لم يعد الطبخ في الأماكن المفتوحة وعلى الطريقة التقليدية في عاشوراء مرتبطاً بوجبات المآتم التي أصبحت تعتمد بشكل أساسي على المطابخ في إعدادها. فظهرت مؤخراً مشاريع أغلبها شبابية تقوم بعملية إعداد الوجبات بالطريقة التقليدية القديمة، ومن ثم توزيعه على أهالي المنطقة والضيوف أو توفيرها كأطباق لوضعها في المضيف للزائرين.

ففي المالكية وأبوصيبع وكرانة وسترة والسهلة الشمالية وغيرها من المناطق، يحرص بعض الأهالي على إعداد وجبات بشكل يومي في عاشوراء على الطريقة التقليدية عبر إشعال الخشب تحت القدور في الأماكن المفتوحة، ويشارك في العمل أعداد كبيرة من أهالي المنطقة.

وفي السهلة الشمالية بالتحديد يوجد برنامج يومي لتوفير وجبتي الغداء والعشاء، ويقوم على هذا البرنامج مجموعة من الشباب منذ خمسة أعوام. ومن بين هؤلاء الشباب تحدث السيدحسن عبدالله الذي كان منهمكاً في إشعال الأخشاب ووضع اللحم في القدور، قائلاً «منذ خمس سنوات ونحن نعمل على هذا البرنامج، ونفضله بهذه الطرية التقليدية بدلاً من استخدام الغاز لأن الأكل ورائحته يكون أطيب. بالإضافة لما يخلفه العمل بالطريقة التقليدية من أجواء خاصة بعاشوراء بجانب تجمع الشباب وتكاتفهم في العمل والتبرع». ومنذ اليوم الأول من عاشوراء يتجمع الشباب في السهلة الشمالية للمشاركة في العمل الذي يقوم على دعمه الشباب أنفسهم وأهالي المنطقة بالإضافة للتبرعات التي تأتي بين الحين والحين من الزوار كما يقول السيدسعيد جعفر ويضيف «أول من تبنى الفكرة في القرية هو الشاب غالب الحلال، وهو المتبرع الأول، بالإضافة لما يتم جمعه من تبرعات من الشباب العاملين هنا وكذلك أهالي المنطقة والزوار. وأكثر متبرع لفت انتباهنا هو أحد الآسيويين، إذ زارنا وتبرع بمبلغ سخي وانصرف ولم نشاهده بعدها».

ويبدأ إعداد الوجبات منذ المساء تمهيداً لمباشرة الطبخ منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الثاني. يقول جعفر «في المساء نجتمع لذبح ما يتوفر من ماشية ومن ثم تجهيز اللحم وتقطيع الخضروات وفي الصباح الباكر نبدأ بعملية تجهيز الخشب وإشعاله لنباشر الطبخ بهذه الطريقة الشعبية. ويكون ذلك تحت إشراف الشاب غالب الحلال الذي يعتبر هو الطاهي لهذا البرنامج».

ويشير إلى أن الوجبات التي يتم إعدادها «توزع على الضيوف والأهالي وما يبقى منه نرسله لأحد المآتم في المنطقة». ويشدد جعفر على عدم الإسراف في مثل هذه البرامج، كأن يكون هناك أكثر من مضيف أو مأتم يوفر وجبات في مناطق قريبة من بعضها ما يؤدي لرمي كميات كبيرة من الطعام. مستشهداً أن منطقة السهلة «لا يوجد فيها غيرنا يقوم بإعداد وجبة الغداء للتوزيع. بالإضافة لأحد المآتم. ولذلك كل ما نقوم بطبخه يؤكل ولا يوجد فائض نرميه».