يبدو أن علي حسين السليم أحد شهداء مسجد الحيدرية في سيهات، كان يشعر بأن أيامه في الدنيا معدودة، وأن الأجل اقترب من نهايته، فكان يردد كثيراً على والدته ووالده «الشهادة»، تحسباً لأن يأتي الأجل مفاجئاً، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق" السعودية اليوم الأحد (18 أكتوبر / تشرين الأول 2015).
وكشف هاني السليم، وهو ابن عمة والد الشهيد أن «علي حسين السليم في يوم استشهاده، اغتسل قبل خروجه من البيت، وذهب للصلاة، وبعد ذلك ذهب ليأخذ موقعه كأحد المتطوعين في حراسة «مسجد الكوثر». وأضاف «سمعنا عن خبر إطلاق الرصاص والهجوم الإرهابي على المسجد من قبل اتصال أحد الجيران، وقام والد الشهيد، وهو ابن عمتي في الوقت ذاته، بالاتصال على الشهيد، ورد عليه أحد الأطباء، وطلب منه أن يحضر إلى المستشفى، دون أن يذكر له خبر استشهاده، وبالفعل ذهب ابن عمتي إلى المستشفى، وعرف بخبر استشهاد ابنه وحمد الله على ذلك، وأكثر من الحمد».
وتابع «بعد ذلك، جلسنا إلى جانب الشهيد حتى الثانية ليلا، ورجونا ابن عمتي الذهاب إلى الأحساء، وعدم البقاء بمفرده في البيت في سيهات، فرفض في البداية رغبة منه في البقاء بالقرب من ابنه الشهيد، وتحت إلحاحنا رضخ إلى طلبنا، وفي السيارة كان يحمد الله كثيراً على استشهاد ابنه، ويذكره كثيرا، ووصلنا عند الساعة الثالثة تقريبا، ورفض حتى النوم».
وبين الدكتور هاني أن الشهيد علي (16 سنة) كان يدرس في الصف الثاني الثانوي، وهو أكبر إخوانه، حيث له أخ وأخت فقط، وهو محب للخير والعمل التطوعي، ويشارك في الكشافة المدرسية، ورجع قريبا من دورة كشفية».
من جهته قال، ابن عمة الشهيد، شاكر السليم أن «علياً سجل موقفاً بطولياً قبل استشهاده بدقائق». وقال: «ما أن سقطت الشهيدة بثينة العباد برصاص الغدر، إلا ووقع طفل عمره عام واحد، كانت تحمله فوق ذراعيها، وتلتها أختها زينب العباد، التي ترقد حالياً في العناية المركزة، وكانت تمسك بأخت الطفل ذاته، وفي هذه الأثناء، هرع علي السليم وسط الرصاص، وحمل الطفلين وأبعدهما عن الخطر، ولكن الإرهاب لم يمهله طويلاً، فأرداه شهيداً».
لايمكن لعقل بشري أن يستوعب همجية الإرهاب - مسوخ فوق العاده
لوكان رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين واقف في لحظة سقوط الأطفال وانتشال الشهيد علي لهم ماذا سيقول؟