دعت الفصائل الفلسطينية اليوم الخميس (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) الى "جمعة الثورة" في الاراضي الفلسطينية وتنظيم تظاهرات في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة اثر صلاة الجمعة، وذلك غداة يوم خفت فيه حدة العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وتشهد الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتان من قبل اسرائيل منذ غرة تشرين الاول/اكتوبر مواجهات دامية بين القوات الاسرائيلية وشبان فلسطينيين اثارت تكهنات باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة.
وخلفت هذه المواجهات والهجمات 32 قتيلا ومئات الجرحى في الجانب الفلسطيني، وسبعة قتلى وعشرات الجرحى في الجانب الاسرائيلي.
وامتدت المواجهات في 9 تشرين الاول/اكتوبر الى قطاع غزة المقطوع جغرافيا عن الضفة الغربية المحتلة.
وبدا وكأن حدة التوتر تراجعت الخميس للمرة الاولى منذ عدة ايام.
وانتشر جنود الجيش الاسرائيلي بكثافة في القدس وكذلك عناصر الشرطة وحرس الحدود حاملين بنادقهم على اكتافهم ويراقبون الساحات العامة والتقاطعات ومحاور الطرقات الكبرى ويجولون في اماكن لم يكن من المعتاد مشاهدتهم فيها.
ومن المفترض نشر 300 جندي اضافي الاحد في القدس لتعزيز الشرطة، بحسب ما اعلن الجيش.
وتعود اخر عملية انتشار كبيرة للجيش داخل مدن اسرائيلية الى العام 2002 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ورافقته عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة، بحسب مصدر قريب من اجهزة الامن.
ويفترض ان يساهم انتشار الجيش في وضع حد لاعمال العنف التي تنذر باندلاع انتفاضة والى طمانة السكان الذين يعيشون في حالة استنفار متواصلة.
وتتوالى صفارات الانذار واحيانا كثيرة دون مبرر.
وتوقف قطار الخميس قرب حيفا (شمال) حين اطلق احدهم صفارة الانذار لان احد الركاب صرخ "ارهابي" واطلق جندي النار في الهواء لمنع هجوم محتمل، بحسب الشرطة.
وبسبب القلق المتزايد يقبل الاسرائيليون على شراء الاسلحة بشكل كثيف.
واظهرت صور نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار امرأة يهودية داخل حافلة تحمل مرقاقا للعجين وصور لاخرين يحملون عصي فؤوس او مكانس.
وباستثناء باعة الاسلحة، يعاني باقي التجار.
وقال ماهان يهودا مدير محل للهواتف الجوالة بدا خاليا الخميس بعكس العادة "سجلنا تراجعا بنسبة 15 بالمئة في رقم المعاملات المعتاد". وبدا السوق خاليا الخميس بعكس العادة.
وكانت الحكومة الاسرائيلية اعلنت صباح الاربعاء سلسلة من الاجراءات بهدف التصدي للهجمات الفلسطينية التي بلغت اوجها الثلاثاء بمقتل ثلاثة اسرائيليين.
وتصاعدت دعوات الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال عامل نظافة فلسطيني (51 عاما) كان قرب محطة حافلات "الجميع يشك فينا، والعنصرية تتفاقم".
وامتد التوتر الى عرب اسرائيل.
ففي الناصرة (شمال) صادقت محكمة الخميس، في سابقة من نوعها، على فرض اعتقال اداري لثلاثة اشهر على شابة من عرب اسرائيل لارسالها رسالة نصية قصيرة تبدي فيها رغبتها ب"الاستشهاد" من اجل المسجد الاقصى وفلسطين.
وكانت الشابة (19 عاما) التي لم تنشر المحكمة اسمها كتبت في رسالة نصية ارسلتها من هاتفها النقال الى عائلتها واصدقائها "احبائي ابناء عائلتي رايت بناتا وشبابا باتوا شهداء من اجل الاقصى ومن اجل القدس، اريد النضال من اجل فلسطين، اليوم اصبحت متاكدة وعرفت ماذا يعني ان اصبح شهيدة الاقصى، انا لا اعرف متى ساترك، وما سيحدث لي".
وفي حادثة اخرى قالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري ان "الشرطة تلقت اتصالا باختفاء فتاة (15 عاما) صبية فلسطينيه الاصل تقطن مع عائلتها ببئر السبع، وكانت ارسلت رسالة نصية عبر هاتفها النقال مفادها انه سيتم مشاهدتها لاحقا عبر شاشات التلفزيون".
واضافت "بحثت الشرطة عن الفتاة واعتقلتها عند محطة القطارات واعترفت انها كانت بطريقها لتنفيذ عملية طعن معادية ضد احد الافراد من اليهود او الشرطة او الجنود او رجال الامن، ويجري التحقيق معها".
كما اعتقلت الشرطة عددا من الشباب والشابات لتأييدهم العمليات على صفحات فيسبوك.
ويؤكد الخبراء شبه استحالة تفادي الهجمات بالسكين التي يقوم بها اشخاص بمفردهم.
وبدت السلطات الاسرائيلية عاجزة على غرار الفلسطينيين عن التهدئة بينما يلقى الشبان الذين ضاقوا ذرعا بالاحتلال والاستيطان الاسرائيليين، تشجيعا في الشبكات الاجتماعية وشحذا دينيا.
وتعتبر الحكومة الاسرائيلية ان العنف مرده الى رفض الفلسطينيين وجود اسرائيل والحض على الكراهية من جانب المسؤولين الفلسطينيين برايها.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "حان الوقت ليكف الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس ليس فقط عن تبرير العنف، بل عن الدعوة الى العنف".
ويصعب في هذه الاجواء المشحونة تحديد ما يمكن ان تقدمه الدبلوماسية.
وكرر نتانياهو انه مستعد للاجتماع بعباس بما في ذلك بحضور العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني.
واعلنت واشنطن ان وزير خارجيتها جون كيري سيزور "قريبا" المنطقة.
وابدت سلطات اسرائيل امتعاضها من التصريحات الاميركية الاربعاء التي بدا وكانها تضع رابطا بين الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية وموجة العنف الحالية.
وقال نتانياهو "ما نشهده ليس ناجما عن موجة استيطان كبيرة".