قال الاستشاري في طب الأطفال والمواليد والربو نادر دواني لـ"الوسط": "إن الأمراض الصدرية المعدية للأطفال تبدأ في الانتشار في البحرين بشكل لافت مع بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وتستمر في الارتفاع في عدد حالاتها حتى شهر فبراير/ شباط".
وذكر أنه "في هذه الأيام من العام تبدأ الأمراض الصدرية كالزكام والأنفلونزا في الانتشار بسبب التغيرات التي تطال الجو، وتزداد عادة مع الأطفال التي تكون لديهم حساسية في الصدر والأنف عادة، ولكن الحالات تزداد مع بدء موسم الشتاء مع حلول الشهر المقبل".
وأضاف "في الغالب فإن تغير الجو هو السبب الرئيسي للأمراض الصدرية للأطفال، هذا بالإضافة طبعا إلى أن الكثير من الحالات تصاب من العدوى بسبب إصرار الآباء والأمهات على إرسال أبنائهم إلى الحضانات أو الروضات والمدارس مع إدراكهم أن ابنهم بدأت تظهر عليه آثار الزكام أو الأنفلونزا، والتي تبدأ عادة بسيلان خفيف في الأنف، وتزداد تدريجيا بعد ساعات من ذلك".
وأكمل "هذا السلوك سبب مهم في انتشار حالات الأمراض الصدرية لدى الأطفال في البحرين، لذلك إذا وصلنا إلى ثقافة يفهمها الآباء والأمهات أن وجود الطفل في المنزل مع بداية المرض أفضل من وجوده في الروضة أو الحضانة أو المدرسة، لأن ذلك أولا سيقلل فترة إصابته بالمرض، حيث يحتاج الطفل إلى الراحة، بالإضافة إلى انه سيمنع انتشار العدوى إلى بقية الأطفال الذين سيخالطهم أو يلعب معهم".
وتابع "للأسف، غالبية الآباء والأمهات يعملون اليوم، لذلك هم يتساهلون في إبقاء أبنائهم في البيوت بدلا من إرسالهم إلى الروضات والمدارس، ولكنهم بسبب ذلك يعرضون الآخرين إلى العدوى والمرض. الوقاية أفضل من العلاج، ومن المهم أن لا نرسل الطفل إلى أي مكان يكون معرضا فيه للإصابة بالأمراض الصدرية".
وأفاد دواني "هذه الثقافة التي أتحدث بها، موجودة في الدول الغربية وحتى الشرقية، وهي ثقافة علاجية ووقائية في آن واحد، فعندما يرون أن أبنائهم في بداية المرض لا يأخذونه إلى المدرسة أو الروضة، بل يبقون إلى جانبه، وهنا من حق الأم أن تحصل على راحة من اجل رعاية ابنها، وعلى جهات العمل أن تتفهم مثل هذه الأمور، لأنها تعني أن هذه الأم أو الأب ساهما في عدم نقل العدوى إلى طفل آخر".
وأردف "أما بالنسبة إلى الفترة التي ينصح بها الأطباء الأهالي لإبقاء أبنائهم في المنزل عند إصابتهم لمرض صدري معدي، فقال ديواني "هذا الأمر يتعلق بمدى تعافي كل حالة على حدة، لذلك نحن نقول إلى الأمهات أن الطفل عندما يكون مريضا تكون شهيته للأكل قليلة، فلا نعطيه المثلجات والعصائر والسوائل الباردة، لأن ذلك سيطيل فترة مرض الطفل، وبدلا من ذلك لابد أن نشجعهم على الأكل عن طريق السوائل والشوربات الخفيفة، والحليب والأطعمة الدافئة".
وواصل "أما بالنسبة إلى الوقاية من هذه الأمراض، فهناك عدة طرق منها إعطاء الأطفال تطعيم الأنفلونزا، وهو متوفر في البحرين، والأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات يتم إعطائهم جرعتين منه، وأما من هم فوق ذلك فيتم الاكتفاء بجرعة واحدة، هذا بالإضافة إلى الحرص على ارتداء الملابس المناسبة والأكل الدافئ وعدم التعرض المباشر للهواء البارد، واخذ الاحتياطات اللازمة في المنزل وفي اللباس عموما، والابتعاد عموما عن المصابين بمثل هذه الأمراض حتى لا تنتقل إليهم العدوى".
وختم دواني "أما فيما يتعلق بمرض الربو، فلابد من الإشارة إلى أن الغبار مسبب رئيسي لهذا المرض، أو بسبب حساسية ما تجاه نوع من الأكل أو الحيوانات، لذلك فمن لديهم تحسس ما، ونراهم طول الشتاء في المستشفيات، نحن ننصحهم دائما أن يأخذوا العلاج الوقائي من اجل الراحة طوال الشتاء من دون أن يراجعوا المستشفى خلال هذه الفترة".
نعم صحيح
نعم صحيح