أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله أن «الكويت وقعت الأحرف الأولى من اتفاقية اليوروفايترز»، لافتا إلى أن «اسبانيا أبدت ارتياحها لهذا التوقيع المبدئي، ومن المؤكد أنها تتطلع إلى التوقيع النهائي قريبا»، معتبرا إياها «جزءا مهما من مجموعة دول التحالف المصنعة لليوروفايترز»، حسبما نقلت صحيفة الأنباء الكويتية اليوم الأربعاء (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2015).
وخلال مشاركته في الاحتفال الذي نظمته السفارة الاسبانية مساء أمس الأول في فندق سيمفوني بمناسبة العيد الوطني بحضور عدد كبير من أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى البلاد، وردا على سؤال عما إذا كان هناك عمولات خاصة من وراء صفقة اليوروفايترز، لفت الجارالله إلى أن «هذه الصفقة حكومية -حكومية أي بين دولتين ولسنا على علم بما يثار بشأن العمولات، وإنما نؤكد في هذا الإطار على أن هذه الصفقة بين دولتين تمثلهما وزارة الدفاع الكويتية ووزارة الدفاع الايطالية باعتبارها الممثل لدول التحالف المصنعة لليوروفايترز».
وعن الدعم الاسباني للكويت بشأن رفع تأشيرة الشنغن عن المواطنين، لفت إلى أن «اسبانيا من ضمن الدول التي تسعى إلى إعفاء الكويت من الشنغن»، متحدثا عن وجود «خطوات كبيرة جدا تحققت بهذا المجال، واسبانيا جزء من هذا الجهد الذي نقدره».
وبالحديث عن الخطوة التي قام بها البرلمان الاسباني بخصوص تقديم تسهيلات جديدة للمستثمرين الكويتيين، أشار الجارالله إلى أن الكويت تنظر إلى هذه الخطوة «بارتياح ونشعر بأنها تجاوب من قبل الجانب الاسباني لجذب الاستثمار الكويتي وستسهم في مزيد من الاستثمارات الكويتية في المملكة».
وكان الجارالله وصف العلاقات بين الكويت وإسبانيا بأنها «قديمة ومتطورة ومتميزة»، مستذكرا الموقف الاسباني الداعم للكويت أيام الظروف الصعبة خلال الغزو الصدامي، مضيفا أن «هذه العلاقات تواصلت على أكثر من مستوى خصوصا مع وجود العلاقة المتميزة بين قيادتي البلدين»، متطلعا إلى «أن تتواصل هذه العلاقات المتميزة وتستثمر هذه العلاقات بما يخدم التعاون والتنسيق بين الكويت ومملكة اسبانيا».
وأضاف الجارالله «السوق الاسباني يحتوي على الكثير من فرص الاستثمار وبالتالي الكويت حريصة على التواجد في هذا السوق وتستثمر بشكل مؤثر فيه»، مبينا أن «الجانب السياحي مهم أيضا، حيث يتوافد عدد كبير من السياح الكويتيين إلى اسبانيا وتتزايد الأعداد سنويا»، متطلعا بذلك إلى استمرار العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين.
ومن جانبه، قال السفير الاسباني لدى الكويت كارلوس سائينت دي تيخادا «إن الاحتفال بالعيد الوطني الاسباني يمثل ذاكرة اكتشاف أميركا وهذا أمر مهم جدا»، واصفا علاقات بلاده مع الكويت «بالجيدة جدا وهناك تفاهم واضح بين قيادتي البلدين وعلاقاتنا تمتد لسنوات عديدة وهناك تقارب في وجهات النظر».
وقال تيخادا: «الكويتيون يفضلون اسبانيا كوجهة سياحية، كما أنهم يزورونها باستمرار، فضلا عن التواجد للشركات الاسبانية في الكويت والتي تعمل على إنجاز مشاريع عديدة وهامة، ولديها تواجد مهم في إقامة مشاريع البنية التحتية إضافة إلى العقود التي تبرم بين شركات اسبانية وكويتية لإنجاز مشاريع عملاقة وهذا أمر مهم نظرا للتفاهم بين البلدين».
وتحدث عن التسهيلات التي قدمتها الحكومة الاسبانية للمستثمرين الكويتيين، معتبرا اياها دليلا على «الاهتمام الاسباني بأصدقائنا في الكويت»، لافتا إلى أن السفارة «أصدرت 24 ألف تأشيرة، إلا أن هذا لا يعبر عن العدد الكبير للكويتيين الذين يقومون بزيارة اسبانيا لوجود الكثير منهم ممن لديهم تأشيرة طويلة الأمد وبالتالي هناك عدد كبير جدا من الكويتيين بين الذين يزورون اسبانيا سنويا»، لافتا إلى أن «الشعب الإسباني شعب لطيف ويحب الكويتيين المرحب بهم في بلدنا».
وفي حين لفت إلى أن «طالبي التأشيرات يحصلون عليها لمدة طويلة حسب طلبهم المقدم للسفارة»، أشار إلى وجود العديد من الزيارات لمسؤولين اسبان إلى الكويت، متحدثا عن سعيهم لترتيب زيارات مهمة في المستقبل القريب.
وحول التعاون العسكري بين البلدين، أشار الى وجود «تعاون وثيق وكبير بين البلدين في المجال العسكري، فهناك جنود إسبان يتواجدون في الكويت يقدر عددهم بـ 300 جندي كانوا متواجدين في العراق»، مشيرا الى أن «العلاقات العسكرية بين البلدين علاقات تعاون في عدد من الأمور ونعمل دائما على تطويرها».
وبالحديث عن الجالية الاسبانية، قال «إنها جالية صغيرة فبعد ان كان العدد 200 شخص فقط ارتفع الآن إلى 600 شخص».
وردا على سؤال عن مساندة بلده للكويت لرفع تأشيرة الشنغن عن الكويتيين أجاب: «ندعم الكويت في طلبها هذا، وبحكم علاقاتنا المتميزة معها فنحن ندعمها رغم أننا نقدم تسهيلات في حصول الكويتيين على تأشيرة الشنغن، ونرى أنه من الضروري أن يعفوا منها باعتبارهم شعبا صديقا لنا ونحن نتوقع أن ترفع التأشيرة عنهم في القريب العاجل».
وحول العلاقات الثقافية، لفت الى أن «الثقافة مفتاح التقارب بين الشعوب، وبالتالي نحاول أن نعرف دائما الشعب الكويتي الصديق على ثقافتنا ونقيم معارض اسبانية، لأن لدينا ثقافة عريقة وندعو الشعب الكويتي للتعرف عليها».
سيليمان: قلق خليجي من تدخل روسيا في سورية
على هامش الاحتفال، ذكر السفير الأميركي دوغلاس سيليمان أن الرئيس الأميركي ذكر أن القوات الروسية لا تستهدف «داعش» بل تستهدف القوات المعارضة للنظام السوري، وقال إن التدخل الروسي في سورية قد عقد الوضع فيها، ولهذا حصلت اجتماعات مكثفة بيننا وبين الروس خلال الأيام الماضية لمحاولة حل هذه المشكلة المعقدة، كما لاحظنا وجود قلق خليجي من تدخل روسيا في سورية أيضا.
لودج: تدخل روسيا سيطيل بقاء الأسد
قال السفير البريطاني لدى البلاد ماثيو لودج انه تحدث مع نائب وزير الخارجية خالد الجارالله بشأن التدخل الروسي في سورية، لافتا إلى أن «وجهات نظر الجانبين كانت متطابقة وقد أبديت له مدى اهتمامنا وقلقنا من التدخل الروسي في سورية وادعائهم أنهم يهاجمون تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، على الرغم من أن معظم هجماتهم تتركز على القوات المعارضة لحكومة بشار الأسد، وهذا ما سيؤدي لإشعال الوضع في سورية بأكثر مما هو عليه كما سيساعد في طول مدة بقاء نظام الأسد وهذا هو هدف روسيا».
وفيما يخص ما ذكر عن نيتهم ترحيل بعض البدون الذين دخلوا بريطانيا بطريقة غير شرعية للكويت، قال: «لا أريد الدخول بتفاصيل الحديث في هذا الموضوع، ولكن هناك تعاون كبير بين الكويت وبريطانيا في موضوع الهجرة والتأشيرات».
وأشار إلى ان زيارة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم الى لندن سبتمبر الماضي كانت لتطوير العلاقات بين البلدين، مؤكدا ان التعاون بين البلدين وثيق ومتطور في جميع المجالات وهناك تعاون بين البلدين في شأن تسليم المتهمين.
وحول انعقاد اجتماعات لجنة التوجيه المشتركة بين البلدين يومي 25 و26 نوفمبر المقبل في الكويت، أوضح أنها «ستناقش العديد من القضايا التي تهم البلدين والتعاون في المجال الصحي وزيادة الاستثمارات في البلدين».