[ قال استشاري الأمراض الباطنية والروماتزمية عبدالخالق العريبي: "إن ما يقارب 70 في المئة من سكان البحرين يعانون من نقص حاد في مستوى فيتامين D، كما وجد ان النقص في هذا النوع من الفيتامين يتراوح ما بين 65- 90 في المئة في اغلب دول العالم".

وأضاف في حديث إلى "الوسط"، "يلعب فيتامين د دورا هاما جدا في نمو الخلايا في الجسم وفي المحافظة على توازن الكالسيوم والفوسفات و كثافة العظم وحيويته، وهو يعتبر نوعا من أنواع الهرمونات التي يحتاجها الجسم".

وتابع "نظرًا لانتشار النقص في مستويات فيتامين د حول العالم ، فقد شكل ذلك إلهاما للعديد من الباحثين لدراسة فيتامين D ونقصه وما يصاحبه من أعراض، حيث وجد أن النقص في فيتامين D يتراوح بين 65 إلى 90 في المئة في أغلب دول العالم، وفي البحرين فهناك ما يقارب 70 في المئة من السكان يعانون من نقص حاد في مستوى فيتامين D".

وأوضح العريبي أنه لمعرفة نقص فيتامين D من عدمه يجب إجراء فحص نسبة فيتامين D في الدم، إلا أن هناك أعراض تعطي مؤشر على احتمالية نقصه كالشعور بالتعب لأقل مجهود ، والآلام في العظام وخصوصا الساق والرقبة وخلف الأكتاف، إلى جانب حدوث الشد المتكرر للعضلات وخصوصا عضلات الكتف والرقبة والساقين، او الشعور بالخدر ( التنميل) في اليدين او الرجلين أو حتى الوجه، وقد يصاب المريض باضطرابات في النوم وخصوصا الشعور بالرغبة في النوم باستمرار، و الشعور بالبرودة مقارنة بالآخرين ، و الكآبة في معظم الأحيان مع زيادة في حالات الغضب ، و الصداع المتكرر ، وفي حالات نادرة إجهاد في رمش العين .

وذكر العريبي أن الأشخاص الأكثر عرضة لنقص هذا الفيتامين ، هم ذوات البشرة الداكنة لأنهم قليلي الاستفادة من أشعة الشمس نظرا لصعوبة امتصاص جلدهم لأشعتها ، والأشخاص قليلي التعرض لأشعة الشمس بشكل كاف، والمصابين بالسمنة ، والأشخاص الذين يتعاطون أدوية المعدة لفترات طويلة ،إلى جانب أن الأشخاص الذين يتعاطون أدوية خاصة لحب الشباب هم عرضة للإصابة بالنقص، كما أن الذين يعانون من متلازمة العضلات الليفية ( الفايبروميالجيا) والمصابين بفقر الدم المنجلي السكلر هم عرضة للإصابة بالنقص ، فضلاً أن المرضى المصابين بأمراض سوء الامتصاص نتيجة التهابات في الأمعاء والجهاز الهضمي مثل مرض كرون وحساسية الغلوتين عرضة للإصابة بالنقص.

ولفت العريبي إلى أن نقص فيتامين D قد يسبب ترقق أو هشاشة في العظام نتيجة الخلل والنقص الذي يسببه في وضع الكالسيوم في الهيكل العظمي ، كما أن نقصه يقلل من حيوية الخلايا المختلفة في الجسم، مشيراً إلى أن الدراسات كشفت أن تحسين مستوى فيتامين D يقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض أو تحسن صحتها كالأمراض الروماتيزمية مثل الذئبة الحمراء والروماتويد ، والتصلب اللويحي والضغط وأمراض القلب و الإمساك المزمن ، و الشقيقة وبعض أنواع السرطانات .

وأكد العريبي أنه لتفادي النقص من فيتامين D ينصح بالتعرض لأشعة الشمس الطبيعية بين ١٥ دقيقة لذوات البشرة الفاتحة و٢٥ دقيقة لذوات البشرة الداكنة على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع مع ضرورة تناول الغذاء الصحي المحتوي على الفيتامين والاميجا كالسمك والتين والجوز والحليب والبيض.

وقال العريبي:"بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نقص حاد فعلاوة على التعرض للشمس والأكل الصحي ، فعليهم تعاطي كميات مناسبة لهم حسب درجة النقص في فيتامين D، فالمستوى الطبيعي لفيتامين D في الجسم يتراوح بين ٣٠- ٧٠ نانوغرام / مل، وبعد فترة من العلاج ووصول فيتامين D لمستوى متوسط من الطبيعي وإحساس المريض بالتحسن لا ينبغي إيقاف فيتامين D دفعة واحدة وإنما تقليل الكميات وصولا للجرعة التي يحتاجها المريض ويرتاح عليها ، وفي بعض الحالات يكون المريض قادرًا على الاكتفاء فقط بالأكل الصحي والتعرض للشمس".

وأكد العريبي أن نقص فيتامين D له متاعبه ، فزيادته أيضا ضارة وقد تسبب زيادة في الكالسيوم و ترسبات للحصى في الكلية او اضطرابات في الكلية ، لذلك استشارة الطبيب مهمة جدا في كمية العلاج واستمراره وجرعته.