قال أستاذ التعلم الإلكتروني في جامعة أولدومينيون في الولايات المتحدة محمد عبدوس، إن الاتجاه العالم يمضي نحو زيادة مساحة التعلم الإلكتروني في العملية التعليمية خصوصاً في الجامعات والمعاهد، مشيراً إلى أن استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة كشفت أن 72% من المسؤولين في الجامعات الأمريكية يعدون التعلم الإلكتروني جزءاً مهماً من الاستراتيجية المستقبلية لجامعاتهم.
وكان عبدوس يتحدث بصفته المتحدث الرئيس في اليوم الثاني المؤتمر الدولي الخامس للتعلم الإلكتروني الذي تنظمه من جامعة البحرين، المقام برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، إذ واصل المؤتمر أعماله اليوم الإثنين (19 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) حيث ناقش المشاركون نحو 40 ورقة علمية تناولت تجارب في استخدام التعلم الإلكتروني، وتوظيف التكنولوجيا في عدة أغراض.
ومضى أ.د. عبدوس قائلاً أنه لا يستبعد أن يغلب نمط التعلم الإلكتروني على العملية التعليمية في المستقبل خصوصاً للذين يعودون إلى الدراسة بعد مضي سنوات على التخرج، لتحديث معلوماتهم ومواكبة التطورات في الاختصاصات العلمية.
غلبة نمط التعلم الإلكتروني
وقال: "إن العلوم والمعلومات تتجدد في بعض الاختصاصات كل خمس إلى سبعة أعوام، وذلك يحتم على الاختصاصيين العودة إلى المجتمع الجامعي لتحديث معلوماتهم، ولأن الكثير من هؤلاء مرتبطون بأعمال والتزامات وأنماط حياتية تختلف عن الخريجين الجدد، فلا بديل لهم سوى الالتحاق بالمجتمعات الجامعية الافتراضية عبر التعلم الإلكتروني".
وقدم أستاذ التعلم الإلكتروني في جامعة أولدومينيون ورقة علمية عن تجويد المقررات الإلكترونية وتنمية ثقافة الجودة في أسلوب التعلم عن بعد.
وقال: "لقد اعتاد المعدون لمقررات التعلم الإلكتروني أن يقوموا بعملية المراجعة والتقويم في نهاية المقرر، غير أن النموذج الذي نطرحه يضع معايير لكل مرحلة من مراحل بناء المقرر الإلكتروني، ويدفع باتجاه تطبيقها ومراجعتها مرحلة مرحلة".
وأكد عبدوس أن "هذا النموذج جرى تطبيقه في جامعة أولدومينيون وأثبت فاعليته وجدواه سواء على مستوى استيعاب الطلبة وتحصيلهم أم على مستوى استمرارهم في الدراسة الإلكترونية".
وقال: "تعملون أحد التحديات في ميدان التعلم الإلكتروني هو أن بعض الطلبة يبدأون التعلم إلكترونياً لكنهم لا يكملوا المضي فيه"، مشيراً إلى أن "وجود مقرر إلكتروني محكم في جميع مراحله يشجع الطالب على مواصلة التعلم عن بعد".
وشدد على أن هنالك أمور كثيرة تتحكم في التعلم الإلكتروني، من أهمها رؤية الإدارة الجامعية لدور التعلم الإلكتروني في المنظومة الجامعية، فإذا لم تكن للإدارة رؤية شاملة بشأن التعلم الإلكتروني فإنه لن تستطيع أن تقدمه بطريقة جيدة ومؤثرة، كما أن تطوير المدرسين وتدريبهم يعد أمراً مهماً، بالإضافة إلى استعداد الطالب للتفاعل مع هذا النمط من التعلم.
المحاكاة التفاعلية في المعامل
ومن ناحية أخرى، عرض أستاذ العلوم في كلية العلوم التطبيقية في الرستاق بسلطنة عمان أحمد البادري ورقة علمية عن المحاكاة التفاعلية في المعامل والمختبرات الافتراضية في تدريس مادة العلوم.
ونبه إلى أن "المختبرات الافتراضية تعد ضرورة لعدة أسباب، من بينها كلفة المختبرات الفعلية العالية، وخطورة بعض التجارب العملية، ودقة بعضها حيث نتعامل مع كائنات علمية دقيقة جداً".
وعن مدى فاعلية التعليم في المختبرات الافتراضية قال: "إن تعليم العلوم يجب أن يكون باستخدام الأساليب المختبرية التقليدية بالتوازي مع الأساليب الافتراضية فكل واحد يكمل الآخر، وقد أثبت عذا التعليم فاعليته وقدرته على زيادة قدرة الطالب الاستيعابية وتحسين مهاراته".
وأردف قائلاً: "تخيل أن لدينا تجارب تحاكي انفجارات البراكين، فهل يمكن أن نقيم هذه التجربة في الواقع".
وشدد البادري على أن "المعامل والمختبرات الافتراضية باتت ثورة علمية في مجالات تعليم العلوم لا يمكن الاستغناء عنها، حيث إن المحاكاة قادرة على تحقيق الهدف التعليمي".
وفي الوقت نفسه، أشار إلى عدة صعوبات تواجه هذه التجربة من بينها الكلفة للبرامج الإلكترونية المتخصصة، والحاجة إلى التدريب العملي المستمر لتطوير محتوى إلكتروني باللغة العربية يتوافق مع المعايير المهنية والفنية.
وأكد البادري إمكانية استخدام المعامل الافتراضية في جميع المراحل التعليمية، خصوصاً في ظل تطور التقنية وانفتاح جميع الفئات العمرية على الألواح والهواتف الذكية.
ومن ناحيته، عرض نائب رئيس مجلس إدارة جامعة العلوم والتكنولوجية في اليمن الأستاذ الدكتور داود الحدابي ورقة بشأن تحديات التعلم الالكتروني في جميع الدول العربية.
وحث الحدابي الدول العالم العربي في ورقته على اقتناص الفرص المتاحة لتبني التعلم الالكتروني في جميع المجالات، مؤكداً ضرورة توفير التمويل اللازم لتأسيس شبكة تقنيات وخدمة الانترنت في جميع مدن وأرياف العالم العربي، وتدريب الكوادر البشرية التي ستقوم بتنفيذ التعلم الالكتروني، وتطوير المواد التعليمية باللغة العربية ومراعاة خصوصية الثقافة العربية والإسلامية.
قدم المشارك في المؤتمر الدكتور نبيل الفهيم ورقة علمية بحثت العوامل السلوكية المؤثرة على استخدام التجارة الإلكترونية في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في اليمن.
وقال الفهيم "إن الغرض من الورقة هو بحث العوامل التي تؤثر على استخدام هذه التكنولوجيا وخاصة التجارة الإلكترونية من جانب الشركات، وقياس التأثير الأكثر بين المؤسسات التجارية في استخدامها للتجارة الإلكترونية والمؤسسات الخدمية".
وبحثت الورقة العوامل المؤثرة في استخدام التجارة الإلكترونية في المؤسسات والشركات اليمنية، وانتهت إلى أن المؤسسات التجارية أكثر قابلية لاستخدام التكنولوجية من المؤسسات الخدمية.
ويعد المؤتمر الدولي الخامس للتعلم الإلكتروني، أكبر مؤتمر علمي في البحرين، ويشارك في الحدث نحو 400 من الخبراء الدوليين في التعليم الإلكتروني؛ يبحثون خلال أيامه الثلاثة جميع المحاور المؤثرة في تطور التعلم الإلكتروني فيما يتجاوز 100 ورقة علمية محكمة تم انتقاؤها من بين 150 ورقة علمية.