الخطابة هنا ليست الخطابة الأدبية التي تعج بها كتب التراث٬ وإنما ببساطة الكلمات والعروض العامة التي تعد عنصًرا رئيسيا في بعض المهن في عصرنا الحالي٬ مثل التدريس والعلاقات العامة والتسويق وبالطبع العمل السياسي وتقدم أليسون شابيرا٬ مغنية الأوبرا السابقة وتتولى حالًيا تدريس «فنون التواصل» في مدرسة كينيدي بهارفارد٬ عدًدا من النصائح التي خلصت إليها من خلال حياتها العملية. تشرح شابيرا أن ذات الجملة من نفس الشخص قد تترك تأثيرين متباينين إذا نطقهما بصورتين مختلفتين. مثلا٬ عبارة «هناك ما أود الحديث عنه» عند نطقها بطريقة قوية واثقة تخلف تأثيًرا في المستمع يتناقض تماًما مع تأثيرها حال نطقها بنبرة مرتعشة خافتة.
وتشرح شابيرا في مقالها المنشور بموقع «هارفارد بيزنس ريفيو»٬ أنها كمغنية أوبرا سابقة تعي أهمية التنفس٬ وتوعز السر في نبرة الحديث القوية المؤثرة في المستمع في القدرة على التقاط نفس عميق. وتؤكد شابيرا التي تتولى تدريس الخطابة ومهارات العرض منذ أكثر من عقد٬ أن القدرة على التحكم في التنفس أهم عناصر الخطابة وأقلها حًظا في الاهتمام من قبل المعلمين لهذا الفن.
وللتدليل على أهمية هذه النقطة٬ أشارت شابيرا إلى أن مارغريت ثاتشر تلقت دروًسا في التحكم في الصوت بعد توليها منصب رئيسة وزراء بريطانيا.
وفيما يلي عدد من النصائح التي تقدمها للمعاونة في التحكم في التنفس من أجل الحديث بثقة وقوة أكبر:
1. اختر الوقفة الصحيحة
قف تارًكا مسافة بين قدميك تكافئ المسافة بين كتفيك٬ واحرص على أن يكون ثقل الجسم موزًعا بالتساوي. ارفع يديك فوق رأسك٬ وتنفس بعمق٬ ومع خروج الزفير من صدرك٬ اخفض يديك٬ تارًكا قفصك الصدري حيث هو. تأكد من أن كتفيك إلى الوراء٬ وليسا في وضع أحدب هذا أفضل وضع للحديث أمام جمهور٬ وللغناء أيًضا.
2. تنفس بعمق
ضع يًدا على أسفل البطن٬ وأخرى على الصدر. خذ نفًسا عميًقا واحرص أن يظل صدرك كما هو من دون حركة واضحة٬ بينما يدخل الهواء على أعماق جسدك. بعد ذلك٬ أخرج الزفير ببطء٬ كما لو أنك تخرج هواء من بالون. إذا شعرت بدوار٬ توقف عن هذا التمرين على الفور وتنفس بطريقة طبيعية.
3. تحدث مع خروج النفس
بمجرد أن تأخذ هذا النفس العميق٬ حاول إخراجه بهدوء وثبات مع كلماتك. حاول التدريب أولاً من خلال إخراج الزفير أثناء عد أرقام ببطء٬ ثم كرر المحاولة مع نطق كلمات٬ مثل مرحًبا٬ اسمي فلان.
4. تدرب بالاستعانة بهاتف ذكي أو صديق
من السهل للغاية بالنسبة للآخرين معاينة التغيير الذي يطرأ على نبرة صوتك٬ بينما يصعب على صاحب الصوت نفسه رصد الاختلاف.