دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون أمس الثلثاء (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) المسئولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التحرك بسرعة لوقف «دوامة العنف الخطيرة»، وذلك خلال زيارة مفاجئة له إلى إسرائيل.
وقبل وصول بان كي مون، أعلن الجيش الإسرائيلي ومسعفون استشهاد فلسطيني طعن جندياً خلال مواجهات بالقرب من الخليل (جنوب الضفة الغربية) حيث هدم الجيش الإسرائيلي منزل فلسطيني آخر كان قتل إسرائيلية طعناً في 2014.
كما أصيب إسرائيليان صدمتهما سيارة في الضفة الغربية المحتلة حاولت دهسهما فيما تم قتل سائقها.
وقتل إسرائيلي الثلثاء دهساً لدى خروجه من سيارته في الطريق السريع قرب مخيم الفوار بالقرب من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية، بحسب ما أفاد الجيش الإسرائيلي.
وأوضح متحدث باسم الجيش لـ «فرانس برس» أن فلسطينيين استهدفوا سيارة الرجل أثناء مرورها قرب مخيم الفوار بالحجارة، فترجل السائق، وما لبثت سيارة مارة أن دهسته.
وفي قطاع غزة استشهد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي الثلثاء على الحدود مع إسرائيل، بحسب ما أعلن مصدر طبي فلسطيني، أوضح أن «أحمد السيرحي (27 عاماً) استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي» بعد اندلاع اشتباكات شرق القطاع قرب السياج الأمني، في حين أصيب خمسة آخرون.
وقال بان كي مون للصحافيين خلال لقاء مع الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين «في حال لم نتحرك بسرعة فإن الوضع على الأرض سيزداد سوءاً».
وكان بان كي مون عبر عن رفضه لإجراء هدم منازل فلسطينيين في رسالة صارمة وجهها إلى الإسرائيليين والفلسطينيين.
وعبر بان كي مون كذلك عن قلقه من «التصعيد الخطير»، وقال في رسالة مسجلة لتلفزيون الأمم المتحدة انتقد فيها القادة الإسرائيليين والفلسطينيين بحدة «في هذه الفترة الصعبة يجب أن نقول كفى».
وتندرج رسالة بان وزيارته التي تستمر يومين في إطار جهد دبلوماسي جديد لمواجهة أعمال العنف التي تهز إسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ الأول من أكتوبر الجاري وتثير مخاوف من انتفاضة جديدة.
ويفترض أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي، جون كيري في الأسبوع الجاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس في الشرق الأوسط ربما في الأردن.
وسيلتقي بان كي مون لاحقاً نتنياهو في القدس، كما سيجري محادثات مع عباس صباح اليوم (الأربعاء).
واسفرت المواجهات اليومية بين راشقي الحجارة الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين والهجمات المتبادلة بين الفلسطينيين والمستوطنين وسلسلة من الهجمات ضد الإسرائيليين عن سقوط 42 شهيداً فلسطينياً وشهيد عربي إسرائيلي من جهة، وثمانية إسرائيليين من جهة أخرى. وقتل إريتيري اعتبر خطأ منفذ هجوم.
وآخر الشهداء الفلسطينيين سقط أمس (الثلثاء) في الخليل برصاص جنود إسرائيليين بعدما هاجم بالسكين عنصراً في الجيش خلال تظاهرة عنيفة بالقرب من بيت عوا (جنوب غرب الخليل).
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن «فلسطينياً هاجم بالسكين عنصراً في الجيش أصيب بجروح طفيفة خلال تظاهرة عنيفة بالقرب من بيت عوا ورد الجنود بإطلاق النار على المهاجم»، بينما أكد مستشفى الخليل استشهاد الفلسطيني البالغ 23 عاماً ويدعى عدي مسالمة.
من ناحية ثانية اقتحم الجنود الإسرائيليون بلدة بيت عوا، وتمركزوا على أسطح المنازل وقاموا بتفتيش عدد من المنازل هناك. كما اقتحموا منزل والد عدي مسالمة وقاموا بإطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي تجاه الشبان، بحسب شهود من البلدة.
وقامت الشرطة الإسرائيلية باعتقالات في القدس الشرقية المحتلة.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري «قامت قوات من الشرطة وحرس الحدود الليلة الماضية باعتقال 14 عربياً مقدسياً في القدس الشرقية للاشتباه بضلوعهم في أعمال وأحداث الإخلال بالنظام الأخيرة التي حصلت في أنحاء متفرقة من القدس والبلده القديمة. عشرة منهم بالغون وأربعة قاصرون».
وأعلن سكان حي العيسوية في القدس الشرقية المحتلة الثلثاء عن اضراب شامل للمدارس والمواصلات والمحلات احتجاجاً على إغلاق مداخل القرية بمكعبات أسمنتية وترك مدخل واحد يجرى فيه التفتيش الأمني الدقيق، وذلك بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية هناك.
وقبل زيارته الثلثاء قال بان إنه يتفهم غضب الإسرائيليين من الهجمات «عندما يكون الأطفال خائفين من الذهاب إلى المدرسة وكل شخص في الشارع ضحية محتملة».
وأضاف «لكن الحروب ونقاط التفتيش والردود القاسية من قبل قوات الأمن وتدمير المنازل لا يمكن أن تحمي السلم والأمان الذي تحتاجون إليه ويجب أن يؤمن لكم».
وتابع متوجهاً إلى الفلسطينيين «أعرف أن أمالكم في السلام انهارت عدة مرات وأنكم غاضبون من الاحتلال والتوسع الاستيطاني»، مشدداً على أهمية «الطريق السلمي للتغيير».
العدد 4792 - الثلثاء 20 أكتوبر 2015م الموافق 06 محرم 1437هـ