حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أمس الإثنين (19 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) الإسرائيليين من تطبيق القوانين بأيديهم بعد مقتل إريتري من طريق الخطأ جراء إطلاق النار عليه وضربه لظنهم أنه أحد منفذي هجوم الأحد الذي أدى إلى مقتل جندي.
في الوقت نفسه، بدأت إسرائيل ببناء جدار من المفترض أن يصل طوله إلى 300 متر سيفصل بين جبل المكبر الذي يتحدر منه عدد من المسئولين عن هجمات على إسرائيليين، وحي الاستيطان اليهودي أرمون هانتسيف.
دبلوماسياً، دعا وزير الخارجية الأميركي، جون كيري إلى وقف العنف وحض الطرفين على «ضبط النفس» مؤكداً أنه سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني في الأيام المقبلة.
وأكدت السلطات الإسرائيلية أن الجدار سيكون مؤقتاً وقابلاً للنقل ويهدف فقط إلى منع إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على الحي الاستيطاني.
وقارن كثيرون بين الجدار الجديد والجدار الفاصل الذي بنته إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية بذريعة حمايتها من تنفيذ هجمات من الضفة الغربية المحتلة. وأنجز بناء ثلثي الجدار على أن يبلغ طوله 712 كلم. ويطلق عليه الفلسطينيون اسم جدار «الفصل العنصري».
ووجه الخصوم السياسيون لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو اتهامات له بتقسيم القدس في شكل أكبر.
واعتبر حزب يسار الوسط في بيان أن رئيس الحكومة «قسم رسمياً القدس اليوم»، مضيفاً «لقد فقد نتنياهو القدرة على الحفاظ على سلامة المواطنين الإسرائيليين وعلى وحدة القدس».
ورأت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن بناء هذا الجدار يمثل حالة «الهستيريا» التي تعانيها السلطات الإسرائيلية.
وتشهد الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتان منذ أسبوعين ونصف أسبوع تصعيداً لأعمال العنف ما يثير مخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005.
ومساء الأحد، شن شاب عربي إسرائيلي هجوماً بالسكين والبندقية في محطة الحافلات في بئر السبع (جنوب إسرائيل) ما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي. وبعدها أخذ الشاب بندقية الجندي من طراز إم 16 وأطلق النار ما أدى إلى إصابة نحو 10 أشخاص بجروح، ومقتل المنفذ.
وتوفي عامل إريتري متأثراً بإصابته بعدما أطلق حارس أمن النار عليه خطأ لظنه أنه أحد منفذي الهجوم وقامت مجموعة غاضبة من الإسرائيليين بضربه بعدها.
وانتشر فيديو عبر شبكة الإنترنت يظهر فيه الإريتري على الأرض بعد إطلاق النار عليه ويركله إسرائيليون على رأسه وجسمه.
ويدعى الإريتري هبتوم زارهوم (29 عاماً) وكان يحاول الاختباء عندما اعتقد رجل أمن أنه منفذ الهجوم.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية صباح الإثنين أن منفذ الهجوم شاب بدوي من عرب إسرائيل يدعى مهند العقبي (21 عاماً) من سكان حورة في صحراء النقب، جنوب إسرائيل.
واعتبرت الشرطة أن ما حدث للإريتري أمر «خطر للغاية» مشيرة إلى أن الرجل لم يكن يشكل «أي خطر». وأمرت قيادة الشرطة بالعثور على من اعتدوا على الإريتري بالضرب.
وقال نتنياهو الإثنين مخاطباً مسئولين في حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه «نحن دولة قانون ويجب ألا يطبق أحد القانون بيديه».
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن التطرف على شبكة الإنترنت يؤثر على المهاجمين.
من جهتها، قالت ساري باشي وهي المديرة المحلية لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن مقتل الإريتري «مأسوي ولكنه متوقع في ظل مناخ يقوم فيه بعض السياسيين الإسرائيليين بتشجيع المواطنين على تحقيق القانون بأيديهم».
والقتيل الإريتري واحد من آلاف المهاجرين الأفارقة الذين يأتون من إريتريا والسودان ويقولون إن حياتهم قد تتعرض للخطر في حال إعادتهم إلى بلادهم.
دولياً، طالب وزير الخارجية الأميركي، الإثنين بوقف أعمال العنف بين إسرائيل والفلسطينيين داعياً الطرفين إلى «ضبط النفس» كما أكد أنه سيلتقي في الأيام المقبلة رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني.
وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك في مدريد مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو «نريد عودة الهدوء ونريد أن يتوقف العنف».
وأعلنت مصادر دبلوماسية أن سفير فرنسا في إسرائيل، باتريك ميزوناف «استدعي» صباح الإثنين إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية على خلفية استياء من اقتراح فرنسي حول «وجود دولي» في الحرم القدسي.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إيمانويل نحشون الإثنين أن «إسرائيل أبلغت (السفير الفرنسي) معارضتها الحازمة للاقتراح الفرنسي حول نشر مراقبين في جبل الهيكل (الاسم اليهودي للمسجد الأقصى)».
ووصف نحشون المحادثات بين ميزوناف ومديري أوروبا والأمم المتحدة في وزارة الخارجية الإسرائيلية بأنها كانت «صريحة».
وأضاف «إسرائيل تعارض أي مبادرة غير منسقة معها».
العدد 4791 - الإثنين 19 أكتوبر 2015م الموافق 05 محرم 1437هـ