خفف الفوز الذي حققه منتخبنا الأول لكرة القدم على نظيره الفلبيني بهدفين نظيفين أمس الأول في الجولة الخامسة من التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى مونديال 2018 وكأس آسيا 2019، من وطأة الضغوط والانتقادات التي طالت المنتخب وجهازه الفني واتحاد الكرة طيلة الأيام الماضية والتي أعقبت الخسارة الثقيلة أمام أوزبكستان برباعية نظيفة الخميس الماضي.

وأعتبر الفوز «معنوياً» بصورة أكبر من أي أهمية أخرى في ظل الموقف التنافسي الصعب للمنتخب الذي يحتل المركز الرابع في المجموعة ويحتاج إلى معادلة صعبة جداً للتأهل، ومن شأن هذا الفوز أن يبعث نوعاً من «التنفس الصناعي» لإنعاش منتخبا كان يعاني في «عداد الموتى» فنياً وتنافسياً بعد الخسارة الأوزبكية وفقد ثقة الكثير من جماهيره على أمل تحسن وضعه ونتائجه في الجولات الأربع المتبقية من التصفيات.

ويمكن القول أن منتخبنا كان في أمسّ الحاجة إلى الفوز على الفلبين بآية طريقة لأن الموقف والأجواء المحيطة بالمنتخب لم تتحمل عثرة جديدة كادت تزيد الأمور سوءاً، لذا جاءت أهمية الفوز على الفريق الفلبيني على رغم غياب المقياس الفني وإمكانية الحكم على المستوى في مثل هذه المباريات الحرجة، لذا كان واضحاً أن التعامل لهذه المباراة كان «نفسياً» أكثر منه «فنياً»، وذلك وضح من خلال التغييرات التي أجراها المدرب باتيستا على تشكيلة المنتخب بالزج بعناصر جديدة وشابة بعضها شارك للمرة الأولى مثل المدافع محمد عادل وعيسى موسى اللذين ظهرا بصورة جيدة، وضحى باتيستا بأسماء كانت ثابتة في تشكيلة المنتخب في الفترة الأخيرة مثل المحترف عبدالله عمر وعبدالوهاب المالود، إذ أعطت هذه التغييرات نوعاً من التنشطيط و»نفساً جديداً» في جسد المنتخب وأظهرت رغبة اللاعبين في إثبات أنفسهم فبذلوا جهداً كبيراً وخصوصاً محمد عادل الذي قدم أوراقه بصورة جيدة في أولى مبارياته الدولية.

وعلى رغم أهمية الفوز «المعنوي» إلاّ أنه يجب أن نتعامل جيداً مع المرحلة المقبلة ونصحح أخطاء المرحلة السابقة من التصفيات والتي طالت الأمور الإدارية والفنية وأن توضع رؤية واضحة ومناسبة ويتم تهيئة المنتخب بصورة جيدة وخصوصاً مع انطلاقة الدوري المحلي والذي سيساهم في رفع جهوزية اللاعبين ومعايشتهم حساسية وأجواء المباريات التي افتقدها المنتخب طيلة الفترة الماضية وكان لها تأثيرها السلبي على أداء ونتائج المنتخب وستكون الفرصة متاحة للمدرب باتيستا في الوقوف على مستويات اللاعبين سواء ممن كانوا في قائمة المنتخب أو مشاهدة لاعبين آخرين يمكن الاستفادة في ضمهم للمرحلة المقبلة.