محرم الحرام شهر التغيير السلوكي

منذ أن كنت طفلاً وأنا أرقب فعاليات شهر محرم الحرام حينما يحل، كنت أتساءل: لماذا لايزال الإمام الحسين حيّاً وحاضراً بيننا على رغم مرور أكثر من 1400 سنة؟ سؤال لم أستطع الحصول له على إجابة؟

المصيبة التي حلت على شفيعنا وحبيبنا الإمام الحسين ممن خذلوه وهم يعلمون أنه سبط الرسول، وأنهم كاتبوه وطالبوه بالحضور لنصرتهم من طاغية الشام يزيد ابن معاوية، الذي اشترى الكثيرين بالأموال، فلم ينصروا السبط، وآثروا الدنيا على الجنة... «أأترك ملك الري»، بينما لدى يزيد القصور والأراضي والمناصب والثروة التي حاصر بها السبط، تماماً كما تفعله اليوم بعض الدول حينما تشتري صمت دول ومواقف دول أخرى.

يقول السبط: «إنني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالما، ولكنـني خرجت للإصلاح في أمة جدي».

شهر محرم العظيم ليس مسرحية وقصة يتكرر طرحها سنويّاً لتذرف دمعة هنا وأخرى هناك، من دون تغيير في مواقفنا بل له خيراته وفيوضاته وتضحياته التي قدمها سبط الرسول (ص)، إننا لسنا أمام نقد وتجريح الشخوص بل المؤسسات والفاعاليات والمهرجانات وأهمها الموكب والخطيب.

نذكر منها لا الحصر: «الرز واللحم» إنني أشاهد سنويّاً متعهدي الحسينيات يرمون كميات كبيرة من الرز واللحم، وهم مسئولون عن أناس يتلظون جوعاً وهناك بطون خاوية، وعن كل قطرة ماء سكبت وأمامنا أبو الأحرار مات عطشان بشط فرات، مرميّاً على الثرى ثلاثاً، بلا غسل ولا كفن! نعم محرم شهر الامتحانات! ونحن كما نحن لم نتغير ولن نتغير، إن شهر محرم للتغيير وليس للجمود على السلوكات الخاطئة، بل لابد من أن ننهل من أصحاب الحسين على أقل تقدير والتي شهدتها كربلاء آنذاك في التغيير المفاجئ «الحر» مثالاً، وترك الغالي والزوجة مقابل نزف الدم، «حنظلة» مثالاً، وترك الثروة المال والجاه والسلطان مقابل تلبية واعية الإمام الحسين «حبيب» مثالاً.

مهدي خليل

المرآة لا تعكس صورتك

أنت في الليل تغادرك أحلام النهار من دون أن تخلف وراءها الظنون وفي النهار ترحل عنك أحلام الليل وتفاصيلها لا تتذكر أين كنت ولا ما فعلت، تارة بأعين مفتوحة وتارة بأعين مغلقة أنت تحلم، لياليك تحولت أياما وأيامك انقلبت ليالي، وأحلامك تحولت أفكارا وأفكارك تجسدت أحلاما، فلا قيمة لمشهد مر في خيالك لمحة ثم اختفى كأنه لم يكن فلم يعد له وجود. حياتك أصبحت وهم وأيامك جميعها أحلام.

إنها لم تساعدك يوما على أن تذوق طعم الحب الحقيقي ولو لمرة لأنها تغريك حتى تسير بك على دروب أهدافها سراب فلا تجد لها من نهاية، هي تخادعك وتمنحك الأماني لذا كانت هي الوهم من البداية. إنها حياتك ليست سوى مشهد ادعى الوجود لكنه في الحقيقة ليس بموجود لأنها لا تقدم لك سوى انعكاسات وإسقاطات وأنت فيها مجرد تائه.

ابحث عن الذي يجلس في داخلك في صمت، فحين تعرف من الذي ينظر من خلال عينيك ستدير ظهرك للمرآة التي تعكس قصة حياتك فلا شيء حقيقي فيها، لا الصورة التي تعكسها المرآة حقيقية ولا الواقف أمام المرآة حقيقي، إنها مجرد أوهام، لكنه شيء واحد حقيقي هو الذي يعي بأنه يقف أمام المرآة، هو أنت الذي يعلم حقا بأن المرآة لا تعكس أبدا صورته.

علي العرادي

أخصائي تنمية بشرية

علي هام بك الفؤاد

علي هام بك الفؤاد

ثراك عطر أيا مولعي

لطهر قبرك مدت يداي

دليلي رف ايا مسمعي

ازلت الدجى بضوء علمك

زفيري انت للمطلعي

هلا بالحمام فدتك روحي

لأرى وجهك في المضجعي

رقيت العلا بطه الامين

ومنهاجك لنا مترعي

ولي الحوض شفيع الخلق

حصنا انت والمفزعي

حرارة دمي ونفسي انت

حظيت بحب اله مبدعي

ابالحسنين كتاب الله

انحشر معك ذا مطمعي

مصطفى الخوخي

تحيـّة لولي العهد من عائـلة البحارنة

لـَكَ مِـنّا الـتـّعــظـيمُ والإكْــبــارُ

بـُورِكــتْ خــطـوةٌ، وطـابَ المَزارُ

نِعـمَ ضـيـفا من جاء يـَحـمِلُ حُـبـّاً

لـنـفـوسٍ هُـمـومـُهُــــنّ كِــــثــارُ

عـَصـفــتْ بِالـبـلادِ مِـحـنـةُ شـَعــبٍ

كـادَ يُـودي بــِحـلـمهِ ... إعــصــارُ

لم يـدُر في النُّفوسِ أن يخرج العنفَ

ســلـــيـطــاً... وسـَــيــفـُـهُ بتَّارُ

جـاهليّ الدَّعوى... يـبــدّد شــمـــلاً

وبِــعـينيـــهِ غــَضـــبةٌ وشَـــرارُ

لـم يــدُر في النُّفوس أنْ تـتهـــاوى

فـي الـمـِلـمّات... عـشـرة وجـوارُ

هـو نــَزغٌ مــن الــتّــفــرّق لا يرضى

بـــِهِ الـــمــُـتـّـقـــونَ والأخـــــيارُ

وهــو جِــسرٌ عـبـورُه الـــصّعبُ ...

لا يـُثـني جـَسـوراً، وفي يَديهِ القَرارُ

فــارسٌ أنـتَ... والـنـّـفوسُ كـِبـــــارُ

وبـإقــدامـكـمْ... يُــشــقُّ الغِـبارُ

كـي تـعود الـقـلـوبُ صـفوًا وتـرســـو

وِحدةٌ... فـي بــقائــها إصـرارُ

وِحــدةٌ تـجـمــعُ الــقـلـوبَ وفــيــهــا

يَـنـبـضُّ الـحــبُّ عـاطـراً والفخارُ

وِحــدةٌ بـيـن ســاعــديـن لــتــبــنــي

وطــنـاً يــحــتــفـي بـه الأحـــرارُ

حـيـن تـنـبو الـسّـيوفُ فالـّـرشـدُ أولـى

أنْ يـسـودَ الـنـّـُهـى ويأتي الحـوار

يـا مـلـيـكاً بــعــدلــه يـَـصنـعُ الــحُــبَّ

ولـلـحُبّ والـــهــوى ... أوطــارُ

مَدَّك الـلهُ بِـالــعزيــمةِ والتـّـوفــيــقِ

فــَهْـــوَ الـــقــــــــديـــــرُ والجـــــبَّــارُ

دارُنـا في ولي عـــهـــدِك زانـــــت

واستـفاضت... وأشـرقـت أنـوارُ

تـقي محمد البحارنة