أكدت إدارة الأوقاف الجعفرية أنّ مناسبة عاشوراء تعد من المناسبات الدينية والوطنية التي تحظى بالرعاية والاهتمام والدعم من القيادة والحكومة، وأبرز مظاهر ذلك إجازة عاشوراء التي تعطل فيها الدولة، وجميع وزاراتها ومؤسساتها، وكذلك المكرمة الملكية السنوية التي توارثها جلالة الملك عن آبائه الكرام كابراً عن كابر.
وأكدت إدارة الأوقاف الجعفرية أن حرية الشعائر الدينية لكل الأديان والمذاهب مكفولة دستوريًّا بتوجيهات دائمة من القيادة وعلى رأسها عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والحكومة بقيادة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ومؤازرة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وأضافت الإدارة في بيانها «لقد اعتاد شعب البحرين على إحياء شعائره الدينية بحرية تامة وبدعم لا محدود من القيادة الرشيدة في ظل ما كفله الدستور وميثاق العمل الوطني والأعراف المرعية في البحرين، ومن بين تلك الأعراف نصب السواد بصفة مؤقتة خلال شهري محرم وصفر، وهذا لا يعدو عن كونه مظهراً من مظاهر الحزن والأسى لمصاب سبط النبي وأهل بيته وصحابته، وهو تقليد متوارث منذ قرون من الزمن، ولا علاقة له بالأوضاع السياسية المعاصرة ولا يحمل أية إساءة لأي مكون أو جهة أو ملة من الملل».
وفي هذا الإطار، عبرت الأوقاف الجعفرية عن أسفها الشديد لما حدث صباح أمس الثلثاء (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) والأيام الماضية من نزع (السواد) من عدد من مناطق قرى المنطقة الغربية من المحافظة الشمالية، منوهة إلى أن (السواد) هو نمط من أنماط التعبير عن الحزن على استشهاد الإمام الحسين (ع)، وهو عرف من الأعراف المرعية في مملكة البحرين منذ القدم.
وأشارت الأوقاف الجعفرية إلى أنها تواصلت خلال الأسبوعين الماضيين مع وزارات الدولة المعنية ومنها وزارة الداخلية والمحافظات ووزارة الأشغال وشئون البلديات لتنظيم تركيب السواد ووضع الضوابط المناسبة التي تكفل حق المواطنين في أداء شعائرهم بكل حرية وبما يراعي المظهر العام والقوانين المعمول بها في البحرين.
وكشفت الأوقاف الجعفرية أن اجتماعاً عقد الأسبوع الماضي بحضور محافظ الشمالية علي العصفور ورئيس الأوقاف الجعفرية ومدير مديرية أمن الشمالية وممثل عن البلدية للاتفاق على وضع الضوابط، لكن ما حدث أمر مؤسف ويُعدُّ خلافاً للضوابط المتفق عليها من الجميع، إذ أكد محافظ الشمالية ورئيس الأوقاف قدرتهما على احتواء أي ملاحظات إن وجدت بالتواصل المباشر مع الأهالي.
وشددت الإدارة على أن الأوقاف الجعفرية هي الجهة المعنية وذات الاختصاص بتنظيم شئون المناسبات الدينية للطائفة الجعفرية، ويجب أن تأخذ دورها في احتواء أي موقف بالتواصل المباشر مع الأهالي وإزالة أي سوء لبس بالتنسيق مع الجهات الرسمية الأخرى بعيداً عن التصادم والتوتر وبما يسهم في إنجاح إحياء موسم عاشوراء.
وقالت إدارة الأوقاف الجعفرية إنها تتابع هذا الموضوع عن كثب وستسعى إلى التنسيق مع جميع الجهات الرسمية والأهلية ذات العلاقة لتلافي ما حدث أمس والأيام السابقة، مؤكدة ثقتها بحكمة القيادة، ووزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، حيث يؤكد على الدوام حرية ممارسة المواطنين لشعائرهم بكل أمن وطمأنينة وبالتعاون بين الجميع وفق النظام والقانون.
وثمنت الأوقاف الجعفرية الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الداخلية بإشراف من وزير الداخلية في حفظ أمن المصلين وجموع المعزين والمشاركين في إحياء ذكرى عاشوراء، وهذه الجهود هي موضع فخر واعتزاز من قبل الجميع، وفي الوقت ذاته فإنّ المأمول دائماً وما اعتدنا عليه من انتهاج أقصى مستويات التعاون واحتواء المواقف بالحكمة والتواصل المباشر وفق نهج الشراكة المجتمعية الذي ينتهجه وزير الداخلية على الصعد كافة.
وأضافت الأوقاف الجعفرية: «نحن واثقون تماماً بحكمة القيادة وتوجيهاتها الدائمة لممارسة جميع المواطنين شعائرهم بحرية ومسئولية في ظل العهد الإصلاحي لجلالة الملك، والنهج الحضاري الذي يكفل الوحدة الوطنية، وحرية المعتقد المنصوص عليها في دستور مملكة البحرين».
العدد 4792 - الثلثاء 20 أكتوبر 2015م الموافق 06 محرم 1437هـ