تقول أغنية قديمة للمطرب العالمي ألتون جون sorry seems to be the hardest word، نعم قد يكون الاعتذار أمراً شاقاً وعسيراً وربما مهيناً لصاحبه، لكن ثمة اعتذارات ضرورية وملحة وتطلبها الجماهير وتستدعيها الحاجة ولجان التحقيق وخصوصاً إثر الكوارث الناجمة عن أخطاء بشرية أو تساهل أو تسيب في تحمل المسؤلية أو تعمد لخداع الناس، وقد شهد العالم قبل عدة أيام واحدة من أكبر قصص الاعتذار، وأعني بها، اعتذار رئيس فرع شركة فولكس واجن الألمانية وذلك على خلفية ما قيل أنه تلاعب من الشركة في برنامج خاص بمعدل انبعاث العوادم في السيارات التي تعمل بالديزل، فالشركة وفقاً لاعترافات المدير المسئول قامت بتزوير بيانات التلوث بتعمد، وبعد اكتشاف الخطأ تم سحب السيارات من الأسواق وخسارة الشركة لـ 18 مليار دولار.
أما في عالمنا العربي فقد تعودنا على تسجيل الكثير من الكوارث في خانة القضاء والقدر، لذلك نستيقظ بين الفينة والأخرى على كوارث جديدة وهو أمر طبيعي طالما أن الكارثة السابقة قد نجت من الحساب والمساءلة.
في أعقاب انطلاق موجات الربيع العربي المغدور، تسمَر الجمهور المصري أمام شاشة التلفاز انتظاراً لما قيل وقتها أنه خطاب اعتذار من الرئيس المصري حسني مبارك للشعب المصري، لاحقاً اتضح أن هذا الخبر لم يكن سوى فبركة صحفية من أحد الصحفيين، وقد استقال مبارك لاحقاً وترك السلطة وحوكم ولم يقر ولم يعترف ولم يعتذر، وقبلها راجت عبارة الرئيس التونسي المخلوع «أنا فهمتكم» ولم يقل أعتذر لكم، أما القذافي فاشتهرت عبارته «من أنتم يا جرذان؟» ورغم الدمار الذي لحق بالعالم العربي جراء هبات الربيع العربي ورغم ما تكشفت عنه من حقائق بعد سقوط الأنظمة المستبدة من سرقات وفساد ونهب للثروات وتزوير فاضح للانتخابات ولإدارة المال العام.
لم نلحظ أو نستشف بصيص اعتذار من أحد، لا أنظمة سياسية ولا أحزاب ولا أفراد، الكل برأ ساحته واكتفى باتهام الآخر بالعمالة والمؤامرة والاستقواء بالخارج.
في الأمثال العربية ثمة حكم جميلة ترفع من شأن الاعتذار «الاعتذار بالخطأ فضيلة» و «العذر عند كرام الناس مقبول» و «اعتذار سيئ أفضل من عدمه» بيد أن دعاة التصلب والتشدد والشخصيات النرجسية تنكر أن البشر خطاؤون بطبعهم وهذه النوعية من البشر تتمترس خلف أمثال معاكسة «من اعتذر فقد اتهم نفسه» و «اعتذار المغفل أسوأ من خطئه»، وغيرها من أمثال تحط من قيمة الاعتذار وتصنفه في خانة دونية.
ومع أن الصراع والاختلاف هي سمة الاجتماع البشري فإن مواجهة البشر لبعضهم البعض مصارحة واعتذاراً سواء في مواقع المسئولية أو حتى في العلاقات الاجتماعية تبدو في غاية الصعوبة في بيئتنا: يقول أحدهم: أخطأت في حق أحد زملائي وتسببت في فصله من عمله، لم أنم في تلك الليلة وسعيت لاحقاً لتصحيح الخطأ دون علمه، إلا أنني لم أعترف ولم أقر بخطئي ولم أعتذر».
الاعتذار غير موجود لا في قاموسنا السياسي ولا الاقتصادي ولا الاجتماعي، نكابر ونعاند ونرى الاعتذار ضعفاً وهزيمة ومذلة، ترى كم نحتاج لنبلغ مستوى الإقرار بأخطائنا ونتصارح بشأنها ونعتذر عنها، من أجل أن نصلح ونؤسس لبدايات صحيحة لتلافي الأخطاء واستباق الكوارث.
إقرأ أيضا لـ "عصمت الموسوي"العدد 4788 - الجمعة 16 أكتوبر 2015م الموافق 02 محرم 1437هـ
المقبور
نعم الخريف إلا عربي المقبور لماذا لم تذكري من لازال ىقتل شعبه بكل أنواع السلاح هل لأنه فقط من.... ومشروع عنه القلم.
هوس!
"يحسبون كل صيحة عليهم" ، يا أخي الكاتبة تحدّثت بصورة عامة ولم تخصص المقالة لرؤساء او طائفة معينة، لديكم هوس غريب! تفتشون في كل مقال عن كلمة قد تعنيكم وقد لا تعنيكم، وكل كلمة تفسرونها بألف تفسير وتوجّهونها حسب تفكيركم .. متى سترفعون من على كاهلكم عبء الطائفية الذي يحصركم و يوجهكم الى جهة واحدة .. خلاصة القول الطاغية يظل طاغية شيعيا كان ام سني .. بشار ام صدام.. لا تتحسّس ولا تظن ان غيرك لديه حساسية من ذكر ذلك.. انزعوا النظارة السوداء!!
نريد العدل لكل الناس
انزين حجّي انا شيعي وأقول لك نحن (غالبية الشيعة) لانريد سوى العدل لنا ولغيرنا بدون تمييز ( يعني بالعربي الفصيح المعيار هوالمواطنة فقط دون اعتبار لإي شئ اخر) ونتمنى ذلك لكل الشعوب العربية دون استثناء بما فيها سوريا يعني اذا بشار ظالم شعبه هو ايضا تشمله القضية كان شيعي ام سني لافرق
هذه تربية
اولا صباح الخير للكاتبة المتألقة و الجميلة دائمًا. ثانيا الإعتذار تربية من فينا يعتذر لزوجته او ابنه مثلا. و ثالثا من يمتلك السلطة المطلقة لا يعتذر هل وجدتي ملكة بريطانيا اعتذرة في يوم من الأيام مثلا
صح
الاعتذار شي حضاري وجماعتنه ما يحبون الحضاري يحبون البدوي وسباق الهجن حظنه جدي.
الي يتنكر إلى أصله مايعرف فصله
وسباق الخيل والجمال والكلاب واللفيلة الخ جميع الشعوب تحب الرياضة والسباقات وبعضها فخر للحضارة أي بلد وتمسك بها جيل بعد جيل
أمنية
وسط فضائح وفضائع وزارة التربية والتعليم ظل هو الوزير الأوحد الذي لا يمس مقامة وبات طفل مدلل لجرائم بحق الجيل القادم