كشفت الشهور الماضية عن الوجه القبيح للكرة العالمية من خلال كشف الكثير من الفضائح التي نخرت جسد الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومن خلال ملفات الفساد التي أطاحت بالرؤوس الكبيرة في إمبراطورية «الفيفا» وبقية الاتحادات القارية، ويأتي في مقدمة المتهمين بالفساد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر، ورئيس الاتحاد الأوروبي النجم الفرنسي السابق ميشيل بلاتيني وغيرهما من الشخصيات التي لطخت عرش كرة القدم بالفساد.
الفساد موجود في جميع الجوانب الإدارية والمالية، والجهات والهيئات الرياضية واحدة من هذه المنظومة، ولا يمكن حصر الفساد في الجانب المالي واختلاس الأموال فقط، بل يمكن أن يمتد لجوانب أخرى إدارية منها وتنظيمية متعلقة بالهياكل الوظيفية والعاملين في تلك الجهات.
ومن صور الفساد الرياضي الموجود هو ما يتعلق باتخاذ المنصب والمهام والمسئوليات لينطلق منها وليحقق فوائد ومصالح شخصية ضاربا بها المصلحة العامة عرض الحائط وذلك عبر وضع شخصيات مقربة منه ومحسوبة على خطه من قبيل «أهله وأصدقائه» بعيداً عن الكفاءة، ولعل ما طرحه واحد من الزملاء الإعلاميين على الساحة المحلية قبل سنوات مضت عندما هاجم جهة رياضية واستعرض الهيكلة الإدارية والفنية للمنتخبات الوطنية وأنها من ناد معين دليل واضح على هذه السياسة.
وتتعدد صور الفساد في المنظومة الرياضية، فمن جانب التعيينات في الأجهزة الفنية والإدارية، مروراً بمنح امتيازات وظيفية إلى بعض الشخصيات، ومنها إلى التمييز بين هذه الجهة أو تلك وبين هذا النادي الكبير والعريق وهذا النادي الفقير والصغير، في حين يبقى جانب الواسطة موجوداً وبقوة ليس في الاتحادات فقط بل في أنديتنا المحلية، ومن ضمن سياسة الفساد المتبعة في الرياضة يبقى عدم احترام قواعد المنافسة واحداً من أطره الواضحة سواء في المسابقات أو فيما يتعلق بجوانب أخرى مثل الانتقالات والاستثمارات وغيرها من الجوانب.
ما حدث ويحدث في إمبراطورية «الفيفا» كشف عن الوجه القبيح للرياضة عندما تغلغل الفساد ليحول اللعبة الشعبية الأولى إلى مستنقع مليء بكل ما هو قبيح من حشرات نشرت الأمراض في كل أروقة وجوانب كرة القدم، وظهر هذا الفساد ليكشف زيف «الحرامية الكبار» وتسلطهم أمام الجميع.
سؤال؟
أين دور ديوان الرقابة المالية والإدارية مما يحدث في الجهات والهيئات الرياضية؟ فمن أهدافه الرئيسية والأساسية الرقابة على الأموال العامة وحسن إدارتها، وبما أن الأموال الموجودة في الهيئات الرياضية هي أموال عامة فهل هناك رقابة واضحة ودقيقة عليها؟ مجرد سؤال.
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 4790 - الأحد 18 أكتوبر 2015م الموافق 04 محرم 1437هـ
يعطيك العافية
يا ريت يا كابتن يونس تتطرق لمسألة عدم وجود كراسي للاحتياط والمدربين في معظم ملاعب الفئات العمرية !!! والله فشيله الكل واقف