استضافت الدار البيضاء في (29 و30 سبتمبر/ أيلول 2015) ورشة عمل إقليمية تنظمها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بالشراكة مع مكتب شمال إفريقيا التابع إلى لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا والمركز المغربي للإنتاجية النظيفة تحت عنوان: «التكنولوجيات المبتكرة لإدارة النفايات في المنطقة العربية - تمهيد الطريق للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر»، وذلك في فندق غولدن توليب فرح، الدار البيضاء، المغرب.
وتقود الإسكوا حاليّاً الجهود الرامية إلى تعزيز القدرات الوطنيّة في دولها الأعضاء من أجل تطوير القطاعات الإنتاجيّة الخضراء. وقد أنشأت الإسكوا منذ العام 2012 شبكة من مكاتب المساعدة الخضراء لتعزيز الوعي بالدور المفيد للتكنولوجيات الخضراء وذلك في ست بلدان أعضاء، هي: الأردن، وتونس، وعُمان، ولبنان، ومصر، والمغرب. الهدف من مكاتب المساعدة هو دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المهتمّة بالحصول على المسارات الخضراء أو استخدامها.
ويقود مكتب شمال إفريقيا التابع للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا النقاش حول الاقتصاد الأخضر في المنطقة دون الإقليمية وهو على وشك نشر تقرير حول «الصناعة والاقتصاد الأخضر في شمال إفريقيا: المراهنات والممارسات والدروس المستقاة»، وفيه يقيّم التزام الشركات بالاهتمامات البيئية ومبادئ التنمية المستدامة في عملها.
والمركز المغربي للإنتاج النظيف هو جمعية لا تبغي الربح، تهدف إلى الحدّ من التلوّث البيئي الناجم عن القطاع الصناعي، وتدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في اعتماد تقنيات إنتاج للموارد أكثر فعاليّة ونظافة. وكان المركز استضاف مكتب الإسكوا للمساعدة الخضراء منذ (يناير / كانون الثاني 2015).
ويشارك في ورشة العمل موظفو مكاتب المساعدة الخضراء ومراكز الإنتاجية النظيفة إلى جانب ممثلين عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمؤسسات البحثية والأكاديمية، والمؤسسات العامة، وشركاء دوليين وخبراء تقنين في مجال إدارة النفايات الصلبة.
وتهدف الورشة إلى التعرّف على الخبرات في المنطقة من حيث تطبيق التكنولوجيات المبتكرة، والمنهجيات المعتمدة والسياسات المتعلقة بالنفايات، وعرض وتبادل أفضل الممارسات بما في ذلك التكنولوجيات المستخدمة في المنطقة، وبناء قدرات الممثلين عن مكاتب المساعدة الخضراء لمضاعفة فرص العمل والابتكار التكنولوجي في مجال إدارة النفايات في بلدان أخرى في المنطقة، ومناقشة المسائل الرئيسية بشأن إدارة النفايات مع خبراء وصانعي سياسات من المنطقة وتحديد المجالات المحتملة للتعاون، ومناقشة أهمية التكنولوجيا في مجال إدارة النفايات لحماية الصحة والبيئة والفرص المتاحة لخلق فرص العمل.
وتتراكم النفايات الصلبة في المنطقة العربية بسبب النمو السكاني والاقتصادي والصناعة وتغيير انماط الاستهلاك وغياب الوعي العام، فضلا عن غيرها من الاسباب. ويتوقع أن تتجاوز كمية النفايات الصلبة الحضرية 200 مليون طن سنويا بحلول العام 2020 في البلدان العربية ما يشكل عبئاً على البيئة ونوعية مياه الشرب وصحة الانسان. ويمكن تصنيف هذه النفايات، إما بحسب محتواها، إلى نفايات خطرة أو غير خطرة، أو بحسب مصدرها، أي نفايات حضرية أو صناعية أو زراعية، ويقصد بإدارة النفايات الصلبة جميع النشاطات المتعلقة بجمع النفايات وفرزها ومعالجتها والتخلص منها.
أما عملية تخضير أي قطاع، فالمعني بها هو توجيه المؤسسات والبُنى التحتية بطريقة تفضي إلى نتائج أفضل على صعد الاستثمارات الطبيعية والبشرية والاقتصادية تماشياً مع تخفيض انبعاثات ثاني أُكسيد الكربون وتقليص استخدام الموارد الطبيعية وانتاج كمية أقل من النفايات. ويجب النظر إلى هذه العملية على أنها مورد اضافي، لأنه يمكن اعادة استخدام قسم كبير من النفايات.
وقد عملت عدة بلدان عربية على تصميم وتحسين سياسات إدارة النفايات الصلبة، وعلى اعتماد تكنولوجيات ومنهجيات مبتكرة في هذا الصدد، غير أن تبادل الخبرات عن هذه الممارسات والتكنولوجيات في المنطقة العربية يفتقر إلى آلية منظمة ورسمية، كما يظل التطور في مجال الابتكار محدوداً.