العدد 4790 - الأحد 18 أكتوبر 2015م الموافق 04 محرم 1437هـ

الأنبار تحكم بطوق أمني وحصار 600 مقاتل من "داعش"

الوسط – المحرر الدولي  

تحديث: 12 مايو 2017

كشف وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الذي وصل إلى قاعدة عين الأسد الجوية القريبة من ناحية البغدادي غرب الأنبار لـ«الشرق الأوسط» أن «عملية تطهير محافظة الأنبار تسير حسب الخطة المرسومة لها وقد بدأت القطاعات المسلحة بالفعل في عمليات التحرير في مناطق مختلفة وسيتم تحرير مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار بالكامل في القريب العاجل وهذا الأمر سيكون بإسناد مباشر من قبل القوات الجوية والمدفعية إضافًة إلى القوات البرية المتواجدة على الأرض وبمشاركة مباشرة وفاعلة من قبل مقاتلي العشائر من أبناء الأنبار».

وأضاف العبيدي «أن في الساعات القليلة القادمة سيكون الطوق الأمني محكًما على مركز محافظة الأنبار لعزلها بالكامل لبدء عملية التحرير وستكون العملية من داخل المدينة»٬ وأن «القوات الأمنية وأبناء العشائر لديهم المعنويات العالية لخوض المعركة٬ وهذا الذي امتازت به القوات الأمنية والقادة العسكريون وكل من يشارك في عملية تحرير الأنبار».وفي مسرح عمليات المعارك الدائرة في مدينة الرمادي أعلنت قيادة شرطة الأنبار عن تحرير مخازن المواد الغذائية في المدينة٬ مشيرة إلى أن المدينة تعد الآن محررة بالمفهوم العسكري.

وقال اللواء هادي رزيج قائد شرطة الأنبار إن «القوات الأمنية تمكنت من التوغل في داخل مدينة الرمادي وتمكنت من تحرير مخازن المواد الغذائية في مسافة تقدر بكيلومتر ونصف طولاً٬ ووصلت لقرابة 500 متر فقط عن المبنى الحكومي للمحافظة وسط الرمادي وإن القوات الأمنية تقوم الآن بعمليات تمشيط في منطقة الحوز وسط مدينة الرمادي».

وأضاف اللواء رزيج إن «مدينة الرمادي تعد في هذه اللحظة وحسب المفهوم العسكري مدينة محررة من سيطرة المسلحين».

وفي سياق متصل قال عضو مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي إن «القوات العراقية المشتركة ومقاتلي عشائر الأنبارُيحاِصرون حالًيا قرابة 500 إلى 600 عنصر من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي داخل مركز مدينة الرمادي والمناطق المحيطة بها٬ وأن أغلب المتواجدين من المسلحين المنتمين للتنظيم الإرهابي هم من العراقيين بعد فرار أعداد كبيرة من قادة وعناصر التنظيم من العرب والأجانب إلى داخل الأراضي السورية».

وتشن القوات الأمنية العراقية عمليات عسكرية مكثفة بغية استعادة السيطرة على مدينة الرمادي٬ مركز محافظة الأنبار٬ التي يهيمن «داعش» عليها منذ السابع إلى ذلك يتواصل وبشكل يومي تقدم القوات العراقية في عمليات استعادة وتحرير مدن ومناطق حيوية كانت قد وقعت تحت سيطرة تنظيم داعش في محافظتي صلاح الدين والأنبار شمال العراق وغربه٬ حيث تم نشر نحو 60 ألف مقاتل يخوضون معارك ضارية ضد «داعش» في المحور الشمالي والغربي للبلاد٬ في إطار عمليات عسكرية انطلقت بوقت متزامن مؤخًرا.

وتعد تلك العمليات المتزامنة الأكبر من نوعها التي يطلقها العراق لاستعادة مدن يسيطر عليها (داعش) منذ أكثر من سنة٬ وتقدمت القطاعات المسلحة التابعة للجيش العراقي تساندها قوات من الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب ومقاتلي العشائر العراقية٬ شمال مدينة بيجي وصولاً إلى قضاء الشرقاط آخر معاقل مسلحي «داعش» في محافظة صلاح الدين في أكبر هجوم تشنه القوات العراقية ضد التنظيم منذ أشهر.

وباتت على مشارف مدينة الشرقاط التي تحتل موقعا جغرافيا يتوسط ثلاث محافظات ويصل بينها وبالمسافة نفسها تقريًبا٬ فهي تقع علىُبعد (115 كم) جنوب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى٬ وعلى بعد (125 كم) شمال مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين٬ وعلى بعد (135 كم) غرب محافظة كركوك٬ وكانت القوات العراقية قد استعادت مدينة بيجي ومصفاتها النفطية وبلدة الصينية من تنظيم داعش خلال الأيام القليلة الماضية باستثناء جيوب محدودة محاصرة في المدينة٬ فيما واصلت القوات اندفاعها شمالاً تمهيًدا لدخولها مدينة الموصل التيُتعد المعقل الأساسي للتنظيم المتطرف.

وقال محافظ صلاح الدين رائد الجبوري «إن القوات المشتركة بدأت بتوزيع مهام ضبط الأرض بالمناطق التي حررت من تنظيم (داعش) في محافظة صلاح الدين170) ٬ كلم شمال العاصمة بغداد).وقال الجبوري في حديث لوسائل الإعلام إن «القوات الأمنية المشتركة بدأت بتوزيع مهام عمليات مسك الأرض وتم نشر قوات من مختلف الصنوف في مناطق الهنشي وشويش وجسر الفتحة والطاقة الحرارية٬ شمال قضاء بيجي٬ المحررة من تنظيم (داعش)»٬ مبيًنا أن قوات الشرطة المحلية في محافظة صلاح الدين شاركت في عمليات مسك الأرض تمهيًدا لتطهيرها من العبوات الناسفة وعودة الأهالي إليها.

وأضاف الجبوري٬ أنه «عقد اجتماًعا مع قائد شرطة صلاح الدين وقائد فرقة العمليات الثانية لمكافحة الإرهاب لتدارس الموقف في قواطع عمليات التحرير والمناطق التي تمت السيطرة عليها وخصوًصا سفح جبل مكحول ومعمل الأسمدة والزيوت النباتية وتل أبو جراد ومصفى نفط بيجي وقرية البوجواري ومفرق منطقة الزوية التي تعد الأقرب بين المناطق المحاذية لمحافظة نينوى حيث بدأ توافد العشرات من الأهالي وسكان القرى القريبة من منطقة الزوية هرًبا من مدينة الموصل وباقي الأماكن الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي باتجاه مناطق سيطرة القوات العراقية».

وأشار الجبوري إلى «مشاركة أكثر من 40 ألف مقاتل في عمليات تحرير مدن محافظة صلاح الدين التي شارفت الآن على نهايتها حيث سيكتمل تحرير المحافظة من سيطرة مسلحي داعش بتحرير قضاء الشرقاط آخر مدن صلاح الدين الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي».

وفيما تستمر عمليات قطع طرق الإمدادات بالكامل عن مسلحي تنظيم داعش عبر تمشيط بلدة الصينية التي تعد الحلقة الرابطة بين محافظات نينوى وصلاح الدين باتجاه الصحراء وصولاً إلى الأنبار التي تخوض القوات العراقية هناك عملية عسكرية متزامنة لتحرير كبرى مدنها الرمادي من سيطرة تنظيم داعش٬ تتواصل المعارك عند المحاور الأربعة لمدينة الرمادي٬ وعلى مسافة أبعد إلى الغرب منها٬ تخوض أيًضا القوات العراقية مدعومة بطيران التحالف الدولي٬ معارك لاستعادة الأجزاء المحتلة من بلدة البغدادي في محافظة الأنبار والقرى المحيطة بها. 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً