يأتي تركيز الأسبوع العالمي للمياه في ستوكهولم على قضية «المياه من أجل التنمية» في التوقيت المناسب. فقد بلغت المياه كعنصر مهم في الشئون العالمية نقطة فارقة. وخلال العقدين المقبلين وما بعدهما، سيؤدي مضي العالم نحو تأمين الغذاء والطاقة واستمرار التوسع العمراني إلى زيادة الطلب على قطاع المياه.
فعالمنا هو عالم «الزراعة العطشى» و «الطاقة العطشى» التي تتنافس مع «المدن العطشى». في الوقت نفسه، قد يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم الوضع بزيادة التوتر بسبب المياه والحوادث الجامحة التي تذكرنا بأن العلاقة بين المياه وتغير المناخ لم تعد قضية جانبية في محادثات المناخ العالمية. كل هذا يحدث في سياق لم تكتمل فيه بعد الأجندة المهمة للحصول على الخدمات - رغم المكاسب المدهشة التي تحققت على مدى العقود الماضية - ما يتطلب دفعة عاجلة إذا كان لنا أن نفي بوعد إتاحة حصول الجميع عليها.
من هنا تتجلى صحة التركيز في ستوكهولم على «المياه من أجل التنمية». وقد حان الوقت بالفعل للتحول بتفكيرنا من النظر إلى المياه من خلال مكوناتها التقليدية - مياه الشرب، الصرف الصحي، الري، أو موارد المياه - إلى وضع المياه في بؤرة الحوار عن التنمية. هذا التحول يشير إلى أننا انتقلنا الآن إلى عالم الأمن المائي حيث لم يعد من الممكن التصدي لتقديم الخدمة وإدارة موارد المياه بمعزل بعضهما عن بعض، وحيث أصبحت المياه مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتنمية على نطاق أوسع.
ووفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، فليس من قبيل المفاجأة أن يبرز أمن المياه كأحد التحديات الكبرى التي تميز عصرنا، بل تكاد تكون الخطر العالمي الأول من حيث التأثير على التنمية. وبالفعل، في سياق احتياجنا إلى التركيز على المياه من أجل التنمية، لن يستطيع العالم التصدي لتحديات التنمية المستدامة في القرن الحادي والعشرين بدون ضمان عالم يتم تأمين المياه فيه للجميع.
في مؤتمر الأسبوع العالمي للمياه في ستوكهولم بالسويد، تشارك مجموعة البنك الدولي في سلسلة من الجلسات الفنية وحلقات العمل الرامية إلى النظر في معالجة التحديات الرئيسية التي تواجه السياسات المتعلقة بقطاع المياه. هذا الكتيب هو موجز لبعض القضايا التي نأمل مناقشتها في ستوكهولم في الإطار الأوسع لمؤتمر «المياه من أجل التنمية».
وبالمشاركة مع شركائنا، فإن مجال تركيزنا هذا العام يتضمن خمسة موضوعات رئيسية:
- ضمان الحصول على خدمات دائمة للجميع، لاسيما الفقراء.
- بناء مدن مرنة تستطيع التعامل مع الضغوط المتنامية بسبب المياه، والتوسع العمراني، وتغير المناخ.
- إدارة التعاون مع الخارج بشأن المعلومات والبنية الأساسية والمؤسسات.
- ضمان المساواة بين الجنسين في الحصول على المياه ما يحسن الاستمرارية والصحة والتعليم.
- جذب التمويل التجاري لقطاع المياه والصرف الصحي.
وتظل المياه بكل جوانبها المعقدة أولوية قصوى للبنك الدولي في مهمته لإنهاء الفقر المدقع بحلول عام 2030 وتشجيع الرخاء المشترك. وبصفته أكبر مصدر عالمي لتمويل المياه في البلدان النامية، وبدعم من شركائنا في التنمية، فقد كان التزامنا بعالم آمن للمياه ثابتاً. ولكن، في إطار قضية «المياه من أجل التنمية»، فإننا ندرك أن علينا جميعاً أن نفعل المزيد. ونأمل في أن يكون مؤتمر ستوكهولم صيحة إيقاظ لنا جميعاً لإدراج المياه على الأجندة العالمية للتنمية.