أكدت دراسة برازيلية نشرتها الجمعية النسائية حول التسوق أن تطور مراكز التسوق (شوبينغ سنترز) في العالم كله قد أدى إلى إيجاد جيل من النساء، مراهقات أو بالغات، للإقبال على الشراء بشكل لم يسبق له مثيل نظراً لتوفر نوعيات هائلة من البضائع التي تعتبر مغرية لهن من ألبسة تساير الموضة إلى منتجات متعلقة بالتجميل، وكل ما يخطر على البال، وذلك حسب ما نشرت مجلة "سيدتي".
وذكرت الدراسة إن مجرد الذهاب إلى مراكز التسوق يرغم أحيانا النساء على شراء هذا الشيء أو ذاك؛ حتى وإن كان الغرض من زيارة المركز هو من أجل التسلية والمشي، والاطلاع فقط على ما هو جديد في هذا المجال أو ذاك. ولكن أعين النساء تركز دائماً على أشياء تلفت انتباههن، وهو الأمر الذي يؤدي إلى رغبة جامحة في شراء ولو قطعة أو قطعتين من بضاعة ما.
تؤثر حمى التسوق على بعض من جوانب حياتنا الزوجية والاجتماعية، بحيث إن بعض المشاكل لابد وأن تظهر بين الرجل والمرأة. فالرجل بطبيعته يذهب مباشرة للمحل المختص؛ من أجل شراء ما يحتاجه، ومن ثم العودة إلى المنزل دون أية رغبة في التجوال في مركز التسوق أو الانتباه إلى التطورات الجارية في عالم الموضة والشراء.
كما أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن الاختلافات بين الرجل والمرأة حول التسوق تصل أحياناً إلى حدود خطيرة، يمكن أن تؤدي حتى إلى الطلاق. هذا لا يعني أن الرجال لا يحبون أن يشتروا الأشياء الجميلة التي تخصهم، ولكن الغالبية العظمى منهم لا يشترون إلا عندما يحتاجون لشيء ما.
التسوق والذهاب إلى مراكز التسوق مغرٍ جداً للمرأة، ولكن يجب عليها أيضاً أن تأخذ بعين الاعتبار رأي زوجها. وهذا يعني عدم الإصرار عليه لمرافقتك إلى مركز التسوق؛ لأنه إن ذهب فإنه لن يتحمل عناء النظر إلى الأشياء التي تثير اهتمامك. وأوضحت الدراسة: "اهتمام المرأة بالتفاصيل يجعلها تهتم بكل ما هو معروض، بل ليس ذلك وحسب، وإنما محاولة إقناع الزوج من أجل شراء هذا وذاك".
فالتسوق يجب ألا يكون سبباً لخلافات زوجية تؤرق حياة اثنين. فقد تتطور الأمور إلى حد خطير وربما تكون النتيجة الفراق.
كما أن الناس يعملون لساعات طويلة في اليوم، ويتوقون لقضاء أوقات جميلة مع العائلة للتعويض عن متاعب العمل. لذلك فإن الذهاب لمراكز التسوق (الشوبينغ سنترز) والمولات الضخمة يمكن أن يكون خياراً جيداً، من أجل قضاء وقت ممتع، ولكن هذه الرحلة يجب ألا تكلف الكثير. فإذا كانت هناك حاجة فلا بأس من شراء ما تحتاجين إليه بموافقة زوجك، وحاولي ألا تفرضي عليه شراء أشياء لست بحاجة لها.
هناك أسئلة مهمة يجب أن تطرحيها على نفسك قبل التسوق:
أولا: هل أنا حقاً أحتاج لشراء بضاعة ما، أم أقوم بشرائها لأن هناك خصومات خاصة؟
معظم النساء (نسبة 90%) بحسب الدراسات العالمية تعشق موسم الخصومات على البضائع ولذلك فإنهن يسعين لشراء ما هب ودب، دون الأخذ بعين الاعتبار فيما إذا كانت هناك بالفعل حاجة للشراء. مما لاشك فيه أن شراء بضاعة بخصومات جيدة أمر مغرٍ طالما أن هناك حاجة للبضاعة. أما مجرد الشراء لأن هناك خصومات مغرية على هذه البضاعة أو تلك يزيد من الإنفاق، ويحدث خللا في الميزانية العائلية.
ثانيا: هل أستطيع أن أشتري ما أنا بحاجة إليه بسعر أقل؟
هذا السؤال مهم جداً، بحيث ينبغي أن تفكر المرأة فيما إذا كان باستطاعتها أن تشتري ما تحتاج إليه بسعر أقل. وهذا يعني التجول في محلات كثيرة من أجل مقارنة الأسعار. فإن وجدت شيئاً يمكن أن تشتريه بسعر أقل من دون المس كثيرا بالنوعية المطلوبة، فذلك يعتبر أمرا جيدا.
ثالثا: هل لديّ القوة الشرائية؟
إن التسهيلات من أجل الشراء في أيامنا هذه كثيرة ومغرية. فهناك البطاقة الائتمانية (كريديت كارد)، وهناك أيضاً الدفع بالتقسيط وغيرها من الطرق التي تحفز على الشراء. ولكن إذا كان الأمر كذلك، فإن ذلك لا يعني أن تغرق المرأة نفسها بالديون. ويمكن الشعور بالنتيجة السلبية للشراء من دون تفكير، وبسبب هذه التسهيلات عندما تصلك فاتورة بطاقة الائتمان أو تضطرين للدفع لشهور بالتقسيط، الأمر الذي يؤثر على ميزانيتك، ويحرمك من أشياء أكثر أهمية.
رابعا: هل أنا أشتري بسبب الاندفاع العاطفي؟
كثيرات هن النساء اللواتي تقمن بالشراء بشكل جنوني تحت تأثير الاندفاع العاطفي. ولذلك من الضروري أن تفكري فيما إذا كنت تشترين بتعقل، أم تحت تأثير الاندفاع العاطفي، الذي ربما يكون سببه مراقبة الآخرين الذين يقومون بالشراء من حولك.
خامسا: هل أراعي رأي زوجي؟
هناك أهمية بالغة لأخذ رأي الزوج قبل الذهاب للتسوق. فهو ربما لا يقبل ما قمت بشرائه دون استشارة رأيه، وهنا يمكن أن ينشب خلاف وشجار أنت في غنى عنه. فزوجك هو أهم من الاعتبارات الأخرى المتعلقة بالتسوق. وكذلك ينبغي أن تكون لديك القدرة على إقناع زوجك، من أجل مرافقتك في التسوق؛ لكي لا تكون له حجة لمساءلتك عندما تشترين أشياء كثيرة من دون أخذ رأيه.