تعد « #مصدر»؛ مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة، أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة في الإمارة، فمنذ تأسيسها عام 2006، شكلت «مصدر» نقلة نوعية في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، ووضعت بصمة واضحة تجلت في مشاريع ومبادرات الطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم، ما ساهم بشكل فاعل في تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية طويلة الأجل وتعزيز ريادة الدولة في قطاع الطاقة وتوسيعها لتشمل قطاع الطاقة المتجددة، والمساهمة في الانتقال من اقتصاد قائم على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار وتصدير التقنيات والتطبيقات المتطورة.
وتغطي مبادرة «مصدر» كافة جوانب قطاع #الطاقة_المتجددة، بدءاً بالتعليم والبحث والتطوير وإعداد الكادر البشري المتخصص وإرساء البنية الأساسية اللازمة للابتكار من خلال معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، مروراً بتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة محلياً وعالمياً بمختلف التقنيات والأحجام، والاستثمار في الابتكار وتطوير التكنولوجيا النظيفة.
كما تتولى «مصدر» إدارة جائزة زايد لطاقة المستقبل التي أطلقتها القيادة الرشيدة تخليداً لإرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجال الاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية. وأسهمت هذه الجائزة منذ عام 2008 في تشجيع #المبتكرين والمبدعين على تنفيذ حلول عملية حققت أثراً مباشراً على الكثير من المجتمعات النامية في مختلف أنحاء العالم.
وتمثل مدينة مصدر تحديداً؛ أيقونة فريدة من نوعها حيث تعد ترجمة واقعية لتوجيهات الحكومة الرشيدة في الريادة بمجالي الابتكار والاستدامة، وعليه تحتضن مدينة مصدر اليوم أهم المنظمات والشركات العالمية العاملة في مجال الطاقة النظيفة مثل مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) ومبنى شركة «سمينس» الذي يعد من الأبنية الصديقة للبيئة وهو أول مبنى مكتبي في أبوظبي ينال تصنيف LEED للأبنية الخضراء من الفئة البلاتينية.
ومن الناحية العمرانية للمدينة بشكل عام، تعكس مدينة مصدر الحضارة العمرانية الإماراتية الفريدة برؤية مستقبلية، لتمثل النموذج الديناميكي لمدن القرن الحادي والعشرين الحديثة مع الارتكاز على مبدأ الاستدامة الذي يدخل في أبسط عناصر البناء الخاصة بالمدينة، ليشمل المواد المستخدمة في تشييد المباني، وطريقة التصميم والتوجيه، والإضاءة، وأنظمة تسخين المياه وتكييف الهواء، والمناطق المظللة والمساحات المفتوحة، والمرافق التعليمية والترفيهية التي تحفل بها مدينة مصدر.
ولم تكتفِ هذه المدينة الفريدة بتطبيق هذه المعايير السباقة في البناء والتشييد فحسب، بل تجاوزت ذلك لتطوير أنظمة النقل الذكي داخل المدينة، مثل نظام النقل الشخصي السريع المستدام والسيارات والمركبات التي تعمل بشكل كامل بالطاقة المتجددة، ما يجسد استراتيجية المدينة في أن تكون واحدة من أكثر مدن العالم استدامة، فضلاً عن أنها تعد منصة عالمية لتطوير الحلول الجديدة والمبتكرة التي تساعد على تحقيق التنمية المستدامة.
هذه المدينة الفريدة التي تنقل الفرد إلى المستقبل بمجرد الدخول إليها، لطالما حظيت بإشادة أبرز كبار الشخصيات العالمية حيث زارها رؤساء دول ووزراء وقادة الأعمال وصناع القرار والمشاهير والباحثون والعلماء والمفكرون والكتاب والأكاديميون وطلاب المدارس والجامعات، إضافة إلى أفراد المجتمع.
واستقبلت مدينة مصدر قرابة 500 وفد منذ بداية العام الجاري من دولة الإمارات والمنطقة والعالم. والعمل مستمر في تطوير منشآت ومرافق «مصدر» لتحقيق الرؤية الهادفة بأن تكون مدينة متكاملة ووجهة مفضلة للعمل والتعلم والعيش والترفيه.
تستخدم مدينة مصدر في مبانيها أنظمة ذكية مبتكرة في استهلاك المياه، وتوفر التقنيات المتطورة المستخدمة في هذه المباني 54 في المئة من استهلاك المياه و51 في المئة من استهلاك الكهرباء، مقارنةً بالمعدل السائد في الدولة، وتأتي نسبة 30 في المئة من الكهرباء التي تستهلكها مدينة مصدر من الألواح الكهروضوئية المثبتة على أسطح المباني، بينما تأتي نسبة الـ 70 في المئة المتبقية من محطة توليد الطاقة الشمسية في مدينة مصدر، لتحصل المباني بذلك على كامل احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة المتجددة. كما يتم توفير 75 في المئة من احتياجات المياه الحارة عن طريق لواقط حرارية مثبتة على أسطح المباني.