أعلنت الحكومة البريطانية أنها انسحبت من مناقصة تحديث نظام السجون في السعودية وذلك استجابة لأولويات وزارة العدل في المملكة المتحدة، حسبما أفاد موقع "إيلاغ" الإخباري.
وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية، أمس الثلثاء (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، للصحافيين إن "الحكومة قررت أنها لن تشارك في المناقصة" البالغة قيمتها تسعة ملايين دولار والتي تتضمن "تحليلات حول حاجات التدريب" في نظام السجون مضيفا أن الانسحاب من المناقصة يستجيب لأولويات إدارة وزارة العدل.
وقالت متحدثة باسم رئيس الحكومة ديفيد كاميرون إن الانسحاب من المناقصة يعكس قرار الحكومة بالتركيز على الشؤون الداخلية ذات الأولوية.
وكانت الحكومة البريطانية قد طرحت مناقصة مبدئية لتقديم برنامج "تحليل احتياجات التدريب" لموظفي مصلحة السجون بالسعودية في عام 2014.
حكم جلد بريطاني
يأتي هذا الإعلان بعدما دعت عائلة البريطاني كارل اندري (74 عاما) الذي حكم عليه ب350 جلدة في السعودية لحيازته كحولا، رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى التدخل لدى الرياض من أجل إطلاق سراحه.
ومع ذلك، أكدت رئاسة الوزراء عدم وجود صلة بين القضيتين. وتابع المتحدث باسم رئاسة الوزراء "هذه قضايا مختلفة"، متوقعا أن يوجه كاميرون رسالة إلى السعودية للتعبير عن "قلقه الشديد" حيال ذلك.
وقضى كارل أندري (74 عاما) بالفعل أكثر من عام في السجن منذ اعتقاله في عام 2014. وقالت ابنته، كريستن بيروث، لـ(بي بي سي) إن والدها الذي عانى من ثلاث أنواع من مرض السرطان "لن ينجو" من عقوبة الجلد.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها "تسعى لإطلاق سراحه في أسرع وقت ممكن". وقالت بيروث إن والدها كان ينقل خمورا منزلية الصنع في سيارته في أغسطس/ آب 2014 عندما أوقفته الشرطة واعتقلته.
وانقضت مدة الحكم على أندري بالسجن عاما، وقالت بيروث إن الأسرة "تميل إلى الاعتقاد" بأن عقوبة الجلد لن تنفذ نظرا لسن والدها وحالته الصحية.
لكن الابنة كريستن بيروث قالت إن هناك "الآن على ما يبدو علامات استفهام" حول الأمر. وأضافت "والدي رجل مسن يبلغ 74 عاما ونجا من ثلاثة أنواع مختلفة من السرطان بعد خضوع لعلاجات شديدة للمرض، ويعاني من مرض الربو والنقرس وحالته الصحية ليست جيدة على الإطلاق".
وتابعت "معنوياته مرتفعة، لكن حالته الجسدية ليست جيدة على الإطلاق، وأعتقد أنه نفذ الحكم وقضى العقوبة، ولا أريد الآن سوى عودته إلى البيت".
وقالت إن الزمن يمثل "عنصرا جوهريا" بسبب عمر والدها، وأضافت أنه "دفع ثمن ما فعله" في السعودية، وينبغي إطلاق سراحه الآن.
وحول سؤالها بشأن مساعي السلطات البريطانية في القضية، قالت بيروث "لا أفهم حقيقة لماذا يستغرق الأمر كل هذا... اتصال واحد بالشخص المناسب ويمكن أن يُطلق سراحه".
ومن جهته، قال سيمون ابن كارل أندري لبي بي سي إن والده "استمتع بالعيش في السعودية لنحو 25 عاما، وكان سعيدا جدا هناك". وأضاف سيمون أنه يتفهم القوانين هناك، معربا عن أسفه لما حدث.
واستدرك قائلا "لكن ينبغي إطلاق سراحه... فوالدتي تعاني مرض الخرف وحالتها الصحية تتدهور بسرعة كبيرة، ويريد والدي بالفعل العودة ورؤيتها".
وزارة الخارجية
وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية "موظفو سفارتنا يواصلون مساعدة السيد أندري، بما يشمل زيارات منتظمة للتأكد من حالته، واتصالات مستمرة بمحاميه وأسرته".
وأضاف المتحدث "الوزراء وكبار المسئولين أثاروا قضية أندري مع الحكومة السعودية، ونبذل الآن جهدا حثيثا لإطلاق سراحه في أسرع وقت ممكن".
وتحذر وزارة الخارجية البريطانية، على موقعها الإلكتروني، من أن عقوبات حيازة الخمر في السعودية "مشددة".
كما يحذر موقع الوزارة كذلك من صرامة القوانين السعودية تجاه قيادة المرأة والدعارة والمثلية الجنسية وتهريب المخدرات، التي تصل عقوبة المدانين فيها إلى الإعدام.
وفي الشهر الماضي، دعا زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى الضغط على السلطات السعودية لتخفيف عقوبة معارض سعودي حكم عليه بالإعدام.