افتتح وزير الطاقة عبد الحسين علي ميرزا صباح يوم الاثنين (19 أكتوبر/ تشرين الأول2015) فعاليات مؤتمر التشغيل المُمَيَّز الثالث بقاعة أوال بفندق الخليج بحضور عدد من الشخصيات وكبار المسئولين بالشركات النفطية والصناعية الخليجي والعالمية وشركات هندسة البترول وشركات البتروكيماويات ومزودي الخدمات التقنية والاستشارات الإدارية وعدد من الباحثين والمهتمين والمهندسين والمهنيين العالميين والمحليين. وتنظم هذه الفعالية شركة ورلد ريفاينج أسوسيشن كلاريون ايفنتس وبرعاية ذهبية من شركة نفط البحرين "بابكو" وبدعم من كل من شركة ألمنيوم البحرين "ألبا" والجمعية الأميركية للتشغيل المُمَيَّز بالتعاون والتنسيق مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز.
وقد ألقى راعي المؤتمر وزير الطاقة عبد الحسين علي ميرزا كلمة الافتتاح مع عرض فني. معبراً عن بالغ التقدير وعظيم الامتنان للقيادة الحكيمة على ثقة الإرادة الملكية من لدن عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وعلى الثقة السامية من لدن رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وصدور المرسوم رقم (65) وتعيينه وزيراً للطاقة، مؤكداً للقيادة ولشعب البحرين أن يكون عند حسن ثقتهم.
وقد أعرب وزير الطاقة عن باحتضان مملكة البحرين هذه السلسلة من المؤتمرات التي تميزت بحسن التنظيم والإعداد منذ انعقادها على أرض مملكة البحرين، حيث تميزت سلسلة مؤتمرات التشغيل المُمَيَّز بالفعاليات والجلسات المتنوعة وحصولها على مشاركات من مختلف القطاعات الصناعية والنفطية ومجالات الطاقة ومن مختلف الشركات الفنية ذات العلاقة من مختلف دول العالم، مؤكداً سعادته على حرص حكومة مملكة البحرين على استقطاب واستضافة الفعاليات المتخصصة في القطاع النفطي والصناعي وذلك للدور البارز والمهم في تبادل وتقاسم الخبرات والمعرفة بين الجهات ذات العلاقة.
وقال وزير الطاقة بأن العالم يشهد تغيرات مستمرة وبشكل متسارع ولاسيما في صناعة النفط والغاز التي يُلاحظ فيها تذبذب في الأسعار التي قد تقفز إلى الضعفين أو النصف في غضون أشهر والذي بدوره يؤثر على رأس المال المستثمر طويل الأمد.
وأضاف الوزير إلى أنه منذ 2014 بدأت أسعار النفط الخام في العالم بالانخفاض نحو 50 دولاراً أميركياً، قاد الشركات النفط العالمية واللجان الوطنية للقيام بمحاولات لإيجاد سُبل لتكون هذه الشركات العالمية في وضع مُربح وفي بيئة تتسم بتباطؤ النمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم مما أدى إلى انخفاض الطلب على المنتجات النفطية ووجود الاضطرابات الجيوسياسية وكذلك زيادة المنافسة من اللاعبين التقليديين في صناعة النفط والغاز فضلاً عن القادمين الجدد.
وتابع الوزير بأنه في مواجهة مشاعر التشاؤم السائدة لفترة طويلة من عدم استقرار الأسعار، قامت شركات النفط في جميع أنحاء العالم بتبني حلولاً مبتكرة لقطاعات التكرير الخاصة بهم وذلك من أجل مواجهة هذه التحديات، ومن هذه الحلول هو التشغيل المُمَيَّز حيث يُعَدُّ السِّمة الأكثر شيوعاً للاستدامة في مجال الأعمال التجارية بطريقة مربحة.
وقد استعرض الوزير ميرزا في كلمته شرحاً لتعريف التشغيل المُمَيَّز وكيفية ممارسته وذلك نظراً لأهمية هذا المجال وشعبيته بين المهتمين في جميع الصناعات في جميع مختلف دول العالم وفي جميع مناحي الحياة وذلك من أجل إدارة الأعمال وتشغيلها بأمان وأكثر كفاءة، منوهاً سعادته إلى أن أوراق أعمال المؤتمر سوف تكون شاملة لهذا المحور المهم.
وقال الوزير إلى أن صناعة النفط والغاز تواجه تحديات عديدة في الوقت الراهن حيث يمكن مواجهتها والتغلب عليها باستخدام منهجية التشغيل المُمَيَّز التي تعتبر منهجية متعددة الأوجه وشاقة ومعقدة وكذلك صعبة التنفيذ إلا أن التجارب توصي بها، موضحاً سعادته إلى أنه ما يقارب 1000 من الرؤساء التنفيذيين من جميع دول العالم قد أكدوا على أن التشغيل المميز يمثل التحدي الأعلى الرابع على قائمة التحديات، بينما تعتبر التشغيل المميز في بعض الدول الناشئة مثل آسيان وأميركا اللاتينية في المرتبة الثانية باعتباره التحدي الأكثر أهمية.
وقد سلط الوزير الضوء على بعض المبادرات والمشاريع النفطية التي تشهدها صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات في مملكة البحرين والتي تمثَّلت التركيز على التشغيل المُمَيَّز في مشاريع التنقيب عن النفط في المناطق الغير مستكشفة سابقاً من الجزيرة والبحر. كما تم مؤخراً منح عقود لبناء خط أنابيب النفط الجديد الذي يربط مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية معرباً عن اعتزازه بفوز الشركات الإقليمية بعد منافسة قوية مع الشركات العالمية والتي تقدر كلفة المشروع فيها بـ 300 مليون دولار وسوف يكون جاهزاً في عام 2018.
وأضاف الوزير إلى أن شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك) تسطر تميزاً آخر فهي الأخرى قد حصلت على أفضل أداء في التنظيم الصناعي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما حصلت أيضاً على جائزة التميز في التصنيع الذي جاء نتيجة لتميز جهودها وكفاءتها العالية والذي تعد مفخرة للصناعة الوطنية. ومن جانب آخر حصول مختبر مصفاة شركة نفط البحرين (بابكو) على شهادة تقدير عالمية بعد مطابقته للاشتراطات والمعايير الدولية يعد مثلاً آخر على تبني منهجية التشغيل التركيز على التشغيل المُمَيَّز في مملكة البحرين.
وقد عبر الوزير عن سعادته بتميز أوراق العمل المطروحة خلال جلسات المؤتمر وورش العمل المصاحبة لمساعدة الفنيين والمهندسين والممارسين في القطاع الصناعي والنفطي على فهم مدى أهمية التشغيل المميز في بيئات العمل المختلفة لتشغيل هذه الصناعة بطريقة مستدامة. موضحاً سعادته بأن العديد من الأوراق الفنية المعروضة من قبل الباحثين سوف تساعد في التركيز على التحديات الحاضرة والمستقبلية لقطاع النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط والخروج بحلول مبتكرة.
وقدم الوزير خالص شكره وتقديره إلى شركة شركة ورلد ريفاينج أسوسيشن كلاريون على جهودهم المميزة في الإعداد والتنظيم وعلى حُسن الترتيبات التي ساهمت في استقطاب العدد الكبير من المشاركين في المؤتمر، كما قدم سعادته الشكر والتقدير للمتحدثين الرئيسيين ورؤساء الجلسات والوفود المشاركة متمنياً لهم طيب الإقامة في بلدهم مملكة البحرين وتحقيق ما يصبون إليه. كما تقدم سعادة الوزير بخالص الشكر والتقدير إلى السيد جوزيف باريس رئيس جمعية التشغيل المميز لمشاركته في هذا المؤتمر وتبادل الأفكار والرؤى العميقة وخبراته الغزيرة.