وصف الكرملين نشر وسائل إعلام أوكرانية معلومات شخصية عن طيارين روس يشاركون في العملية الجوية الروسية في سوريا، بأنه عمل عدائي، وأكد أن موسكو ستوفر الحماية لعسكرييها، ذلك حسب ما أفادت قناة "روسيا اليوم" على موقعها الإلكتروني الخميس (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2015).
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية للصحفيين الخميس 15 أكتوبر/تشرين الأول: "بطبيعة الحال فإن هذا العمل العدائي تجاه بلدنا وعسكريينا وبالطبع سيتم اتخاذ تدابير لضمان أمن العسكريين".
وتأتي تصريحات بيسكوف بالتزامن مع نشر نشطاء أوكرانيين معلومات ادعوا أنها عن طيارين روس مشاركين بالضربات الجوية الروسية في سوريا، وذلك استجابة لدعوة مستشار وزير الداخلية الأوكراني لجمع معلومات عنهم ونشرها في الإنترنت.
وذكرت صحيفة "Aif.ru" الروسية الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول أن موقعا إلكترونيا أوكرانيا لم تذكر اسمه، نشر معلومات تحتوي على معطيات شخصية وصور لطيارين عسكريين روس يقول إنهم يتواجدون في سوريا. ويزعم الموقع أن تلك المعلومات جاءت نتيجة تحليل مقاطع فيديو بثتها تقارير تلفزيونية روسية حول العملية الجوية الروسية في ذلك البلد.
وتم نشر تلك المعلومات من قبل شخص يسمي نفسه "ميخائيل كوزنيتسوف" يقطن في مدينة لفوف، ويملك حسابا على فيسبوك دون أن يظهر صورته هناك.
وطالب "ميخائيل كوزنيتسوف" متابعيه على فيسبوك بتوفير "المتطوعين" بمعلومات حول نشاط القوات الجوية الروسية على أراضي دول أخرى.
ويشير خبراء ومختصون إلى خطر قد يشكله نشر مثل تلك المعلومات على أمن عائلات الطيارين. وقال آناتولي تسيغانيوك مدير مركز التنبؤ الحربي في حديث لصحيفة "Aif.ru" الروسية: "إنهم (الإرهابيون) لن يتمكنوا من الوصول إلى الطيارين لكنهم يستطيعون إيجاد زوجاتهم وخطف أولادهم... فإن هذا السيناريو محتمل"، مضيفا أن حماية أسر العسكريين الروس مسألة يجب على الدولة حلها.
وكان النائب الأوكراني أنطون غيراشينكو، وهو عضو في البرلمان الأوكراني ومستشار وزير الداخلية الأوكراني، دعا في منشور على حسابه في فيسبوك الأسبوع الماضي: "جميع من يملك معلومات عن المواطنين الروس المشاركين في الحرب الروسية غير المعلنة ضد الشعب السوري لنقل كل المعطيات المتوفرة لديكم إلى موقع صانع السلام".
وفتحت لجنة التحقيق الروسية قضية جنائية ضد النائب الأوكراني "للاشتباه بارتكابه الجريمة المنصوص عليها في المادة رقم 205.2 من القانون الجنائي (دعوات علنية الى تنفيذ نشاطات إرهابية أو تبرير الإرهاب علنيا)"، حسبما ذكر المتحدث باسم لجنة التحقيق فلاديمير ماركين الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأول. وتنص المادة المذكورة أعلاه على حبس المتهم 5 سنوات و7 إذا كانت الدعوات منشورة في وسائل إعلام.
وكان الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف قال للصحفيين في وقت سابق إن "هناك أنباء تشير إلى أن غيراشينكو قد تكون له علاقة بتجنيد الشباب لصالح تنظيم داعش الإرهابي. وبأية حال نحن لا ننوي ترك التهديدات لطيارينا دون اهتمام. وسيكون الرد ملموسا، وتوجد من أجل ذلك القوة والوسائل كافة".