافة للكثير من الميداليات في الألعاب الفردية. هذه المشاركات تؤتي ثمارها عاجلا أم آجلا، والمنتخبات الوطنية حينما تمتنع عن المشاركة في مثل هذه البطولات بحجج واهية، فإنها تخسر الفرصة لزيادة الاحتكاك والتطوير المتوقع والمترتب على مثل هذه المشاركات.
وتختلف طرق الاستفادة من هذه المشاركات، فمنهم من يريد تجريب أكثر من لاعب مختار للاستحقاقات المقبلة، ومنهم من تهمه المشاركة للفوز باللقب فقط، ومنهم من يفكر في الاثنين معا، تلك كانت خطة منتخبي الطائرة واليد اللذين شاركا بتشكيلة وأسماء جلها جديدة، شاركت ربما لأول مرة بصفة أساسية مع المنتخب الأول، وحققت البطولة ونافست على المراكز المتقدمة وقدمت مستويات متميزة في المسابقتين.
وفي حالة مختلفة، فضل اتحاد كرة القدم المشاركة من اجل المستقبل بإشراك منتخب الشباب في المسابقة، وهذا أيضا جيد ويصب في صالح الكرة البحرينية المستقبلية.
أما منتخب السلة الذي جاءت مشاركته بعد شد وجذب وصدور قرارات فوقية تلزمه بالمشاركة، إثر رغبة اتحاد اللعبة عدم المشاركة؛ بسبب عدم الحصول على معسكر خارجي ولاعب محترف، فكان تفكير مسئوليه منصبا فقط في المشاركة من أجل الفوز بالبطولة، ذلك بالتأكيد من حقهم وهو المطلوب، لكنهم نسوا الجانب الآخر من ضروريات المشاركات الخارجية وهي الاحتكاك وتجريب الفريق أمام المنتخبات الأخرى، والغريب أن حجة عدم المشاركة كانت أسبابا ضعيفة لعدم المشاركة، وهي ضرورة الحصول على معسكر خارجي وتسجيل لاعب محترف.
المنتخبات الوطنية كلها من دون استثناء شاركت في هذه البطولة من دون معسكر خارجي، واستعاضت عنه بمباريات ودية مع منتخبات خارجية استضافت في البحرين كما حصل مع منتخبي اليد والطائرة، أمام العذر الثاني فهو يعد من باب «أقبح من ذنب».
بالتأكيد كانت المشاركات المختلفة لمنتخباتنا حتى الآن مفيدة كثيرا، وحققت نتائج متميزة ونتطلع لأن تتواصل هذه النتائج مع بقية المنتخبات وتكون الاستفادة من هذه الدورة للمستقبل، وخصوصا أن استحقاقات كثيرة تنتظر منتخباتنا الوطنية في الأشهر المقبلة.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4792 - الثلثاء 20 أكتوبر 2015م الموافق 06 محرم 1437هـ