استهل "الملتقى العربي الأوروبي الأول لشباب الباحثين في العلوم الاجتماعية" المقام بين 19 و25 أكتوبر/ تشرين الأول بمملكة البحرين أعماله بحضور دبلوماسي وعدد من الباحثين والأكاديميين في مجال العلوم الاجتماعيّة، وذلك في إطار أنشطة "مشروع نقل المعارف" الذي أطلقته هيئة البحرين للثقافة والآثار والذي يعمل على ترجمة خمسين كتاباً من أمهات الكتب المعاصرة إلى اللغة العربية خلال فترة ثلاث سنوات، إضافة إلى عقد ملتقيات علمية منها هذا الملتقى.
بدأ اللقاء الافتتاحي بكلمة لطاهر لبيب، الذي عبر عن سعادته بأن ينطلق وللمرة الأولى ملتقى يجمع شباب الباحثين في العلوم الاجتماعية، خصوصًا من أرض مملكة البحرين، البلد الذي يعد ذا بعد تاريخي وثقافي، وهو ما جعل من الفكرة مستحسنة ومرحّب بها من قبل مسئولي الثقافة في مملكة البحرين. وجدد لبيب شكره للشيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة، التي "لولاها ما تم الملتقى"، مختتماً حديثه بالإشارة إلى المؤسسات الثلاث التي تعاونت مع إدارة الملتقى من أجل إنجاحه وهي: الجمعيّة الدوليّة لعلم الاجتماع، الجمعيّة العربية لعلم الاجتماع والجمعية الأوروبيّة لعلم الاجتماع.
تلا ذلك كلمة لممثل الجمعية الأوروبية لعلم الاجتماع، وأستاذ علم الاجتماع بجامعة روما روبرتو سيبرياني عبر فيها عن سعادته بإقامة هذا الملتقى، الذي يعدّ لقاءً بين الشرق والغرب، مؤكدًا أن هذه الفكرة كانت تراوده منذ سنوات، ما يجعله فخورًا بتواجده للعمل والاستمتاع بهذه المبادرة، التي ربما تسهم في إزالة سوء الفهم الحاصل بين الثقافات متى ما وُجِدَ، مؤكدًا في ختام حديثه أن عالمنا متعدد الثقافات، ويجب أن يستمر هكذا من أجل ثرائه.
أما مديرة إدارة الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة فقد رحبت بالحضور باسم الهيئة، ونيابة عن رئيسة الهيئة الشيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة، معبّرة عن سعادتها بأن تستضيف مملكة البحرين هذا الملتقى الذي لا يعد وسيلة لتبادل المعرفة وحسب، وإنما حالة من الحوار الثقافي بين الثقافات والحضارات، مجدّدة شكرَها للدكتور الطاهر لبيب وفريق عمله.
وأكد جيلالي المستاري على عمق التجربة، وأهميتها، وعلى وسع الشريحة المتقدمة للمشاركة في هذا الملتقى فور الإعلان عن فتح باب التقدم، حيث تجاوزت طلبات المشاركة ال 200 طلب، انتقي منا 20 طلباً، من 12 دولة من بينها مملكة البحرين.
انطلقت بعدها أولى جلسات العمل الرسمية والتي تم فيها تناول البحثين الخاصين بالباحثة لور عسّاف من جامعة باريس-الغرب بفرنسا والتي تتناول "الشباب العربي في أبو ظبي. الفئات القانونيّة، والتأنّس الاجتماعي الحضري، وأشكال تحقيق الذات"، فيما تبعها بحثٌ للباحث بجامعة روما الثالثة نيكولاماريا كوبولا، والذي يتناول بحثه "Arab Idol و The Voice: أحلى صوت. برامج الأقمار الصناعيّة التي تعزّز الوحدة الإقليميّة".
ويستمر الملتقى في تقديم الأبحاث التي أتى بها باحثون عدّة، تباعًا على مدى أيام الملتقى، الذي يعد الأول من نوعه في العالم العربي يضمّ عشرين باحثاً شاباً من بلدان عربيّة وأجنبيّة (الولايات المتحدة الأميركية، كندا، فرنسا، إيطاليا، المغرب، الجزائر، تونس، لبنان، المملكة الهاشمية الأردنية، سلطنة عمان، فلسطين ومملكة البحرين) تمّ اختيارهم من بين حوالي مائتي مترشح يعدّون الدكتوراه في مجال من مجالات العلوم الاجتماعية ويرغبون في عرض مشاريع بحوثهم وفي تبادل المعارف والخبرات حولها، وذلك بهدف تطويرها. ويضم الملتقى أيضاً مجموعة توجيهيّة من كبار الأساتذة والباحثين العرب والأجانب.