ببراءة الطفولة، كان طفل الشهيد عبدالله الجاسم الذي استشهد في حادث هجوم إرهابيي «داعش» على حسينية الحيدرية بمدينة سيهات مساء يوم الجمعة 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 أثناء مراسم عاشوراء، يتحدث عن آخر لحظاته مع والده.
أتى الرصاص على والدي فمات
الطفل الذي انتشر مقطع فيديو متلفز له على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو في قرابة السادسة من العمر، روى في دقائق شراسة هجمة الإرهابي على الموقع حين قال إن والده كان سيأخذ النساء إلى مجلسهن ثم سيأخذه إلى مجلس الرجال، وفي تلك الأثناء، سمعنا صوت رصاص قوي (طلق طلق حيل)، وأتى الرصاص على والدي فمات، ورأيت الدماء على رجل ويد والدي بعد سقوطه.
الفراج: لاتسعدوا بالإجرام
وكما هو معتاد، تفاعل آلاف المغردين والناشطين السعوديين والخليجيين والعرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد مع الحدث، منددين بجرائم الإرهابيين ومتضامنين مع ذوي الشهداء، والأبرز، أن حلقة البرنامج الشهير (أكشن يا دوري) مساء يوم الحادثة مع الإعلامي وليد الفراج خصصت الجزء الأكبر للتنديد بالحادث الإرهابي والتضامن مع ذوي الشهداء، واستهل الفراج تقريره بعبارة: «إن الحادث الإرهابي المؤسف بإطلاق النار في إحدى دور العبادة في سيهات، نتج عنه استشهاد أيمن العجمي، لاعب كرة السلة في نادي الخليج»، واستضاف الفراج نائب رئيس النادي نزيه النصر ليسأله: «ماذا جرى لأيمن؟»، فيجيب النصر: «وقع حادث إرهابي على حسينية الحيدرية في سيهات، واستشهد خمسة من الشهداء، أربعة رجال وامرأة، وكان بينهم اللاعب أيمن العجمي الذي استشهد إثر إصابته بالرصاص في موقع الجريمة، معبراً عن التقدير والعرفان بتضامن أبناء المملكة العربية السعودية من السنة والشيعة ووقوفهم إلى جانب بعضهم البعض في وجه الإرهاب، كما توجه بالشكر إلى رجال وزارة الداخلية، فيما تداخل معه الفراج بالقول: «شوية مجانين سفهاء»، وأضاف موجهاً الحديث لمن عبر عن سروره وسعادته كما يحدث في حال وقوع هجوم دموي على الطائفة الشيعية: «ليس من حقك أن تكون سعيداً بهذا العمل الإجرامي الذي قام به سفهاء... لن تهزوا وحدتنا ولن يتحقق الذي تحلمون فيه».
الشعائر الحسينية مستمرة
وأكمل نزيه النصر حديثه موافقاً بالقول: «هذه الشرذمة لا تمثل إخواننا من الطائفة السنية الكريمة، ولن يفرق بيننا هؤلاء، فكلنا متعاضدين»، وفتح الفراج المجال لضيوفه في الاستوديو فعبروا عن تعازيهم وحزنهم و(تعبهم) من هذه الحوادث، فنسيجنا واحد وديننا واحد مع اختلاف المذاهب، والمملكة ستظل متماسكة رغم الإرهاب الغبي الذي لا علاقة له بالإسلام، وأن دماء مسلمين هم اخوة لنا لن تزيدنا إلا لحمة»، فيما تناولت منابر الشعائر الحسينية في مدينتي سيهات والقطيف والعديد من المحاضرات في الخليج ليلة الحادثة ويومها التالي الحادثة مؤكدين على استمرار الحفاظ على الشعائر الحسينية وكذلك الحفاظ على اللحمة الوطنية والتفاف أبناء الوطن في وجه الإرهاب الداعشي ولقطع الطريق أمام كل الإرهابيين.
بيان شخصيات من القطيف والدمام
وعلى صعيد متصل، انتشر بيان عبر وسائل التواصل، استنكرت فيه 17 شخصية من علماء القطيف والدمام الحادث الإرهابي الأليم ليلة الثالث من المحرم باعتباره جريمة نكراء تستهدف سفك دماء المواطنين الأبرياء، وأكدوا في بيان أصدروه يوم السبت 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 أن الحادث الإرهابي الأليم لن يزيد المواطنين إلا ثباتاً وصموداً وولاءً للدين والوطن، مطالبين بضرورة رفع مستوى الحس الأمني عبر المشاركة في واجب الحفاظ على الأمن وحماية المجتمع بالتنسيق والتعاون مع الجهات الرسمية والأمنية، وعبروا عن شكرهم للقوى الأمنية على ما تبذله من جهد، مناشدين الجهات الأمنية بذل المزيد من الجهد وتواجد الدوريات بكثافة أكبر لحماية المواطنين»، وأرفق في البيان رابطاً إلكترونياً بتفاصيل وأسماء الموقعين عليه.
واستشهد في الحادث كل من عبدالله صالح علي الجاسم (40 عاماً) وهو من سكنة الدمام، عبدالعزيز بوصالح (45 عاماً) من سكنة حي الكوثر في سيهات، علي حسين السليم (16 عاماً) من سكنة حي الكوثر، أيمن العجمي (17 عاماً)، بثينة علي العباد (22 عاماً) وهي طالبة طب في سنتها الخامسة، أما تنظيم «داعش» الإرهابي، فقد أصدر بياناً أعلن فيه مسئوليته عن الحادث وفق ما وصفه (انغماس جندي الخلافة شجاع الدوسري) بسلاح كلاشينكوف في بلدة سيهات بمنطقة القطيف طبق ما أسماه (ولاية البحرين).
العدد 4789 - السبت 17 أكتوبر 2015م الموافق 03 محرم 1437هـ
ثوابكم عند الله
الله ايساعدكم وايصبركم ويربط على قلوبكم؟!! فبحق ان ودائع الحسين (ع) لا تضيع أبدا...و الفاتحــــــــــــــــــة.