العدد 4792 - الثلثاء 20 أكتوبر 2015م الموافق 06 محرم 1437هـ

عشرون كتاباً غيَّرت العالم... و«الاستشراق» لإدوارد سعيد ضمن القائمة

جانب من مكتبة جون ريلاندز في مانشستر البريطانية
جانب من مكتبة جون ريلاندز في مانشستر البريطانية

«تاريخ مُوجز للزمن»، لستيفن هوكينج، «الدفاع عن حقوق المرأة»، لماري ولستونكرافت، «نقد العقل الخالص»، لإيمانويل كانط، رواية «1984»، لجورج أورويل، «أصل الأنواع»، لتشارلز داروين، «الاستشراق»، لإدوارد سعيد، «الربيع الصامت»، لراشيل كارسون، «البيان الشيوعي»، لكارل ماركس وفريدريك أنجلز، الأعمال الكاملة، لوليام شكسبير، «الخصي المؤنث»، لجيرمين غرير، «صنع الطبقة العاملة الإنجليزية»، لإدوارد تومسون، «معنى النسبية»، لألبرت اينشتاين، «القرد العاري»، لديزموند موريس، كتاب «الأمير»، لميكافيللي، «الجمهورية»، لأفلاطون، «حقوق الفرد»، لتوماس بين، «الجنس الثاني»، أو «الجنس الآخر»، لسيمون دي بوفوار، «فوائد القراءة والكتابة»، لريتشارد هوجارت، «ثروة الأمم»، لآدم سميث، و «طرق الرؤية» لجون بيرجر. عشرون كتاباً بعد اصطفائها من قائمة ضمَّت مئتي كتاب، تظل هي الأكثر تأثيراً، وعملت على تغيير العالم. اسم عربي وحيد ضمَّته القائمة. إنه بروفيسور مادة النقد المقارن في جامعة كولومبيا، الأميركي من أصل عربي، الراحل إدوارد سعيد، بكتابه الأشهر «الاستشراق».

أليسون فلود، كتبت تقريراً في صحيفة «الغارديان» يوم الأربعاء (14 أكتوبر/تشرين الأول 2015)، اقتضت الفائدة التعريف ببعض الإصدارات من عدد من المصادر، تنشرها «الوسط» هنا خلاصة التقرير والهوامش المرتبطة به.

ماري ولستونكرافت، ستيفن هوكينغ وتشارلز داروين، يتنافسون على المركز الأول، في قائمة أعدَّها كتَّاب وناشرون، وأمناء مكتبات، وخبراء أكاديميون، إضافة إلى استفتاء سيتم إجراؤه بين الجمهور من القرَّاء لتحديد أهم عشرين كتاباً أكاديمياً غيَّرت وجه العالم.

20 من بين 200 كتاب

اللجنة التي ضمَّت كل تلك الأطياف والتنويعات خلصت إلى 20 كتاباً من بين 200 كتاب، قدَّمها ناشرون من المملكة المتحدة، وتمتد الأسماء ضمن قائمة العشرين، من العام 1792 بما يمكن تسميته بـ «البيان النسوي»، في كتاب «دفاع عن حقوق المرأة: القيود السياسية والأخلاقية»، لماري ولستونكرافت (مواليد 27 أبريل/نيسان 1759، وتوفيت في 10 سبتمبر/أيلول 1797 المناصرة لحقوق المرأة، واشتهرت بمقولتها: «إن النساء لسن أقل شأناً من الرجال، ولكنهن يبدون كذلك فقط لأنهن يفتقِرن إلى التعليم»، وهي نفسها التي اقترحت وجوب مُعامَلة كل من الرجل والمرأة على أنهما مخلوقان رشيدان، يصنعان نظاماً اجتماعياً يقوم على العقل.

ردَّت وولستونكرافت في الكتاب المشار إليه على المنظِّرين والمفكرين في القرن الثامن عشر، والذين لم يؤمنوا بحق المرأة في التعليم؛ مروراً باستكشاف ستيفن هوكينخ للكون، في كتابه «تاريخ موجز للزمن»، والذي حمل عنواناً فرعياً «من الانفجار العظيم إلى الثقوب السوداء»، ونشره في العام 1988، مع إلإشارة هنا إلى أن نسخه المُباعة تخطت العشرة ملايين نسخة؛ وصولاً إلى ما يُعرف بـ «تحويلية» داروين بطرح نظريته في التطور (النشوء والارتقاء)، في كتابه «أصل الأنواع».

وتم كشف النقاب عن القائمة من قِبَل «أسبوع الكتاب الأكاديمي»، والتي ستستمر في الفترة ما بين 9 و 16 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مع الجمهور، الذي سيتم طلب تصويته على الانترنت لاختيار أكثر كتاب أكاديمي من حيث التأثير على مر العصور.

أورويل وشكسبير

فإلى جانب هوكينج، ولستونكرافت وداروين، تشمل القائمة أيضاً ما قال عنه المنظمون بأنه «الأكثر إثارة للدهشة» من قبل المتنافسين على لقب أكثر كتاب أكاديمي تأثيراً، بحضور عملين خياليين: رواية «1984» لجورج أورويل التي تستشرف المستقبل البائس، قدمها في العام 1949، متنبِّئاً من خلالها بمصير العالم الذي ستحكمه قوى كبيرة تتقاسم مساحته وسكانه، ولا توفر أحلامهم وطموحاتهم بل تحولهم إلى مجرد أرقام في جمهورية الأخ الأكبر الذي يراقب كل شيء ويعرف كل شيء، حيث يمثل الحكم الشمولي. إضافة إلى الأعمال الكاملة لوليام شكسبير.

«واحدة من أكثر الأمور المثيرة للاهتمام حول القائمة، أنها تدعو إلى التشكيك في كيفية تحديدنا للكتاب الأكاديمي؛ ما يؤكد حقيقة أنه عندما ننظر في الاعتبار إلى مستقبل الكتاب الأكاديمي يجب علينا أيضاً أن نشكك في افتراضاتنا»؛ بحسب ما صرَّح به رئيس قسم التسويق في رابطة باعة الكتب آلان ستاتون.

وشملت بعض العناوين كتباً تعود على قرون سحيقة: كتاب «الأمير» لنيكولو ميكافيلي، من القرن السادس عشر، وهو دراسة في الفقه السياسي أعدها مكيافيلي في العام 1513. أهدى العمل إلى لورينزو الثاني دي ميديشي ابن بييرو الثاني دي ميديشي على أمل استعادة منصب أمين الجمهورية، وتم نشره في العام 1532 بعد وفاته. واستحدث منه اسم «المكيافيلية» وصفة «المكيافيلي». وهنالك في القائمة أيضاً كتاب «الجمهورية» لأفلاطون، هو عبارة حوار سقراطي ألفه أفلاطون نحو العام 380 قبل الميلاد، يتحدث فيه عن تعريف العدالة، والنظام، وطبيعة الدولة العادلة والإنسان العادل. الجمهورية هي المؤلف السياسي الرئيسي لأفلاطون وأسماها «كاليبوس»، وكتاب «حقوق الفرد» لتوماس بين، في القرن الثامن عشر، وكتَبَه دفاعاً عن الثورة الفرنسية، وينصّ على أن حماية حقوق المواطنين هو دور الحكومة، فإن عجزت عن القيام بذلك، ينبغي الإطاحة بها. ويشار هنا إلى أن توماس ولد في العام 1737، وتوفي العام 1809. ثوري وراديكالي إنجليزي ومخترع ومفكر. هاجر إلى أميركا العام 1774 عندما كان عمره في السابعة والثلاثين من عمره؛ حيث اشتغل في الصحافة، وشارك في الثورة الأميركية، وكتاب آخر يعود إلى العام 1776، للاقتصادي الرائد الأسكتلندي آدم سميث المعروف بـ «ثروة الأمم»، أو باسمه الكامل «بحث في طبيعة وأسباب ثروة الأمم» (An Inquiry into the Nature and Causes of the Wealth of Nations) ونشره في بداية فترة الثورة الصناعية، ويعتبر أحد معالم تطور الفكر الاقتصادي. معروف عنه أنه نادى بالرأسمالية، ورفض تدخل الحكومة في الاقتصاد، ونادى بوجوب تركه لقوى العرض والطلب.

حضور صاحب «الاستشراق»

ومن بين العرب يحضر اسم وحيد مثَّله البروفيسور الفلسطيني المولد، الأميركي الجنسية، إدوارد سعيد، بكتابه «الاستشراق»، الذي وضعه في العام 1978م، ويتناول عدداً من المؤلفات والدراسات والمفاهيم الفرنسية والإنجليزية، وفي فترة لاحقة المفاهيم الأميركية عن الشرق الأوسط، والتي يرى سعيد أنها السبب الرئيس في الشرخ الحاصل بين الحضارة الغربية والشرق أوسطية. ترجم الكتاب إلى العديد من اللغات.

وتضمنت القائمة عالمة الأحياء البحرية الأميركية راشيل كارسون (من مواليد العام 1907، وتوفيت في العام 1964) بكتابها «الربيع الصامت» «Silent Spring». الكتاب أثر كلاسيكي في مجاله، ويعتبره الاختصاصيون من الكتب التي غيَّرت مجرى التاريخ. أكدت كارسون في كتبها العلاقة المتبادلة بين جميع الكائنات الحية، واعتماد الرفاهية الإنسانية على العمليات الطبيعية. ويصف كتابها البحر حول الولايات المتحدة (1951م) كيمياء وجغرافية وتاريخ البحر. ولفت كتابها الربيع الصامت العام 1962م انتباه الرأي العام إلى الاستخدام الضار والمدمر لمبيدات الآفات. عمل كتابها على إحداث تغيير كبير اتخذته الحكومات في سياستها تجاه البيئة. لعبت كارسون دوراً مهماً وحاسماً من خلال كتابها هذا في إطلاق حركة حماية البيئة والحفاظ عليها من التلوث والاندثار.

ويحضر في القائمة ريتشارد هوجارت، الذي أحدث كتابه «فوائد القراءة والكتابة» الذي دخل القائمة، ثورة في مفاهيم التعليم التي ظلت في نسقها التقليدي الجامد، وخصوصاً انحيازه وتركيزه على ثقافة وتعليم الطبقة العاملة، والتغيرات والتأثيرات التي أحدثتها القوى التجارية والمالية. يعتبر هوجارت من مؤسسي الدراسات الثقافية المعاصرة في جامعة بيرمينجهام، وكتابه الذي دخل القائمة، يُعدُّ تأسيسياً في هذا المجال. إلى جانب تضمُّن القائمة جون بيرغر، الكاتب والناقد الانجليزي، وهو من مواليد العام 1926 بكتابه «طرق الرؤية». ظل برغر حريصاً على «تأمل العالم، واختار مكاناً قصياً فوق جبال الألب، لا لكي يستمتع بالعزلة، بل ليقف علي مسافة كافية من العالم، تمكنه من فهمه. ظل يكتب لعقود طويلة في السياسة والتاريخ والفن التشكيلي، والنقد، والمقال والسيرة الذاتية، والرواية. وتمزج أعماله بين عدة أشكال أدبية ومناطق معرفية معاً». ومن أعماله «هنا حيث نلتقي»، «طرق الرؤية»، «طريقة أخرى للحكي»، ورواية «جي» التي حصلت علي جائزة البوكر في العام 1972.

كارل ماركس وفريدريك أنغلز، يحضران بكتابهما «البيان الشيوعي»، الذي أصبح واحداً من أكثر الكتب السياسية تأثيراً في العالم. قدَّم الكتاب نهجاً تحليلياً للصراع بين الطبقات الاجتماعية، ومشاكل الرأسمالية، وتنبأ بأشكال المستقبل الشيوعي المحتمل. وإيمانويل كانط بكتابه «نقد العقل الخالص»، وهو من أشهر الكتب الفلسفية في العالم للفيلسوف الألماني كانط، ويبحث في الحقيقة الأولية للوجود.

دي بوفوار و «الجنس الثاني»

في القائمة بعد كارسون وولستونكرافت، ثم جيرمين غرير، الكاتبة والأكاديمية والإعلامية الأسترالية وأستاذة الأدب الإنجليزي الحديث (مواليد 29 يناير/كانون الثاني 1939)، بكتابها «الخصْي المؤنث»، والذي كان ضمن قائمة أكثر الكتب مبيعاً في العام 1970، على مستوى العالم، وأثار جدلاً كبيراً في الأوساط الأكاديمية وخارجها، بين مؤيد ومعارض للأطروحة التي وردت فيه. لها عدة مؤلفات منها: «الجنس والقدر: في سياسات الخصوبة البشرية» (1984) و «التغير: المرأة والشيخوخة وانقطاع الطمث» (1991) و «زوجة شكسبير» (2007). إلى جانب سيمون دي بوفوار، بكتابها «الجنس الثاني»، أو «الجنس الآخر»، وهو تحليل مفصل حول تاريخ اضطهاد المرأة، وتناقش فيه سؤالين مركزيين: «كيف وصل الحال بالمرأة إلى ماهو عليه اليوم (أي أن تكون «الاخر»؟) وماهي أسباب عدم تكتل النساء، ومواجهة الواقع الذكوري الذي فرض عليهن.

إلى ذلك، قال كبير أمناء مكتبة جامعة نوتنغهام، بكلية الفنون، وعضو لجنة التصويت، نيل سميث: «أربع نساء فقط، ولكنهن جميعاً يمثلن رموزاً نسوية». وأضاف «هذه القائمة من الكتب الأكاديمية ستؤدي إلى نقاش وجدل، ولكن الأهم من ذلك، هي القراءة. كل هذه الكتب متوافرة في مكتبة الجامعة التي أعمل فيها، وستكون متاحة في المكتبات ومحلات بيع الكتب في جميع أنحاء البلاد للأشخاص لاكتشافها وإعادة اكتشافها».

وتكتمل قائمة العشرين بكتاب «صنع الطبقة العاملة الإنجليزية»، لإدوارد بالمر تومبسون (ولد في 3 فبراير/شباط 1924، وتوفي في 28 أغسطس/آب 1993)، وهو مؤرخ بريطاني، وكاتب، ومفكر اشتراكي. اشتهر تومبسون بسبب عمله في مجال التاريخ الذي يبحث في الحركات الراديكالية البريطانية في أواخر القرن الثامن عشر، وبدايات القرن التاسع عشر، ويُعد كتاب «صنع الطبقة العاملة الإنجليزية» (1963) أشهر ما كتبه في هذا المجال. وكتاب «معنى النسبية» لألبرت آينشتاين الذي يتناول فيه «شرح نظريته العامة للنسبية، تلك التي غيرت الكثير من المفاهيم بما يتعلق بالمصطلحات الأساسية في الفيزياء: المكان والزمان والكتلة والطاقة؛ حيث احدثت نقلة نوعية في الفيزياء النظرية والفلك في القرن العشرين. عند نشرها للمرة الأولى، عدلت الأسس النظرية لميكانيكا نيوتن التي كانت قائمة منذ 200 عام». وكتاب «القرد العاري» الصادر في العام 1967، للكاتب البريطاني ديزموند موريس، وهو من مواليد 24 يناير 1928، ومن بين مؤلفاته «البومة».

وسيتم إعلان الفائز في تصويت الجمهور خلال أسبوع الكتاب الأكاديمي في نوفمبر المقبل، والذي سيشهد أيضاً سلسلة من الفعاليات في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

إدوارد سعيد  - راشيل كارسون - ستيفن هوكينج
إدوارد سعيد - راشيل كارسون - ستيفن هوكينج




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:36 ص

      كتب رائعة ولكن

      من الصعب الذهاب بعيدا عن كتاب غير ولا زال يغير في كثير من الأمم والبشر .. القرآن

اقرأ ايضاً