فيما كشفت الشئون الاجتماعية عن تشكيل فريق للتحقيق في ملابسات هرب أربع فتيات من دار الضيافة بجدة، أوضحت جمعية حقوق الإنسان لـصحيفة"الوطن" السعودية أنها استقبلت خلال العام الماضي 31 شابا وفتاه هربوا من أسرهم.
وقال مدير فرع وزارة الشئون الاجتماعية في جدة عبدالله آل طاوي لـ"الوطن" إن "فرع الشئون الاجتماعية بجدة شكل لجنة لبحث قضية هروب الفتيات الأربعة من دار الضيافة بجدة، بعد أن كسرن باب الطوارئ، والتأكد من عدم وجود دوافع داخلية بالدار دفعتهن لاتخاذ هذه الخطوة"، مشيرا إلى أن الجهات الأمنية تبذل قصارى جهدها للبحث عنهن.
31 واقعة هروب .
من جهته، أوضح مصدر في جمعية حقوق الإنسان لـ"الوطن" أن "الجمعية استقبلت خلال العام الماضي 31 شابا وفتاة هربوا من أسرهم، حيث بلغ عدد الذكور عشر حالات، فوق سن الـ 18 عاما، وقامت الجمعية بالإصلاح بينهم وبين أولياء أمورهم، والإناث 21، منهن 15 تم الصلح بينهن وبين أسرهن، وستة تم إيداعهن في دار الضيافة.
وأوضح أن هؤلاء تعرضوا لعنف جسدي ونفسي من أولياء أمورهم، كذلك وقعت عليهم ضغوطات دفعتهم للهرب من منازلهم صوب الجمعية، كاشفا أن دور الإيواء التابعة لفرع وزارة الشؤون الاجتماعية والتي تعرف بدور التربية الاجتماعية، لا تقبل الذكور فوق 18 عاما، مشيرا إلى أنه في حالة الذكور يستدعى أولياء الأمور، ويعملون على حل الخلاف فيما بينهم.
التعامل مع الفتيات.
وأوضح المصدر أن "الجمعية استقبلت بعض الفتيات اللائي يشتكين من عنف جسدي ونفسي، ومنعهن من أبسط الحقوق من أولياء أمورهن، مما دفعهن للهرب من منازلهن، والحضور للجمعية، أو أخريات أجبرن على الزواج، أو منعن من الدراسة، أو آباؤهن وأمهاتهن منفصلون، وتعرضن لضغوطات أدت إلى هربهن من المنزل، وهناك أسر غير سوية ما يجبر الفتاة على أعمال منافية للعادات والتقاليد والدين".
وأكد المصدر أن "دور الجمعية محاولة الإصلاح بين الفتيات وأولياء أمورهن، وفي حال تعذر ذلك يتم التواصل مع الشؤون الاجتماعية لتوفير إيواء لهن في دار الضيافة التابعة لها حتى يتم إيجاد حلول لهن، أو إحالة أمرهن للقضاء للبت فيه، خاصة الفتيات اللاتي يطالبن بنزع الولاية عنهن، أو تزويجهن بدون ولي، بعد رفضن أولياء أمورهن تزويجهن ممن يرغبن.
عقوبتان
من جهته، أوضح الأستاذ المشارك في علم الجريمة بكلية الملك فهد الأمنية الدكتور صالح الدبل أن "دور الضيافة التابعة لفروع وزارة الشؤون الاجتماعية لا تناسب حالات الفتيات اللاتي يأتين لتلك الدور بحثا عن عيش كريم، بعد أن تعرضن لاضطهاد داخل أسرهن، أو ارتكبن جرائم جنائية، وتم سجنهن إثر ذلك، وبعد انتهاء فترة العقوبة وخروجهن يرفض أهاليهن استلامهن، ويتم إيداعهن في دور الضيافة التي تعد سجنا آخر".
وأضاف، أنه "بعد خروج الفتاة من السجن يكون لديها ما يعرف بالوسم الإجرامي، حيث يتم وصفها من قبل أفراد المجتمع بذلك واعتبارها منحرفة، رغم أنها قضت عقوبتها"، مشيرا إلى أن بإيداع الفتاة دور الضيافة يكون المجتمع قد عاقبها مرتين، أولها العقوبة القضائية، والثانية بزجها داخل دور الضيافة.
وكشف الدبل أن "هروب الفتيات من دور الضيافة قد يكون لأسباب عدة، منها ما قد يكون بتلك الدور من اضطهاد وعنف وعدم اهتمام أو رعاية"، مشيرا إلى عدم وجود دراسة لحالات الفتيات النفسية والاجتماعية وإشباع حاجتهن المعيشية والاقتصادية بداخل الدور، مما يتسبب في هروبهن منها ".
واقترح أستاذ علم الجريمة إسكان الفتيات في فنادق، بحيث تكون تحت الرقابة المجتمعية، ويصرف لهن مبالغ مالية، حتى يتم توفير فرص وظيفية لهن، كذلك العمل على دمجهن في المجتمع، وإعطائهن الحرية لكن بحدود.
قضايا الهروب بجمعية حقوق الإنسان 1436
31 شابا وفتاه هربوا من أسرهم
10 ذكور
21 أنثى
15 تم الصلح بينهن وبين أسرهن
6 تم إيداعهن دار الضيافة