العدد 4786 - الأربعاء 14 أكتوبر 2015م الموافق 30 ذي الحجة 1436هـ

مليون ذبيحة سنويّاً!

إبراهيم بوصندل

أخي المواطن البحريني: كم معدل استهلاكك للحوم المدعومة؟ وجهت هذا السؤال إلى عدة مواطنين، وكانت الإجابة تتراوح بين النفي التام: لا أشتريه بتاتًا. أو بين الاستعمال القليل لعدة مرات فقط.

هذا يعني أن الدعم الذي ترصده الدولة للمواد الغذائية والذي يقدر بـ (57 مليون دينار) للعام 2015 لا يستفيد منه كثير من المواطنين.

المطاعم هي الأخرى (كمحلات الشوارما والمشويات) لا تستخدم جميعها اللحم المدعوم، وإنما يستخدم كثير منها اللحوم التي تأتي من الهند، وهذه لم تكن مدعومة ولا ينبغي أن يتغير سعرها حاليّاً.

لذلك علينا جميعاً قبل أن نحدد موقفنا من رفع الدعم أو إعادة توجيهه أن نعرف وبالأرقام والبيانات حول الذين يستفيدون من الدعم التي تخصص له عشرات الملايين.

لو افترضنا أن أربعين مليون دينار تذهب لدعم اللحوم الحمراء، ولو افترضنا أن معدل سعر الذبيحة هو أربعون ديناراً؛ فهذا معناه أن البحرين يدخلها حوالي مليون ذبيحة سنويّاً!

هل يعقل أن شركة المواشي كانت تستورد مليون رأس من الغنم سنويّاً؟ أي أكثر من ثمانين ألف رأس شهريّاً، ونحو 2800 رأس يوميّاً!! أتمنى أن تؤكد جهة رسمية ذلك.

كما لا يعقل أيضاً أن يأتي العامل الوافد لينافس المواطنين في فرص عملهم ولقمة عيشهم، ثم توفر لهم الدولة السلع والخدمات بأسعار مدعومة، بينما يحولون دخولهم صافية إلى خارج البلد!

نعم هي أرزاق، ولا نحارب أحداً في رزقه، لكن علينا من باب أولى أن نحافظ على رزق بلدنا، وأن نجعل الأولوية للشعب نفسه، مع احترامنا لكل إنسان.

هنا قد يقول قائل إن هؤلاء السبعمئة ألف وافد إنما جاءوا لخدمة الشعب البحريني، وهذه مغالطة، فكثير منهم إنما ينافس الشعب البحريني، ويقلل من فرص أبنائه في الوظائف والتجارة والمهن والحرف.

إعادة توجيه الدعم، إذاً هي توجه محمود بشرط أن يستفيد منه الوطن والمواطن، فما يتم رفعه عن الأجانب والوافدين ينبغي أن يضخ في زيادة دخل المواطنين؛ لأنه هو الذي سيواجه تبعات القرار.

لذلك نطالب أن يعاد النظر في مبالغ الدعم، ونقترح مثلاً أن يكون دعم المواد الغذائية عشرة دنانير لعائل الأسرة، وسبعة دنانير لكل فرد من أفراد أسرته بصرف النظر عن جنسه أو سنه.

وعلى اعتبار أن عدد المواطنين حاليّاً أقل من ستمئة ألف مواطن، فإنني أتوقع أن التكلفة ستكون أكثر قليلاً من أربعة ملايين شهريًّا، وفي حدود خمسين مليون سنويًّا.

لقد تساءل كثيرون عن سبب نقص دعم الأغذية في الموازنة العامة، إذ كان المبلغ (57 مليوناً) للعام 2015، و(43 مليوناً) لـ 2016، وهو قرينة على حسم تخفيضالدعم من قبل مناقشة الموازنة دون انتظار لموقف النواب أو لجنتهم المؤقتة أو اقتراحاتهم.

وهو أمر أحرج النواب وجعلهم عرضة لانتقادات حادة، وهو ما جعل النائب بوعلي يطلق تساؤله المشهور: (تبغون مجلس وإلا ما تبغون؟).

فإذا ما أضفنا إلى ما سبق سلب صلاحية المجالس البلدية في الشئون المالية وجعلها عند وزارة المالية، ثم سلب صلاحياتها في الشئون الإدارية وجعلها عند وزير البلديات، فالمصيبة أعظم،إذ إن المجلس التشريعي والمجالس البلدية كانت أوضح محورين للمشروع الإصلاحي.

إقرأ أيضا لـ "إبراهيم بوصندل"

العدد 4786 - الأربعاء 14 أكتوبر 2015م الموافق 30 ذي الحجة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 6:19 م

      الأستاذ بو ريان.. شكرا وعندي استفهام

      أنا لا أطلب منك ذكر كل مشاكل البلد من طائفية وتمييز وغيرها في مقال مخصص ومحدد الموضوع..
      ولكن في نفس الوقت هل يمكن نكران تأثير التجنيس الممنهج على استنزاف خيرات الوطن؟

    • زائر 22 | 1:03 م

      اغلب الاجانب نباتيين

      رفع الدعم يتضرر منه المواطنيين فقط ، اغلب الاجانب اللي معانا في العمل سألتهم عن رأيهم في رفع الدعم قالوا انهم نباتيين !!! هذيله اجانب من اوربا فكيف بالاسيويين اللي اصلا اكل الحيوان محرم في دياناتهم ؟؟ المفروض الحكومة تفرض ضرائب على رواتب الاجانب و تستخدم هذا المبلغ للدعم في جميع الخدمات

    • زائر 18 | 7:18 ص

      الف تحية اليك ياابو ريان

      كل الكلام جميل ولاكن اين انتم يانواب الخير عن المواطن الفقير واين الدعم الحقيقي يااستاذي الفاضل ياابو ريان مايعاني المواطن الفقير ليس قليل فى بحرين الخير

    • زائر 17 | 7:05 ص

      الأخ أبو ريان المحترم

      اسمح لي أولا أن أن أخرج عن الموضوع لزيادة جرح الوطن من الانقسام الطائفي إلا ترى مسؤلية هذا هي الجمعيات الدينية السنية والشيعية لماذا لم تبدأ بنفسها ويندمج مع بعض أو تتحول إلى جمعيات مدنية وتقبل كل أطياف الشعب وتحل بكل بساطة مشكلة الوطن والجميع بهذه الصورة بكل بساطة سهل أن يتفق ويدهب بأي مطالب إلى السلطة وفي الاتحاد قوة

    • زائر 15 | 5:38 ص

      تبووووووون مجلس لا ماتبووووووو ن

      شحوووووال. توكم دارين انهم يبغون مجلس ولا ما يبغون. اصلا هذا المجلس عبئ علي المواطن البحرين نتمني الغائه من الاساس وتروح اموال سيارات النواب وعلاوة مكاتبهم ورواتبهم لدعم المواطنين هذا احسن حلا

    • زائر 13 | 5:26 ص

      الاخ ابو ريان (ابراهيم بوصندل )

      لن أعلق على المقال ، لأني تخصص سياسه وليس خدماتي ، أتمنى أن تتواصل في هذه الجريده المحترمه في مقالات أخرى (سياسية )على أساس نأخذ ونعطي وياك اشوي ، على فكره مقالك اليوم جيد ومحترم .((أحد المعارضه)) ولست من أحد الجمعيات، فقط من المعارضه .... واسمح لنا يا الطيب.

    • زائر 11 | 4:32 ص

      كثير ..

      من المواطنين يقولك احنا مانشتري لحم من اول مو من الحين قصده ما يشتري من القصاب لكنه يتردد على المطاعم وياكل مجبوس لحم وبرياني وناشف خصوصا لما كانت الاسعار في متناول اغلب الناس .

    • زائر 20 زائر 11 | 9:23 ص

      لا بد من أعادة توجيه الدعم

      شكرا لك، وقد طرحت من قبل في مجلس النواب وبعده وطرح غيري أهمية إعادة النظر في الدعم وإعادة توجيهه وحصره على المواطن فقط. تبقى المعضلة في طريقة الانتقال من الوضع الحالي وأيضا التعويض المناسب للمواطن، ثم ضمان الاستمرارية للتعويض.
      شكرا لك
      أبو ريان
      إبراهيم بوصندل

    • زائر 10 | 3:50 ص

      أبو ريان مقالك سلس وجميل لحل المشكلة

      ونريد منك المزيد والاهم لإخراج الوطن من هذا الانقسام والتناقض الذي نعيشه مع جمعياتنا الدينية التي تقول تمثل الشعب وهي لا تقبل في عضويتها إلا تيار معين وهي لا تستطيع حتى أن تجتمع مع بعضها فكيف تنادي بالديمقراطية وهي لاتمارسها إلا ترى أن الجمعيات المدنية العابرة للديانات والمذاهب هي الحل وهي التي تحتضن جميع الشعب بكل اطيافه

    • زائر 16 زائر 10 | 5:40 ص

      مافي على الگباگب المشوي

      انا أحب الگباگب لذلك استفدت من مبلغ الدعم وفي نفس الوقت انا ماآكل لحم

    • زائر 21 زائر 10 | 9:58 ص

      هذا موضوع آخر

      شكرا لك. ولكن موضوع الطائفية موضوع شائك ومعقد ولا يمكن مناقشته بتبسيط مخل. وإن كان ثمة ما يمكن قوله على عجالة؛ فأقول: إن السبيل الأسرع لتقليل الشقة هو العمل المشترك على القضايا المتفق عليها والتي يمكن تحقيق نتائج ملموسة فيها، حتى تعود الثقة بين المختلفين ولعل منها قضية إعادة توجيه الدعم. وللحديث بقية.
      بو ريان
      إبراهيم بوصندل

    • زائر 7 | 2:24 ص

      الله يزيدك على القوة

      كلام في الصميم وسهل لحل المشكلة اما بقاء اللحم لسعر السابق يساعد على تهريبه وتبذيره ويفيد منه الأجنبي المقيم العامل في دول الجوار

    • زائر 6 | 2:11 ص

      الكاتب العزيز

      شكرا لك علي هدا المقال اللدي اصفه بالعفويه ولكنه في الصميم . هدا اجمل ماقرأت عن هدا ىالموضوع وقد وضع الكاتب الأمور في مكانها الصحيح وبصداقيه وبدون عواطف خصوصا فيما يتعلق بالعماله الوافده التي تستنزف خيرات بلادنا بشكل غير مبرر وغير منطقي ولا يوجد له شبيه في البلدان الأخري هدا مع تقديرنا لمساهمة هده العماله في بناء البلد .

    • زائر 19 زائر 6 | 9:16 ص

      الحمد لله أن المقال أعجبك

      الحمد لله أن المقال أعجبك، ومع احترامنا للعمال الوافدين وتقديرنا لمساهماتهم؛ لكن قضية العمالة الوافدة مثل الملح في الطعام إن نقص أفسده وإن زاد أفسده، وحاجتنا لهم في وقت معين وفي مجالات محددة لا ينبغي أن تجعلنا نفتح لهم الباب على مصراعيه، ولا يجوز أن يضرنا وجودهم لا من ناحية تكلفتهم، ولا من ناحية احتكارهم للمهن والوظائف وفي منافسة غير متكافئة على حساب الثقافة العمالية الآن وفي المستقبل.
      شكرا لك
      أبو ريان
      إبراهيم بوصندل

    • زائر 5 | 1:34 ص

      اللحم المدعوم فقط

      نحن في بيتنالا نأكل سوى اللحم المدعوم لانستطيع أن نشتري اللحم الغير مدعوم
      ونأكل في الاسبوع الواحد من 4 كيلو إلى 5 كيلو كوننا عائلة مكونة من 8 أنفار
      فبالتالي لا يكفينا مبلغ الدعم

    • زائر 9 زائر 5 | 3:02 ص

      لهذا نطالب بزيادة قيمة الدعم للمواطنين

      صدقت ،، ولهذا لا بد - إذا أردنا لسياسة إعادة توجيه الدعم أن تنجح - من زيادة مبالغ التعويض للمواطنين، وكما ترى في المقال، فقد اقترحنا أن يكون المبلغ 10 دينار لرب الأسرة، و7 دينار لكل فرد من أفراد الأسرة بصرف النظر عن سنه.
      هذا في المرحة الأولى، ثم تعاد دراسة ردود الفعل ويزاد المبلغ إن وجدت الحاجة لذلك.
      أبو ريان
      إبراهيم بوصندل

    • زائر 4 | 1:02 ص

      لا طِبنا ياخوي ابراهيم بوصندل يوم كنت نائب، ولا غدا الشر مع المجلس الجديد

      خلاص طارت الطيور برزقها ، ولين فات الفوت ما ينفع الصوت عزيزي النائب السابق بالله عليكم ماذا فعلت جمعية الاصالة لأهالي المحرق والبسيتين ايام توزيع الوحدات السكنيه والمخفي اعظم ما قول الا اختكي مثلكي .. الله يهدينا معاكم .. اخوك عصام

    • زائر 8 زائر 4 | 2:47 ص

      هذا ليس موضوعنا حاليا

      الأخ عصام
      لي مقالات وتصريحات كثيرة أوضحت فيها موقفي من سياسة التوزيع المناطقية على حساب الأقدمية. وعلى أساس هذا الموقف كانت تحركاتي داخل وخارج المجلس بخصوص البسيتين وقلالي ومجمع 207 بالمحرق وإسكان هورة سند على السواء.
      لكن كل هذا لا علاقة له بالموضوع المطروح حاليا، فنحن نتكلم عن فكرة وقضية رفع وإعادة توجيه الدعم ولا بد أن نركز مناقشاتنا ولا نشتتها وإلا فلن نصل إلى أي نتيجة.
      أخوك أبوريان .. إبراهيم بوصندل

    • زائر 3 | 12:19 ص

      مقال ممتاز

      بارك الله فيك

    • زائر 14 زائر 3 | 5:33 ص

      وفيك بارك أخي الكريم.

      وفيك بارك أخي الكريم
      أبو ريان
      إبراهيم بوصندل

    • زائر 2 | 11:36 م

      مطعم المناسبات فى المحرق

      مطعم المناسبات فى المحرق ( الشروفى ) كان يبيع المضروبه دجاج ( غير مدعوم ) ب 700 فلس ثم 800 فلس والان بعد رفع الدعم بدينار يرجى التشديد على جميع المطاعم وحتى مطاعم البحرينيين

    • زائر 12 زائر 2 | 5:12 ص

      بلغ عنهم حماية المستهلك

      أخي الكريم، اتصل بحماية المستهلك وبلغ عنهم. شكرا لك.
      أبو ريان
      إبراهيم بوصندل

اقرأ ايضاً